السبت, يناير 25, 2025
الرئيسيةأخبار مصرمصير فرسان الأهرامات يثير الجدل قبل افتتاح منطقة التطوير

مصير فرسان الأهرامات يثير الجدل قبل افتتاح منطقة التطوير

رغم أن أهرامات الجيزة تعتبر من أهم المواقع التاريخية في مصر والعالم، إلا أن رجال أعمال وخبراء سياحة وكتاب مصريين يرون أنها “لا تلقى معاملة لائقة من أجهزة الدولة”، متهمين “الخيالة” و”سائقي الجمال” بـ”الإضرار بالسياحة المصرية”.

جدد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، النقاش والجدل حول مصير «الفرسان» و«سائقي الجمال»، واصفاً بعضهم بـ«عصابات قوية من البلطجية».

وقال ساويرس عبر حسابه بموقع «إكس»، في سياق تعليقه على خبر شركته المسؤولة عن مشروع تطوير منطقة الأهرامات: «بس تخلصوا من الإبل والخيول ومخلفاتها والبلطجة والإذلال عند المدخل». وأضاف في تعليق آخر: «كنت متوقع الدولة تقوم بدورها بعد ما عملت دورى»، معتبراً أن هذا الأمر «يدمر سمعتنا ويهدر ملايين الدولارات». وأضاف: «لو الدولة عندها الإرادة السياسية والأمنية هيبقى فيه حاجة تانية لمنطقة أهرامات الجيزة».

مشروع التطوير يتضمن إبعاد أصحاب الإبل عن محيط الأهرامات (الشرق الأوسط)

وكان ساويرس قد أثار جدلا مماثلا في مارس/آذار الماضي، عندما كتب على موقع “إكس”: “مهما فعلنا في منطقة الأهرامات، فإن الوضع لن يتحسن إلا إذا تمت إزالة الإبل والخيول أو نقلها إلى منطقة محددة وتسهيل الخروج والدخول”.

ويعتبر علماء الآثار وخبراء السياحة أن أهرامات الجيزة هي “واجهة مصر الأولى” وأحد أشهر المعالم السياحية في العالم والتي يفضل العديد من مشاهير العالم زيارتها عند وصولهم إلى مصر، حيث تتميز بتاريخها الفريد وإطلالتها الاستثنائية التي لا مثيل لها في العالم.

وفي عام 2022، بدأت وزارة السياحة والآثار التشغيل التجريبي لمنظومة الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية وخدمات الزوار في منطقة أهرامات الجيزة، ضمن مشروع التطوير.

ويتضمن مشروع التطوير تشغيل أتوبيسات وسيارات كهربائية صديقة للبيئة داخل منطقة الأهرامات، فيما تصطف الأتوبيسات السياحية في ساحة انتظار مركز الزوار، والتي تتسع لنحو 1000 سيارة. وتجوب المركبات الكهربائية 7 محطات داخل المنطقة الأثرية، تبدأ من محطة مركز الزوار، مرورًا بمحطة بانوراما 1، ثم محطة هرم منقرع، ومحطة هرم خفرع، ثم محطة هرم خوفو، ومحطة أبو الهول، لتنهي الرحلة في محطة بانوراما 4 قبل العودة إلى مركز الزوار مرة أخرى. وبحسب الوزارة، فإن “المحطات مزودة بمكتب استعلامات لخدمة الزوار، بالإضافة إلى الإنترنت وأجهزة الشحن الذكية، ومجموعة من المقاعد المظللة للجلوس، ومنافذ لبيع الهدايا والمشروبات والوجبات السريعة، ومناطق مخصصة للأطفال، وأماكن مخصصة للتصوير الفوتوغرافي، وماكينات الصراف الآلي”.

شكاوى متكررة من «استغلال وخداع الفرسان» في الأهرامات (الشرق الأوسط)

وقالت شركة أوراسكوم بيراميدز في بيان لها مؤخرا إنها تستعد “خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، بعد أن فازت الشركة بمناقصة تطوير المنطقة بعد التنافس مع عدة شركات عالمية لتقديم أفضل عرض فيما بينها”.

واستثمرت الشركة 100 مليون دولار لتطوير الخدمات في المنطقة، 40 مليون دولار منها مخصصة لاستبدال نظام الصوت والإضاءة القديم بآخر متطور.

كما تستعد لتشغيل خطوط حافلات كهربائية لخدمة المنطقة وربط الأهرامات بالمتحف الكبير، بالإضافة إلى مركز لخدمة الزوار، وتوفير خدمة الإنترنت اللاسلكي المجاني، وقاعات سينما وحمامات فندقية، وتركيب بوابات إلكترونية، وإنشاء سلسلة مطاعم عالمية على رأسها مطعم “خوفو” الذي صنف كأفضل مطعم في مصر وشمال أفريقيا وخامس أفضل مطعم في الشرق الأوسط لعام 2024.

لكن مراقبين وكتاب مصريين، ومنهم عادل نعمان ومحمد أمين، اعتبروا أن بعض تصرفات «الخيالة وسائقي الجمال» في منطقة الأهرامات «ستفسد أي مشروع تنموي»، معتبرين أنها «سبب رئيسي في نفور السياحة من المنطقة». وفي مقال نشر قبل أيام تحت عنوان «السيد وزير السياحة.. المافيا أولاً»، قال نعمان: «إن ما يرتكب في الأهرامات والبازارات والأضرحة والمواقع السياحية يحتاج إلى مراجعة شاملة لكل تصرفات القائمين عليها والعمل على تصحيحها»، واصفاً بعض التصرفات بأنها «جريمة في حق تاريخنا العريق مهما حاولنا جذب السياح بكل الوسائل والطرق».

وبينما روى نعمان قصة خداع ابنته أثناء ركوبها حصانا في الأهرامات، قال محمد أمين: «إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات يواجه مقاومة كبيرة من بعض الجهات الإدارية ومن بعض سكان منطقة نزلة السمان المجاورة للأهرامات».

وجدد أمين دعوته لوزير السياحة والآثار إلى “تحرير منطقة الأهرامات من أسرها ووضعها تحت إدارة معروفة يدفع السائحون مقابلها، بدلا من الدفع إلكترونيا ثم تقع في أيدي أصحاب الخيول والجمال”، على حد تعبيره.

وتحظى منطقة أهرامات الجيزة باهتمام السائحين الأجانب والزائرين المصريين على حد سواء، حيث استقبلت 35 ألف زائر في أول أيام عيد الفطر العام الماضي. لكن «الشرق الأوسط» سمعت روايات سلبية من زوار مصريين وأجانب عن «المضايقات» التي تعرضوا لها من قبل «الخيالة وسائقي الجمال» التي أفسدت فرحتهم برؤية الأهرامات الخالدة. وحذرت السفارة الأميركية رعاياها في مصر من زيارة الأهرامات في عام 2013 بسبب «اعتداءات الباعة والفرسان».

مصر تمنع الفرسان من الاقتراب من الأهرامات (الشرق الأوسط)

ويقترح الخبير السياحي أحمد عبد العزيز «إبقاء الإبل والخيول داخل سور محدد داخل منطقة الأهرامات، مع وضع ضوابط صارمة، إذ يرى أن صورة الهرم أصبحت مرتبطة بالإبل، ولا يمكن تصوره بدونها».

وأضاف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «الأهرامات أعظم منطقة سياحية في العالم، وبالتالي يجب إدارتها بشكل سليم يجذب السائحين»، مقترحاً «فرض تذاكر موحدة لركوب الجمال والخيول تحت إشراف السلطة التنفيذية».

ويؤكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية ومدير منطقة أهرامات الجيزة الأسبق، أن مشروع التطوير يحدد مصير «الخيالة والإبل» في منطقة أهرامات الجيزة، موضحاً أنه «تم تخصيص منطقة لهم جنوب بوابة الدخول للأهرامات على طريق الفيوم، بعيداً جداً عن أرض الأهرامات، حتى يتمكن الزائرون من الاستمتاع بالأهرامات؛ حيث لن يكون هناك سوى البشر والآثار».

وأشار عبد البصير إلى أن «بعض الأشخاص الذين يقومون بالتحرش بالسياح خارج الأهرامات قد يكونون تابعين لأشخاص آخرين داخل المنطقة، مثل الفرسان وسائقي الجمال»، متوقعاً أن «تنتهي الأزمة بتنظيم أماكن الجمال والخيول».

تعتبر أهرامات مصر من أبرز معالمها السياحية (الشرق الأوسط)

وعلق ساويرس على الأزمة في تغريدة على تويتر يوم السبت، قائلًا: “تواصلنا مع وزارة الداخلية، وشرحنا مسؤولية كافة الجهات في إصدار تصاريح الخيول والإبل، ووعدونا بإصلاح كافة المشكلات التي نواجهها”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات