الجمعة 16 فبراير 2024 | 06:26 مساءً
د. محمد معيط وزير المالية
أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، أن مصر نجحت في بناء قدراتها خلال السنوات الأخيرة، وتستطيع تحقيق التعافي واستعادة الاستقرار للاقتصاد الشامل، موضحا أن الحكومة تدرك عواقب الأزمات العالمية المتوالية وخطورتها والتي تزايدت مع التوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، وهي تتعامل مع البرامج والسياسات والتدابير بمرونة وحذر. وهو متوازن بما يساهم في احتواء أكبر قدر ممكن من التأثيرات السلبية الشديدة القسوة من خلال العمل على الاستغلال الأمثل لإمكانات الاقتصاد المصري من خلال إعطاء القطاع الخاص دوراً تنموياً أكبر مع حوافز استثمارية وضريبية وجمركية مرتبطة بفرص حقيقية. أهداف للقطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية والقدرة التنافسية العالمية، لتعظيم قدرات الإنتاج. وهو ما ينعكس على خفض فاتورة الاستيراد، إلى جانب توسيع قاعدة التصدير، لافتا إلى أننا نعمل الآن على دراسة حزمة من الحوافز الضريبية والجمركية الجديدة لجذب المستثمرين إلى منطقة المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة.
عاجل.. «المالية» تبشر المعلمين بخصوص موازنة 2024/2025
وقال في حوار مفتوح مع طلاب وعمداء وأساتذة وطلاب جامعة النيل الوطنية، أداره الدكتور وائل عقل رئيس الجامعة، إن المالية العامة للدولة أظهرت تماسكها في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. وانعكس ذلك على مؤشرات الأداء المالي خلال الأشهر السبعة الماضية، حيث حققنا فائضا أوليا قدره 173 مليار جنيه، مقابل 33 مليار جنيه في نفس الفترة من العام المالي الماضي. وبلغ عجز الموازنة 5.8% نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفعت الإيرادات الضريبية بنسبة تتراوح بين 42% إلى 44% نتيجة الرقمنة والميكنة وتكامل الاقتصاد غير الرسمي، لافتا إلى تراجع الإنفاق الاستثماري بنسبة 10% مقارنة بنفس الفترة من العام المالي الماضي، وذلك في إطار حرص الدولة على إعادة توجيه الإنفاق إلى القطاعات ذات الأولوية في إطار جهود تخفيف الأعباء عن المواطنين.
وأشار الوزير إلى أن الدولة أطلقت عدة حزم استثنائية للحماية الاجتماعية منذ جائحة كورونا وحتى الآن بتكلفة إجمالية تجاوزت 630 مليار جنيه، بالإضافة إلى زيادة مخصصات الموازنة السنوية للدعم والحماية الاجتماعية، موضحا أن الحزمة الاجتماعية الجديدة وتقدر بنحو 180 مليار جنيه سنويا، وإجمالي 240 مليار جنيه حتى يونيو. 2025، التي أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرًا، سيتم تنفيذها اعتبارًا من مارس المقبل، وتتضمن زيادة أجور العاملين بالدولة إلى حد أدنى يتراوح بين 1000 إلى 1200 جنيه، ورفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 50%، وزيادة المعاشات بنسبة 50%. 15% ورفع حد الإعفاء. الضريبة بنسبة 33% لتخفيف العبء على العاملين بما فيهم القطاع الخاص. وبذلك ارتفع حد الإعفاء الضريبي بنسبة 73% منذ يوليو 2023 وحتى مارس 2024.
وأكد الوزير أن هذه الحزمة تضمنت أيضًا زيادات إضافية في أجور الأطباء والممرضين والمدرسين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات، وهو ما يؤكد حرص الدولة على النهوض بالصحة والتعليم، ووضعهما في أولوية قصوى، سواء على مستوى الإنفاق الاستثماري. أو تحسين الأجور، مؤكدا أن موازنة العام المالي المقبل 2024/ 2025 ستوجه بالكامل نحو تخفيف الأعباء التضخمية على المواطنين وزيادة الإنفاق على التعليم والصحة. باعتبارهم الأساس الأساسي للتنمية الشاملة والمستدامة.
وأوضح الوزير أننا قادرون على إدارة مستويات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي من خلال اتباع الإجراءات والتدابير الإصلاحية لإدارة الدين الحكومي والتي تشمل وضع سقوف ملزمة للأعباء السنوية لضمان المسار التنازلي لنسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى أقل من 85% بنهاية يونيو 2028، وتمديد عمر مديونية هيئات الموازنة ليصل إلى 4. سنوات على المدى المتوسط بدلاً من 3 سنوات حالياً؛ ولتقليل الحاجة إلى التمويل السريع، أشار إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي انخفضت من 103% في يونيو 2016 إلى نحو 80% من الناتج المحلي الإجمالي في يونيو 2020، لترتفع مرة أخرى بسبب التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، لتصل إلى 59.7% في يونيو 2023. ونحرص على التحديث المستمر لاستراتيجية الدين سنوياً لخفض نسبته وخدمته للناتج المحلي.