«خلافات فنية» ترافق عملية تبادل الأسرى في يومها الثاني
عاش سكان غزة دون قصف وقتل، لليوم الثاني من الهدنة الإنسانية، فيما صاحبت خلافات عملية تبادل دفعة ثانية من الأسرى، ما تسبب في تأخير تنفيذها. وصمدت التهدئة في يومها الثاني في قطاع غزة، مع ترقب لليومين المتبقيين، وسط حديث عن إمكانية تمديدها. وشهدت صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل العديد من الخلافات والتعديلات قبل تنفيذها.
أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، مساء السبت، أنه قرر تأجيل إطلاق سراح الدفعة الثانية من الرهائن حتى تلتزم إسرائيل بالسماح لشاحنات المساعدات بدخول شمال قطاع غزة. وقالت كتائب القسام: إنه “تقرر تأجيل إطلاق الدفعة الثانية من الأسرى لحين التزام الاحتلال ببنود الاتفاق المتعلق بدخول شاحنات الإغاثة إلى شمال قطاع غزة”.
وكانت وسائل الإعلام نقلت عن مصدر في حركة حماس إعلانه بدء عملية إطلاق سراح الدفعة الثانية من الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ هجومها على إسرائيل الشهر الماضي، على أن تفرج إسرائيل في المقابل عن دفعة أخرى من الفلسطينيين من سجونها على الضفة الغربية. اليوم الثاني من الهدنة. بعد 7 أسابيع من الحرب المدمرة.
وقال المصدر في حماس: إن كتائب عز الدين القسام تبدأ بتسليم الدفعة الثانية من الأسرى الإسرائيليين للصليب الأحمر في خان يونس ويبلغ عددهم 14 أسيراً.
وفي المقابل، أعلنت سلطات السجون الإسرائيلية أنه سيتم إطلاق سراح 42 أسيراً فلسطينياً.
قائمة بأسماء 42 أسيراً فلسطينياً
وفي وقت سابق السبت، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن مصلحة السجون تلقت قائمة بأسماء 42 أسيراً فلسطينياً، من أجل إطلاق سراحهم وفق صفقة التبادل، على أن تفرج الحركة في غزة عن 14 إسرائيلياً وتسليمهم إلى السلطة. الصليب الأحمر، ولكن حتى الساعة الرابعة بعد الظهر لم يتم اتخاذ أي خطوات. وأرجعت مصادر أمنية إسرائيلية التأجيل إلى أسباب فنية، دون توضيح التفاصيل.
لكن مصادر قالت إن القائمة الإسرائيلية التي تضمنت اسم الصبي المفرج عنه أدت إلى أزمة، فيما قالت مصادر أخرى إن عدم التزام إسرائيل بمعايير الأقدمية ومحاولة تغيير مكان إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من “عوفر” من سجن قريب من رام الله إلى مدينة أريحا، في محاولة لمنع الاحتفالات، ما تسبب في الأزمة، وقالت مصادر ثالثة إن النقص في عدد الشاحنات التي تدخل غزة أثار خلافا.
وأكد رئيس هيئة الأسرى والمحررين قدورة فارس، أن إسرائيل خرقت الاتفاق الذي نص على تحرير الأسرى حسب الأقدمية، وحاولت تسليم الأسرى إلى أريحا بدلاً من رام الله، ونحن نرفض ذلك. وتحدث فارس عن استياء بين فصائل المقاومة.
سيناريو التسليم
وفي سيناريو مشابه لسيناريو الجمعة، من المقرر أن يستقبل أفراد جهاز الأمن العام (الشاباك) الأسرى الإسرائيليين، ومن ثم سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقلهم عبر معبر كيرم شالوم (كيرم شالوم) إلى قاعدة حاتسيريم الجوية بالقرب من بئر السبع من أجل الاستقبال والتقديم الأولي. فحص جسدي ونفسي قصير.
وخصص الجيش جنديا واحدا لمرافقة كل طفل أو أسرة. طُلب من الجنود تقديم أنفسهم والتحدث بشكل مطمئن للأطفال، ولكن في نفس الوقت عدم الإمساك بأيديهم أو حملهم إلا بموافقتهم، إذا كانت مثل هذه الإجراءات ضرورية، وطلب من الجنود شرح ما يفعلونه بالضبط. واعطاء السبب.
وكتعليمات عامة للعملية خلال الأيام المقبلة، طُلب من الجنود تجنب الإجابة على أي أسئلة يطرحها الأطفال المفرج عنهم حول مكان وجود والديهم أو أقاربهم الآخرين. وقام الجيش بإعداد علماء النفس وخبراء الصحة العقلية لاستقبال الرهائن. وسيشرح لهم الخبراء تدريجياً ما حدث في بلداتهم، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، عندما يرون الوقت المناسب. ولا يشمل ذلك أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية فورية، حيث تم نقلهم مباشرة من الحدود إلى المستشفى في إسرائيل.
وشهد اليوم الأول من الهدنة، الجمعة، إطلاق حماس سراح 13 امرأة وطفلا إسرائيليا كرهائن، فيما أفرجت إسرائيل عن 39 معتقلا من النساء والأطفال الفلسطينيين.
ويبدو أن الهدنة صامدة في يومها الثاني. أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه لغزة وعملياته العسكرية داخل القطاع. كما توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وفي يوم الهجوم غير المسبوق على إسرائيل، أخذت حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى معها نحو 240 رهينة من المناطق المتاخمة لقطاع غزة، في حين يقدر الجيش الإسرائيلي أن هناك 215 رهينة لا يزالون في غزة.
فرص تمديد فترة الهدنة
من جانبه، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، الذي تشارك بلاده في الوساطة، إن هناك “اتصالات مصرية مكثفة تجري حاليا مع كافة الأطراف لتمديد فترة التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني”. ليوم أو يومين إضافيين، وهو ما يعني إطلاق سراح المزيد”. من المعتقلين في غزة والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وتجلب الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، منهم 1.7 مليون نازح، بعد القصف الإسرائيلي العنيف منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي قتل فيه 14854 شخصا، بحسب حكومة حماس، بينهم 6150 طفلا. وأدى هجوم حماس في إسرائيل إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وفي مستشفيات جنوب قطاع غزة، تواصل قوافل سيارات الإسعاف إجلاء المصابين من مستشفيات الشمال. وأكد الناطق باسم وزارة الصحة في حماس، أشرف القدرة، أنه “لا توجد قدرة هناك (…) لاستيعاب من يتم نقلهم هناك”.
وأضاف أنها تفتقر إلى “أي مرافق صحية لاستقبال المصابين”. ولا تزال أعداد كبيرة من النازحين في الجنوب يحاولون العودة إلى منازلهم في مناطق أخرى، بما في ذلك الشمال، الذي تعتبره إسرائيل منطقة عمليات عسكرية وتمنع العودة إليه.
محاولات العودة إلى شمال قطاع غزة
قُتل شخص، الجمعة، برصاص إسرائيلي على مجموعات كانت تحاول العودة إلى شمال قطاع غزة، وأصيب العشرات، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وأصيب سبعة أشخاص يوم السبت في حوادث مماثلة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس. وتعرض أكثر من نصف المساكن في قطاع غزة لأضرار أو دمرت، بحسب الأمم المتحدة. وتفرض إسرائيل “حصارا كاملا” على قطاع غزة، الذي يخضع بالفعل للحصار منذ وصول حماس إلى السلطة في عام 2007، منذ 9 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى قطع إمداداته من المياه والغذاء والكهرباء والدواء والوقود. وتتوقع إسرائيل أن تتمكن حماس من العثور على 30 امرأة وطفلا آخرين محتجزين لدى الفصائل والمجموعات الأخرى في غزة، ولذلك أعدت منذ البداية قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني (نساء وأطفال دون سن التاسعة عشرة). . وتبادل الأسرى هو البند الأساسي في التهدئة التي تشمل بنودا أخرى تسمح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة.
وصول المساعدات
وأرسلت السلطات المصرية، السبت، دفعة جديدة من المساعدات للفلسطينيين، عبر نحو 200 شاحنة مساعدات طبية وغذائية، و3 شاحنات ديزل بسعة 150 ألف لتر، و4 شاحنات غاز بسعة 48 طنا. وسمحت للفلسطينيين العالقين بالدخول إلى غزة، واستقبلت المزيد من الجرحى والمرضى الفلسطينيين.
ويعاني سكان مدينة غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، مع استمرار حصار المدينة، كما يعانون من إغلاق المستشفيات. وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، السبت، إخلاء المستشفى الإندونيسي بالكامل، وأنه سيتم العمل على إخلاء بقية الجرحى من مجمع الشفاء الطبي، ثم ترحيلهم. كل ذلك إلى الجنوب.
وفي حين نزح آخرون من الشمال إلى الجنوب، منعت إسرائيل عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال. وواصل سكان غزة استغلال الهدنة الإنسانية لتلبية احتياجاتهم المختلفة، بما في ذلك تفتيش منازلهم، ومواصلة انتشال الجثث من تحت الأنقاض، والحصول على الوقود والغاز والإمدادات الغذائية.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت إسرائيل فجر اليوم بلدة القياتية في جنين شمال الضفة الغربية، في حملة واسعة انتهت بقتل الجيش الطبيب شامخ كمال أبو الرب (25 عاما)، وإصابة شقيقه. محمد وشاب آخر بالرصاص، واعتقال آخرين. والشامخ أبو الرب هو نجل محافظ جنين بالوكالة، والذي يعتبر ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المدينة.
وجاء اقتحام جنين في إطار اقتحام أوسع للضفة الغربية، اعتقل خلاله 17 فلسطينيا في الضفة الغربية، ليرتفع عدد المعتقلين إلى 3160 منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبدء الحرب على قطاع غزة الذي عاش سكانه يوماً آخر دون قصف وقتل ودمار يوم السبت.