الأحد, ديسمبر 7, 2025
الرئيسيةأخبار مصر424 ألف إشارة صحية.. ماذا قال وزير الصحة عن انتشار «فيروسات الجهاز...

424 ألف إشارة صحية.. ماذا قال وزير الصحة عن انتشار «فيروسات الجهاز التنفسي»

بقلم : أحمد جمعة


08:15 مساءً

12/07/2025


تصوير- نادر نبيل:

أكد الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن الفترة الماضية شهدت انتشارا واسعا للشائعات والمعلومات غير الدقيقة المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي والفيروسات، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أحدث إرباكا غير مبرر بين المواطنين، خاصة مع بداية فصل الشتاء وبدء العام الدراسي.

وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي اليوم أن وزارة الصحة ومن خلال أنظمتها الإعلامية وخططها الرصدية بادرت للرد على كافة التساؤلات المشروعة التي يطرحها المواطنون، مؤكدا أن بعض هذه التساؤلات تحولت بسبب المبالغة غير العلمية إلى منطلق لإثارة القلق، الأمر الذي استدعى خروج الوزارة عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوضيح الحقائق المتعلقة بما يثار حول انتشار أمراض الجهاز التنفسي.

وأشار عبد الغفار إلى أن الشائعات التي تم رصدها خلال الأسابيع الماضية كانت كثيرة ومتنوعة، منها: ادعاءات حول وجود “فيروس تنفسي جديد مجهول المصدر”، أو أن “الأنفلونزا الحالية أخطر من المعتاد”، أو انتشار “متغيرات عالية الخطورة”، أو ظهور ما يسمى بـ”كورونا 25”، بالإضافة إلى تداول مزاعم عن وجود حالات فيروس ماربورج داخل مصر، بالإضافة إلى الخلط الواسع بين أعراض الأمراض الفيروسية المختلفة.

وأضاف أن بعض المنصات المعادية تتعمد بث رسائل تتحدث عن “هجوم فيروس ماربورغ على المدارس”، و”تعرض الأطفال للخطر”، و”تفشي فيروسات قاتلة”، و”وفيات في مستشفيات الحميات”، إضافة إلى منشورات تتهم الدولة بالتعتيم الإعلامي، وترويج عبارات مثل “مرض تنفسي يودي بالأرواح”، و”انتشار التهاب السحايا”، و”ظهور مرض جدري جديد”.

وقال الوزير: “إن هذه الاستفسارات مشروعة بطبيعتها، إلا أن نمو الشائعات بشكل غير مسؤول يؤدي إلى فوضى معلوماتية ويخلق مناخا من الإرباك الذي يؤثر على السلم المجتمعي. لذلك فإن واجب الوزارة هو التعامل مع كل معلومة كاذبة بسرعة وشفافية”.

وأوضح وزير الصحة أن تعامل الدولة مع ملف المرض والعدوى يعتمد على منظومة متكاملة يقودها قطاع الطب الوقائي، والذي يعمل وفق ثلاث ركائز أساسية: الوقاية والترقب، والمراقبة والكشف المبكر، والرصد الذكي من خلال شبكات تضم 5500 منشأة صحية تعمل وفق نظام الترصد المبني على الأحداث وتخضع لإشراف ومتابعة منظمة الصحة العالمية.

وأضاف أن موقع مصر الجغرافي، وقربها من المناطق التي تشهد اضطرابات صحية أو انتشار الأوبئة، مثل السودان وقطاع غزة، يفرض على الدولة إجراءات حجر صحي دقيقة للغاية في المنافذ الجوية والبحرية والبرية، ويتطلب تفعيل أجهزة رصد متطورة لمتابعة أي إشارات وبائية.

وكشف الوزير أنه “تم رصد أكثر من 424 ألف إشارة صحية منذ بداية كانون الثاني وحتى الآن، وما بين 90 و95% من هذه الإشارات تقع ضمن شائعات أو معلومات غير صحيحة. والوزارة تتابع كل ما يتم تداوله، وتستجيب لما يحتاج إلى تصحيح من خلال فرق علمية متخصصة”.

وشدد الوزير على أن ما يتم تداوله عن تهرب الوزارة من المسؤولية أو إخفاء الحقائق غير صحيح تماما، لافتا إلى أنه لا مصلحة لأي دولة في العالم في إخفاء وجود الفيروس، لأن الفيروسات أمر طبيعي يحدث عالميا، ومسؤولية الدولة الحقيقية هي الشفافية ونشر الوعي وتقديم الحلول والإجراءات الوقائية.

وقال عبد الغفار إن البيانات الرسمية الصادرة عن قطاع الطب الوقائي تشير بوضوح إلى زيادة نشاط فيروس الأنفلونزا في مصر خلال الأسابيع الأخيرة، وهي زيادة موسمية ومتوقعة تبدأ عادة من نهاية أكتوبر وحتى يناير، وتحديدا لسلالة H1N1 الأكثر انتشارا هذا العام.

وأكد أن زيادة معدل الانتشار لا يعني زيادة خطورة المرض، مؤكدا أن ما يتم تسجيله حاليا هي حالات أنفلونزا موسمية عادية مع أعراض معتادة، مثل ارتفاع درجة الحرارة وآلام في الجسم والتهاب الحلق وسيلان الأنف.

وأضاف عبد الغفار أن هذا النشاط يشبه ما تم تسجيله عام 2019 قبل جائحة كورونا، وأن انخفاض انتشار الأنفلونزا في أعوام 2020 و2021 و2022 كان بسبب سيطرة متحور “أوميكرون” لفيروس كورونا على الساحة الوبائية.

وشدد الوزير مجددا على أن ما يتم رصده اليوم هو أمر طبيعي ومتابع دوليا، ولا يدعو إلى القلق، وأن «الارتفاع النسبي» الحالي لا يتجاوز ما هو متوقع موسميا.

وقال: “لا توجد فيروسات جديدة أو غير معروفة داخل مصر، ولا يوجد زيادة في شدة أي من المتحورات الحالية سواء في الأنفلونزا أو كورونا. البديل الحالي لكورونا له أعراض خفيفة ولا يمكن مقارنته بموجتي 2020 و2021”.

ونوهت الوزيرة إلى أن لقاح الأنفلونزا الموسمية فعال للغاية، خاصة بالنسبة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال دون سن الخامسة، مشددة على أهمية الحصول عليه خلال فصل الشتاء.

وأوضح أن معظم الإصابات المسجلة حاليا هي عدوى موسمية متوقعة، وقد تستمر أعراضها يوما أو يومين أطول من المعتاد، لكنها أعراض خفيفة تستجيب للعلاج المنزلي والراحة والسوائل وخافضات الحرارة، مؤكدا أهمية تجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة عند ظهور الحمى، واستخدام الكمامة عند الضرورة، والحفاظ على التهوية الجيدة والنظافة الشخصية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات