لقد كان سقوط النظام بشار الأسد وفي سوريا، كان الأمر أشبه بالكابوس الذي أزيل من قلوب الكثير من السوريين. لكنهم لم يكونوا الوحيدين الذين تلقوا نبأ سقوط نظام بشار بفرحة كبيرة. بل إن الدول الأوروبية كانت سعيدة بنفس القدر بعد سقوط بشار الأسد.
بعد اندلاع الثورة السورية في البلاد، وتحولها من ثورة إلى حرب أهلية بين مختلف الفصائل داخل الأراضي السورية، اضطر عدد كبير إلى مغادرة البلاد، نحو بلدان مختلفة، سواء في المنطقة العربية أو إلى أوروبا. الدول، وبقيوا بداخلها 13 عاماً هرباً من الحرب التي دارت فيها. معها سوريا.
مع السقوط المفاجئ والسريع لنظام بشار الأسد بعد عملية ردع العدوان التي شنتها فصائل المعارضة السورية، منذ 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وحتى ليلة سقوط دمشق في الثامن من الشهر الجاري، تذمر العديد من السوريين. بدأوا يسلكون طريق العودة إلى سوريا.
وتدرس أوروبا إرسال سوريين إلى بلادهم بعد سقوط الأسد
وبعد سقوط نظام بشار، بدأت مشاورات مكثفة في أروقة كتلة القارة القديمة، لدراسة عودة السوريين إلى بلادهم من جديد، خاصة بعد انتهاء الحرب الأهلية التي كانت المبرر الوحيد لخروج السوريين من بلادهم. .
ورغم المداولات الساعية لإعادة السوريين إلى بلدانهم مرة أخرى، يرى مراقبون، بحسب ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أن الدول المضيفة قد تستبدل هؤلاء اللاجئين بعدد أكبر، خاصة أنه لا يمكن التنبؤ عند الساعة سلوكهم في الوقت الحاضر. الفصائل السورية والتي استطاعت السيطرة على مقاليد الحكم في سوريا.
لكن رغبة الدول الأوروبية في إنهاء وجود اللاجئين والحد من تدفق المهاجرين، وهو ما اتضح مؤخرا، في السياسات التي ينتهجها القادة الأوروبيون بشكل خاص، جعلتهم يتخذون قرارات مسبقة، بما في ذلك تعليق معالجة طلبات اللجوء السورية .
الضغط على السوريين لإعادتهم إلى بلادهم
في المقابل، رأت دول أخرى أنها ستعمل على الضغط على السوريين من أجل إجبارهم على العودة إلى بلادهم مرة أخرى، بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، مثل وزير الداخلية النمساوي غيرهارد كارنر. الذي أكد أن وزارته تعمل حالياً على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. سوريا بطريقة منظمة.
الاتحاد الأوروبي يخالف رغبات الدول الأوروبية
ولم ترغب الدول الأوروبية في إعادة بناء كامل السكان إلى سوريا، لكن الاتحاد الأوروبي عبر عن عكس الموقف الجماعي للدول الأوروبية.
حيث قال المتحدث الاتحاد الأوروبي وقال أنور العوني، في تصريحاته، أمس الاثنين، إن الظروف غير مناسبة في الوقت الحالي لإعادة السوريين إلى ديارهم من جديد.
عدد اللاجئين السوريين حول العالم
وفي عام 2023، تم الإعلان عن تسجيل 5.6 مليون لاجئ سوري منظمة الأمم المتحدة وعلى مستوى العالم، يعد هذا أكبر عدد من اللاجئين من دولة واحدة في العالم.
وبحسب إحصائيات وتقارير الأمم المتحدة الصادرة عام 2023، يعيش ما يقرب من مليون لاجئ في دول أوروبية، من بينها ألمانيا، والسويد، والنمسا، وهولندا، واليونان.