وتعد جماعة حزب الله اللبناني من أكثر الجماعات غير الحكومية المسلحة في العالم، وطرف قوي فيما يعرف بـ”محور المقاومة” الذي تدعمه إيران ويعارض إسرائيل والنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط. .
واستعرض حزب الله ترسانته أو جزء منها خلال أكثر من 8 أشهر من تبادل إطلاق النار مع إسرائيل، والذي اندلع بالتوازي مع حرب غزة.
وأثار الصراع عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية مخاوف من مزيد من التصعيد بين الخصمين اللذين خاضا حربا كبيرة آخر مرة في عام 2006.
وفيما يلي لمحة عن الترسانة العسكرية لحزب الله، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
ملخص
وتعتمد القوة العسكرية لحزب الله على ترسانة ضخمة من الصواريخ. ويقدر أن لديه ما يصل إلى 150 ألف صاروخ وقذائف متفاوتة النوع والمدى، بحسب كتاب “حقائق العالم” الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
ويقول حزب الله إن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل. والعديد من هذه الصواريخ غير موجهة، لكن الحزب لديه أيضًا صواريخ دقيقة وطائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات والسفن.
وإيران هي الداعم والمورد الرئيسي للأسلحة لحزب الله. ويقول الخبراء إن إيران ترسل الأسلحة إلى الجماعة برا عبر العراق وسوريا، حيث تتمتع طهران بعلاقات ونفوذ وثيقين في كليهما. والعديد من أسلحة الجماعة هي نماذج إيرانية أو روسية أو صينية.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في عام 2021 إن الجماعة لديها 100 ألف مقاتل. ويقول كتاب “الحقائق العالمية” الصادر عن وكالة المخابرات المركزية إن تقديرات عام 2022 ذكرت أن عدد المقاتلين بلغ 45 ألف مقاتل، موزعين بين نحو 20 ألف جندي نظامي و25 ألف جندي احتياطي.
صواريخ مضادة للدبابات
واستخدم حزب الله الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات على نطاق واسع في حرب عام 2006. ونشرت صواريخ موجهة مرة أخرى في الجولة الأخيرة من القتال، وقصفت المواقع الإسرائيلية على الحدود. وتشمل صواريخ حزب الله المضادة للدبابات صواريخ كورنيت روسية الصنع.
وبحسب تقرير بثته قناة الميادين الموالية لإيران، استخدم حزب الله أيضاً صاروخاً موجهاً إيرانياً الصنع يعرف باسم “الماس” لأول مرة خلال الأعمال القتالية الأخيرة.
ووصف تقرير صادر عن مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي في أبريل صاروخ ألماس بأنه سلاح مضاد للدبابات يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية، حيث يغير مساره مع خيار القدرة على الهجوم من الأعلى.
وأضاف التقرير أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران عبر الهندسة العكسية استنادا إلى عائلة صواريخ “سبايك” الإسرائيلية، وأن الصاروخ هو “أهم منتج” لقطاع الدفاع الإيراني في حوزة حزب الله.
صواريخ مضادة للطائرات
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، قال حزب الله إنه أسقط طائرة إسرائيلية بدون طيار فوق جنوب لبنان بصاروخ أرض-جو، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام هذا النوع من الأسلحة، الذي يعتقد منذ فترة طويلة أنه موجود في ترسانته.
ومنذ ذلك الحين، استخدم حزب الله صواريخ أرض جو في عدة مناسبات، بما في ذلك إسقاط طائرات إسرائيلية بدون طيار من طراز هيرميس 450 وهيرميس 900.
طائرات بدون طيار
أطلق حزب الله طائرات بدون طيار متفجرة على إسرائيل عدة مرات خلال الأعمال العدائية الأخيرة.
استخدم حزب الله طائرات بدون طيار في بعض هجماته الأكثر تعقيدًا، حيث أطلق بعضها بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشغولة، بينما كانت طائرات بدون طيار أخرى تحلق نحو أهدافها.
وأعلن التنظيم مؤخراً عن تنفيذ هجمات باستخدام طائرات بدون طيار تلقي قنابل وتعود إلى لبنان، بدلاً من الاكتفاء بالتحليق نحو أهدافها. ولم يذكر حزب الله ما هي حمولة هذه الطائرات.
ويقول حزب الله إن طائراته المسيرة تشمل طائرات “أيوب” و”المرصد” التي يتم تجميعها محليا. ويقول الخبراء إنه من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.
وفي العام الماضي، اتهمت إسرائيل إيران ببناء مهبط طائرات في جنوب لبنان يمكن استخدامه لشن هجمات. وقال مصدر غير إسرائيلي مطلع على الموقع إنه يمكن أن يستوعب طائرات بدون طيار كبيرة، وربما مسلحة.
صواريخ الهجوم الأرضي والقذائف الصاروخية
وشكلت الصواريخ غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة حزب الله الصاروخية في الحرب الأخيرة مع إسرائيل عام 2006، عندما أطلقت الجماعة نحو 4000 صاروخ على إسرائيل، معظمها صواريخ “كاتيوشا” روسية الصنع، يصل مداها إلى 30 كيلومترا.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ عام 2006 هو توسيع أنظمة التوجيه الدقيقة لديها.
وفي عام 2022، قال إن حزب الله لديه القدرة على تزويد آلاف الصواريخ بأنظمة التوجيه لجعلها صواريخ دقيقة.
ويمتلك حزب الله أنواعا إيرانية، مثل صواريخ “رعد”، وصواريخ “الفجر”، وصواريخ “الزلزال”، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ “الكاتيوشا”.
وشملت الصواريخ التي أطلقها حزب الله على إسرائيل خلال حرب غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول، صواريخ “كاتيوشا” و”بركان” ذات حمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوغرام.
وفي إشارة إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه الآن، أطلق نصر الله في عام 2016 تهديدا ضمنيا بأن حزب الله قد يضرب حاويات الأمونيا في مدينة حيفا الساحلية في شمال إسرائيل، قائلا إن النتيجة ستكون “مثل قنبلة نووية”.
صواريخ مضادة للسفن
أظهر حزب الله لأول مرة أنه يمتلك صواريخ مضادة للسفن في عام 2006 عندما ضرب سفينة حربية إسرائيلية على بعد 16 كيلومترًا قبالة الساحل، مما أسفر عن مقتل أربعة إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وتقول مصادر مطلعة على ترسانة حزب الله إنه حصل منذ حرب 2006 على صاروخ ياخونت الروسي الصنع المضاد للسفن، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر. ولم يؤكد حزب الله قط أنه يمتلك هذا السلاح.
كما بث حزب الله مقاطع فيديو قال إنها تظهر المزيد من تلك الصواريخ المضادة للسفن التي استخدمت في عام 2006.
