الأحد, سبتمبر 8, 2024
الرئيسيةرياضةفي الجول | الأخبار | أمم أفريقيا

في الجول | الأخبار | أمم أفريقيا

صورة تقرير جورج ويا – مصمم بالذكاء الاصطناعي

ويبقى جورج ويا أسطورة منتخب ليبيريا والقارة الإفريقية، صاحب الإنجاز الفريد رغم وفرة النجوم والأساطير الإفريقية على المستوى العالمي.

إذا سألت أحد نجوم أفريقيا في الملاعب الأوروبية، ما هو الحلم الذي تتمنى تحقيقه؟ الجواب سيكون بالتأكيد أن أكتب اسمي بين عظماء كرة القدم وأفوز بجائزة الكرة الذهبية.

منذ إنجاز جورج ويا عام 1995 عندما فاز بالكرة الذهبية كأول لاعب أفريقي يفوز بالجائزة، لم ينجح أي لاعب من القارة الأفريقية حتى الآن في معادلة هذا الإنجاز.

ويأتي ذلك على الرغم من أن بطلنا اليوم من بلد مغمور في كرة القدم، وتاريخه لا يكاد يذكر إلا عصر ويا الشهير.

ومع اقترابنا من كأس الأمم الأفريقية 2023، يستعرض FilGoal.com أبرز القصص عن الشخصيات التاريخية في البطولة.

الموت لفينغر

“لولا أرسين فينغر، لم أكن لأحقق النجاح في أوروبا”. بهذه الكلمات كشف جورج ويا عن الدور التاريخي الذي لعبه الفرنسي فينغر في إنجازات اللاعب الليبيري اللاحقة.

ومثل معظم أطفال القارة الأفريقية خلال هذه الفترة، عانى جورج ويا من فقر عائلته بالإضافة إلى الحروب الأهلية في بلاده ليبيريا. الظروف دفعت ويا للتنقل بين الفرق المختلفة لتحقيق حلمه في كرة القدم حتى قادته إلى نادي تونير ياوندي الكاميروني.

الصدفة قادت جورج ويا نحو فينجر، صائد المواهب الذي كان يدرب موناكو في ذلك الوقت. وتواصل المدرب الفرنسي مع مواطنه كلود لوروا، مدرب منتخب الكاميرون آنذاك، للحديث عن الموهبة الكاميرونية، وهنا بدأ الحديث عن اللاعب القادم من ليبيريا والذي يتميز بالسرعة والمهارة.

وأتم فينغر صفقة جلب ويا إلى موناكو مقابل ما يقارب 12 ألف جنيه إسترليني حينها، ليبدأ الأسطورة الإفريقية خطواته الأولى على طريق الإنجازات.

ولعبت العلاقة بين فينغر وويا دورا كبيرا في ما وصل إليه اللاعب، إذ قال في مقابلة سابقة: “فينغر كان بمثابة الأب، اعتبرني ابنه”.

وكشف أن “فينغر أظهر لي الحب في وقت كانت فيه العنصرية في ذروتها. تعلمت من فينجر أن الرجل الأسود يمكنه العيش مع رجل أبيض دون مشكلة”.

وكان لتعاملات فينغر الدور الأبرز في تعريف موهبة ويا على الجميع. المهاجم الليبيري التاريخي لم يكن يلعب فقط من أجل تحقيق انتصار أو إنجاز، لكنه كان يلعب للأب فينغر، الذي لن يمانع لو مات في الملعب من أجله.

وعن هذا قال ويا في مقابلة سابقة: «كنت ألعب لفينغر. أردت منه أن يعرف أنني كنت أفعل هذا بسبب ما فعله بي. كنت على استعداد لكسر ركبتي أو يدي أو وجهي للفوز بالمباراة من أجله”.

ولعب ويا أربعة مواسم تحت قيادة فينجر في موناكو، وساهم في تسجيل 80 هدفًا في 149 مباراة، وهو رقم غير عادي لتلك الفترة.

وقاد ويا فريق موناكو للفوز بكأس فرنسا مرة واحدة، بالإضافة إلى فوزه بجائزة أفضل لاعب أفريقي عام 1989 كأول جائزة فردية كبرى يحصل عليها.

وتألق ويا في تلك الفترة، فانتقل من موناكو إلى فريق العاصمة في فرنسا باريس سان جيرمان، ولعب ثلاثة مواسم وفاز بأربعة ألقاب، ثم كتب التاريخ كأول أفريقي يفوز بالكرة الذهبية عام 1995 وقبل أن ينتقل إلى إيطاليا. ميلان العملاق .

وصنع ويا اسمه في قائمة العظماء بعد أن كان بجوار نجوم مثل ماركو فان باستن ورود خوليت وروبرتو باجيو ويوهان كرويف وميشيل بلاتيني وفرانز بيكنباور وغيرهم ممن فازوا بالكرة الذهبية في ذلك الوقت.

وواصل ويا رحلته الأوروبية، وبعد أربعة مواسم ونصف مع ميلان، انتقل إلى تشيلسي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر، ثم انتقل إلى مانشستر سيتي في رحلة قصيرة، ثم عاد مرة أخرى إلى فرنسا وهذه المرة مع مرسيليا لمدة موسم، واختتم مشواره مع الجزيرة الإماراتي لمدة موسمين.

وكان ويا أول أفريقي يفوز بالكرة الذهبية، ويظل وحيدا حتى الآن في قائمة الفائزين من القارة الأفريقية.

ورد ويا الجميل بعد أن وصل إلى أعلى منصب في بلاده بعد توليه رئاسة ليبيريا، وقام الأسطورة الإفريقية بتكريم أرسين فينغر وكلود لوروا في العيد الوطني لليبيريا عام 2018 بأعلى وسام في بلاده تقديرا لمساهمة الثنائي إلى مسيرته.

الحرب الأهلية والانضمام إلى ليبيريا

الظروف الصعبة دفعت جورج ويا للانتقال إلى الكاميرون واللعب لفريق تونيري ياوندي، ورفض ويا اللعب لمنتخب الكاميرون.

وخلال بدايته مع كرة القدم، شهدت بلاده -غير المعروفة في عالم كرة القدم- الحرب الأهلية الأولى التي كادت أن تنهي مسيرته الدولية قبل أن تبدأ. ورغم ذلك، تشبث ويا بحلم تمثيل بلاده رغم الإغراءات.

وكما ذكرت وسائل الإعلام، رفض ويا عروض تمثيل منتخبي الكاميرون أو فرنسا وظل مع منتخب ليبيريا.

وقاد ويا بلاده لتحقيق الإنجاز الأبرز والأهم في تاريخ ليبيريا وهو التأهل إلى أمم أفريقيا مرتين الأولى في نسخة 1996 والأخرى في نسخة 2002.

وسجل ويا أحد الأهداف الخمسة التي سجلتها مشاركة ليبيريا في أمم أفريقيا.

وودع منتخب ليبيريا نسخة 1996 بطريقة دراماتيكية بعد خروجه من دور المجموعات بفارق الأهداف عن منتخبي زائير والجابون، وفارق رفاق وياه بهدف واحد من أجل التأهل.

وأثرت الحرب الأهلية على مسيرة ويا مرة أخرى، ولكن هذه المرة كقائد للمنتخب الليبيري، حيث اندلعت الحرب الأهلية الثانية في البلاد خلال الفترة من 1999 إلى 2003.

وفشل ويا وقتها في تحقيق حلمه بالتأهل مع منتخب بلاده لكأس العالم بعد التأهل لأمم أفريقيا.

ورغم الظروف الصعبة التي تعرضت لها البلاد، إلا أن نقطة واحدة فقط تفصل جورج ويا عن التأهل مع منتخب بلاده، حيث احتلت ليبيريا المركز الثاني في المجموعة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2002 برصيد 15 نقطة، خلف نيجيريا المتأهلة برصيد 16 نقطة.

نصيحة مانديلا والانتقال السياسي

مقابلة جمعت بين جورج ويا ونيلسون مانديلا، المناضل الجنوب إفريقي من أجل الحرية، في منتصف التسعينيات، وكان لها تأثير على تفكيره السياسي.

ومنذ تلك المقابلة التي وصف فيها مانديلا لاعب ليبيريا بـ “فخر أفريقيا”، أصبح جورج ويا مهتما بالأمور السياسية.

وخرج ويا بعد تلك الرحلة يتحدث في وسائل الإعلام عن ضرورة قيام الأمم المتحدة بدورها لمساعدة بلاده من الحرب الأهلية، وهو ما أثر على المقربين من ويا في رد فعل عنيف من المتمردين.

وبعد اعتزاله كرة القدم، قرر ويا الترشح لرئاسة ليبيريا عام 2005، لكنه خسر الانتخابات حينها.

ورغم الخسارة، إلا أن لويا شعر بالارتياح، إذ سبق وصرح لصحيفة الغارديان قائلا: “البعض يرى أنني فشلت، لكنها بالنسبة لي خطوة تحضيرية لما أفعله الآن”.

وكشف قائلاً: “لقد أجريت محادثة مع نيلسون مانديلا منذ سنوات وأخبرني أنه إذا طُلب مني خدمة بلدي فيجب أن أفعل الشيء الصحيح، وأنا أتصرف بناءً على هذه النصيحة”.

اهتم ويا بما كان ينقصه بالفعل وحصل على المؤهلات التعليمية التي كان ينقصه. وبعد 12 عاما نجح في الانتخابات الرئاسية، وأصبح أفضل لاعب في العالم عام 95 رئيسا لبلاده.

وانتهت رحلة ويا مع رئاسة ليبيريا بعد خسارته الانتخابات الأخيرة، وخسر مقعده في يناير/كانون الثاني 2024 بعد انتهاء ولايته الرئاسية بعد أن قضى ست سنوات.

ربما يكون ويا قد خسر الانتخابات الرئاسية الأخيرة في ليبيريا، لكنه قد يعود مرة أخرى، وحتى لو لم يعد، فإن بصمة ويا وإنجازاته ستظل محفورة في أذهان شعب ليبيريا والعالم أجمع باعتباره أسطورة رياضية أفريقية .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات