السبت, سبتمبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصرسخروا منه لأنه كان يبيع الصبار الشائك، فاستجاب لهم بإقامة حفل تخرجه...

سخروا منه لأنه كان يبيع الصبار الشائك، فاستجاب لهم بإقامة حفل تخرجه من كلية الهندسة على عربة تين.


محمد فتحي عبد الغفار

السبت 20 يوليو 2024 09:00 م

“رجل صنعه الزمن كي لا يعتمد على غيره، رغم أن ظروفه المادية كانت جيدة”. كان يعلم منذ صغره أن عليه واجباً، وهو أن يعتمد على نفسه ويخرج ويجتهد أثناء الإجازة المدرسية لكسب مال مشروع يساعده في مصاريف دراسته حتى وصل إلى المرحلة الثانوية وحصل على شهادة الثانوية العامة لكلية الهندسة. إلا أنه لم يتعب والده وقرر أن يجتهد، فتفاوض معه على فكرة عربة التين الشوكي.

إنه المهندس كمال محمد، ابن محافظة سوهاج المتميز، الذي تعلم منذ الصغر أن النجاح شعور يثري الوجدان بالسعادة، ولكنه طريق وعر مليء بالأشواك والعثرات، إلا أن أفق المستقبل المشرق في نهاية الطريق جعله يكافح ليل نهار حتى وصل إلى هدفه، فحلمه يحتاج إلى العمل والاجتهاد والشغف والطموح الكبير لتحقيق ما يريد، فالنجاح ليس مجرد كلمة على الورق، بل هو جهد يترجم إلى واقع، وهو طريق صعب يحتاج إلى إنسان يتمتع بإرادة فولاذية قوية.

غادر كمال سوهاج إلى القاهرة للعمل في الصيف أثناء الإجازة المدرسية، باحثاً عن النجاح وتحقيق الذات بكل قوته، يعيش بعيداً عن بيته وأسرته شهوراً، يقضي الليل في غرفة بسيطة لا تزيد مساحتها على أربعة أمتار مع زملائه، خالية من رفاهيات المنزل العادي، حتى يخرج مبكراً إلى تاجر الجملة الذي يأخذ منه بضاعته ليحملها على ظهره، ويضعها على عربة خشبية بسيطة.

“كمال بائع التين الشوكي” يخرج بعربته ويجوب شوارع مدينة 15 مايو كل يوم، يمشي من شارع لآخر، يبحث عن حلمه المليء بالأشواك المشابهة لأشواك التين الشوكي، بقوة وصبر وإصرار. العقبات والمطبات التي يواجهها كل يوم كثيرة، فأشواك التين لن تكفيه، بل هناك أشواك أخرى تعبث بنجاحه، تجعله يشعر أحيانًا أن نجاحه أمر صعب المنال، فهناك من يتربص لنجاحه ويسخر منه لأنه يبيع التين، وهناك من يتمنى له الفشل والسقوط.

ولكن لا سبيل فهو الرجل الفولاذي القوي الذي وقف في مهب الريح باحثاً عن ذاته.. لن تُسقطه كلمات الناس السلبيين وقد تغلب عليها وعزم على تحقيق هدفه والوصول إلى أعلى المراتب، لن يقبل “كمال” بأقل مما يستحق مهما كان الثمن، فالنجاح سلعة غالية تحتاج إلى إنسان واثق من قدراته، اكتمل سعيه في الحياة بين درب العمل الجاد والدراسة التي لا ترحم، فالدراسة طريق صعب ونفقاتها طريق صعب آخر، فمرت سنة بعد سنة حتى وصل إلى الهدف الذي أصبح قريباً جداً.

“اليوم الموعود”.. جاء يوم النصر وتخرج كمال فأصبحوا ينادونه بالمهندس كمال، تخرج بعد معاناة ولم يندم على خطوة واحدة خطاها، الحياة طريق يمكنك أن تختار فيه طريق النجاح الذي بدايته ألم ومرارة وشقاء، ونهايته نجاح وفرح وسعادة، كما يمكنك أن تختار طريق الندم الذي بدايته فرح سريع ونهايته ندم شديد وأبدي.

نقدم لكم حلقة جديدة من برنامج “فتحي شو” إعداد وتقديم محمد فتحي عبد الغفار، حلقة بعنوان “سخروا منه لأنه يبيع تينًا شوكيًا.. رد عليهم بإقامة حفل تخرجه من الهندسة على عربة تين”، والتي تسلط الضوء على قصة نجاح وكفاح طويل لشاب كان يبيع التين الشوكي على عربة خشبية وأصبح مهندس كهرباء.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات