الجنيه المصري
تواصلت وتيرة التنازلات على العملات الأجنبية في مصر، منذ الأربعاء الماضي على وجه الخصوص، بعد قرار تحرير سعر الصرف، لإخضاعه لآليات السوق (العرض والطلب)، ومع السيولة الدولارية التي دخلت السوق المصرية وذلك بعد صفقة مشروع رأس الحكمة وبالتمويل الإضافي المتوقع.
وقبل تحرير سعر الصرف، كانت السوق الموازية في مصر تشهد حالة من النشاط، لدرجة أن سعر الدولار الأمريكي وصل إلى مستويات 70 جنيها مطلع فبراير الماضي، أي أكثر من 100 بالمئة من المستويات المسجلة في البنوك، وهو ما كانت أقل من 31 جنيها.
وبعد تحرير سعر الصرف وصل السعر الرسمي إلى 50 جنيها للدولار. ويتداول الدولار في البنوك المصرية بمتوسط نحو 48.77 جنيها (للشراء) و48.87 جنيها (للبيع) اليوم الثلاثاء.
وشهدت الصرافات الآلية إقبالا على التخلي عن الدولار والعملات الأجنبية، بعد أن حرص حائزو تلك العملات على تحويلها في السوق الموازية -قبل التحرير- للاستفادة من فروق الأسعار.
ومن المتوقع أن تحصل البنوك ومحلات الصرافة على مبلغ كبير من العملات الأجنبية خلال الفترات المقبلة مع استقرار سعر الصرف، وغياب السوق الموازي الذي اختفى عمليا من الصورة بعد القرارات الأخيرة، ومع توفر عملة الدولار في مصر.
وأرجأت مصر اتخاذ قرار تحرير العملة لحين تأمين سيولة دولارية تصل إلى 50 مليار دولار، كما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مؤخرا.
الاهلي للصرافة
قال رئيس شركة الأهلي للصرافة عبد المجيد محيي الدين، إن إجمالي حصيلة امتيازات العملة الأجنبية والعربية منذ قرارات البنك المركزي الأربعاء الماضي وحتى أمس الاثنين، بلغت نحو 577 مليون جنيه.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن قيمة الامتيازات في اليوم الأول (الأربعاء 6 مارس) بلغت 51 مليون جنيه، ثم تضاعفت في اليوم التالي إلى 103 ملايين جنيه، ووصلت يوم الجمعة 40 مليون جنيه.
وبلغ إجمالي الامتيازات التي سجلتها شركة الأهلي للصرافة، السبت، 91 مليون جنيه، ثم 159 مليون جنيه يوم الأحد 10 مارس، و133 مليون جنيه يوم الاثنين.
ويدعم تسارع وتيرة التنازلات على العملات الأجنبية توفر السيولة الدولارية في السوق المصرية، مما سهل قرار التعويم وخفف من تداعياته.
حصلت الحكومة المصرية على 10 مليارات دولار من الدفعة الأولى من اتفاقية الشراكة الاستثمارية مع الإمارات، بشأن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي لمصر.
ووافق صندوق النقد الدولي، الأربعاء الماضي، على زيادة قيمة قرض مصر إلى 8 مليارات دولار، من 3 مليارات دولار، التي تم الاتفاق عليها في ديسمبر 2022.
وبحسب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فإن توقيع الاتفاقية مع صندوق النقد الدولي سيسمح للحكومة المصرية بتقديم طلب للحصول على قرض إضافي بقيمة 1.2 مليار دولار من صندوق الاستدامة البيئية التابع لصندوق النقد الدولي، ليصل الإجمالي إلى حوالي 9 مليارات دولار.
مصر للصرافة
أما رئيس شركة مصر للصرافة عادل فوزي، فأكد أن إجمالي حصيلة امتيازات العملة الأجنبية والعربية منذ قرارات البنك المركزي الأربعاء الماضي وحتى أمس الاثنين تجاوزت مستوى 420 مليون جنيه.
وأضاف في تصريح لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” أن أكبر التنازلات قدمت للدولار الأمريكي والريال السعودي واليورو.
ومن المتوقع أن تتزايد الإعفاءات من العملات الأجنبية خلال المرحلة المقبلة، بالتوازي مع الضربة القوية التي تلقتها السوق الموازية في مصر، بعد قرار تحرير سعر الصرف، وفي ظل سيولة الدولار التي تشهدها السوق، في ظل بما يساهم في استقرار سعر الصرف في مصر.
واعتبرت الحكومة المصرية أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وصفقة رأس الحكمة يضمنان توفير تمويل إضافي من شركاء آخرين مثل البنك الدولي. وبحسب رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فإن “الخروج الكامل من الأزمة سيستغرق بضعة أشهر حتى يعود الاقتصاد المصري إلى مساره الصحيح”.
قال وزير المالية المصري محمد معيط، الأحد الماضي، إن مصر ستحصل على تمويل بقيمة ثلاثة مليارات دولار من البنك الدولي، ضمن حزمة تمويلية من صندوق النقد الدولي للبلاد بقيمة إجمالية متوقعة تبلغ 20 مليار دولار.
قال وزير المالية المصري محمد معيط، اليوم الأحد:
- اتخذت مصر خطوات كبيرة لخفض عجز ميزانيتها من خلال مشروع رأس الحكمة، فضلا عن الاتفاق على حزمة دعم مع صندوق النقد الدولي.
- وتتوقع مصر تحقيق فائض أولي في الميزانية لا يقل عن 3.5 بالمئة في السنة المالية التي تبدأ في الأول من يوليو.
- ولا يشمل الفائض الأولي المتوقع مدفوعات الفائدة، التي مثلت في الأشهر السبعة حتى نهاية يناير/كانون الثاني أكثر من نصف إجمالي الإنفاق، مما ترك مصر في عجز مالي حاد.
وتوقعت وزارة المالية المصرية الشهر الماضي تحقيق فائض أولي في الموازنة العامة يعادل 2.5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للعام المالي الحالي 2023-2024.
المعاملات المالية
أعلنت شركة الأنصاري للصرافة، في بيان لها، عن زيادة ملحوظة في حجم التحويلات المالية إلى مصر بعد التطورات الأخيرة المتعلقة بسعر صرف الجنيه المصري والتي تم الإعلان عنها مؤخرًا.
وأوضحت الشركة أنها سجلت ارتفاعا ملحوظا في عدد التحويلات المالية إلى مصر منذ إعلان البنك المركزي المصري يوم الأربعاء الماضي قرار تعويم الجنيه المصري وتحرير سعر صرفه وفقا لآليات السوق، مشيرة إلى أن القرار يعود بالنفع على المصريين المقيمين. في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال علي النجار، الرئيس التنفيذي للعمليات بالشركة: “إن القرار الأخير الذي أصدرته الحكومة المصرية بتحرير سعر صرف الجنيه وفقا لآليات السوق كان له أثر إيجابي كبير على التحويلات المالية لمصر”.
وأضاف: “لقد شهدت زيادة كبيرة منذ إعلان البنك المركزي المصري هذا القرار يوم الأربعاء الماضي، وتساهم هذه التطورات بشكل كبير في زيادة التدفقات والتحويلات المالية إلى مصر”.
وتعد مصر إحدى أبرز الوجهات الرئيسية للتحويلات من الإمارات، حيث تحتل المركز الخامس بعد الهند والفلبين وباكستان وبنغلاديش من حيث إجمالي عدد التحويلات الصادرة للأفراد من الإمارات.
بعد تعويم الجنيه تستعد مصر لجذب استثمارات ضخمة