الأحد, يونيو 16, 2024
الرئيسيةوظائفتعيينات إخوانية تحت المجهر.. تونس تسابق الزمن لتطهير مؤسساتها

تعيينات إخوانية تحت المجهر.. تونس تسابق الزمن لتطهير مؤسساتها

لقد كانوا يدركون منذ البداية أن السيطرة على جوانب الدولة تكون من خلال تعدين مؤسساتها بمناصريهم، وهذا ما حدث طوال العقد المظلم من حكم الإخوان في تونس.

جماعة الإخوان التونسية هي الفرع الذي عبث بمؤسسات البلاد وسمم مفاصلها بالتعيينات العشوائية للموالين لها، حتى أصبح الكثير منها كالأعشاش المفخخة، تدار مصالح المواطنين وفق انتماءاتهم.

لكن كل مخططاتهم باءت بالفشل، إذ أطلقت تونس في سبتمبر/أيلول الماضي مراجعة للتعيينات التي أجراها الإخوان منذ 14 يناير/كانون الثاني 2011 حتى 25 يوليو/تموز 2021، وهو تاريخ القرارات الرئاسية الاستثنائية التي كانت بداية نهايتهم.

وتشمل العملية فحص ما يقارب 432 ألف تعيين، من بينهم من تم تعيينهم في وظائف حكومية على أساس الولاءات.

ومؤخرا، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد أن “العملية تتطلب تطهير الدولة من كل من يعمل على إعادتها إلى الوراء ومن كل من يتعمد تعطيل سير العديد من المرافق العمومية (الحكومية)”.

وكان سعيد قد أذن في وقت سابق بإحالة كافة الملفات التي تؤكد أدلة تزوير الشهادات الدراسية التي تحتويها، إلى النيابة العامة.

ووصلت تونس إلى مراحل متقدمة في عملية التدقيق في تعيينات الإخوان، والتي أسفرت حتى الآن عن اكتشاف أكثر من 2700 وثيقة وشهادة أكاديمية تم تزويرها من أجل الحصول على وظائف حكومية على أساس الولاء لحركة النهضة (الذراع السياسي للحزب). جماعة الإخوان المسلمين التونسية)، بحسب الرئاسة التونسية.

وفي تصريحات سابقة، قال وزير المالية التونسي الأسبق حسين الدماسي، إنه في عام 2012، تم تعيين نحو 50 ألف شخص في وظائف حكومية، وحوالي 40 ألف شخص في العام التالي، أي 2013، معظمهم من حركة النهضة الإخوانية.

عملية التطهير

ويرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن عملية التدقيق في تعيينات الإخوان تهدف إلى تطهير المؤسسات الحكومية من براثن التنظيم.

وفي قراءته للقضية، قال الصحبي الصديق، الناشط والمحلل السياسي التونسي، إنه “على الرغم من إسقاط حكم الإخوان، إلا أن التنظيم لا يزال ينتشر ويعمل على تعطيل الخدمات والمشاريع التجارية والإدارية”.

وأضاف الصديق، في حديث لـ”العين الإخبارية”، أن “عدد المستفيدين من العفو التشريعي العام يقدر بنحو 9 آلاف شخص، وتم تعيينهم منذ عام 2011 بتزوير 140 ألف شهادة علمية ومهنية”.

وتابع: «هناك مشاريع متوقفة منذ 2011، وكان من الممكن أن توفر ما بين 40 إلى 50 ألف فرصة عمل».

بوابة التحكم

من ناحية أخرى، قال محمد الميداني، المحلل السياسي التونسي، إن المؤسسات الحكومية امتلأت بالموظفين خلال العقد الماضي، وجميعهم من أعضاء جماعة الإخوان.

وأضاف الميداني لـ”العين الإخبارية”، أن “حركة النهضة كانت تدرك أن بوابة نجاح أي طرف في السيطرة على مفاصل الدولة هو أن يكون لديه شبكة من المسؤولين الموالين لها، وهذا ما حصل حتى بعد الإطاحة”. لحكمهم، إذ أن عناصر الحركة لا تزال مضطربة في الداخل”. والدولة مستمرة في تنفيذ خططها”.

وأشار إلى أن “النهضة أغرقت الوظائف الحكومية بجماعتها وأنصارها والموالين لها لأنها أرادت الحفاظ على موطئ قدم يضمن لها البقاء لأنها عرفت مدى التعبير الشعبي ضدها، وأن مسارها فالحكم لن يدوم، وتلك المساءلة ستأتي لا محالة”.

وفي سبتمبر/أيلول 2013، اتهم عبد القادر اللباوي، رئيس الاتحاد التونسي لـ”الوظيفة العمومية وحياد الإدارة” آنذاك، الائتلاف الحاكم، وخاصة حركة النهضة، بـ”تعمد زرع أعضائه في مفاصل الدولة والسلطة”. الإدارة بطريقة جعلتها غير محايدة”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDoyNzoxMjYwOjA6OGJjOjhjYjU6MiA= جزيرة إم آند إم الاب

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات