تصريحات مصرية وعربية وأميركية أثارت تساؤلات حول موقف مصر من “الميناء العائم” الذي تعتزم الولايات المتحدة إقامته في قطاع غزة لنقل المساعدات إلى القطاع. وقال محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، الخميس، إن “الميناء عديم الفائدة”، وقال بحسب ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي، إن “الميناء لا يمكن أن يحل محل معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة”. “.
وتزامن ذلك مع صدور بيان أمريكي أوروبي عربي مشترك أكد أنه “لا بديل عن الطرق البرية عبر مصر والأردن والمنافذ من إسرائيل إلى غزة لإيصال المساعدات على نطاق واسع”، بحسب بيان. بيان رسمي من الخارجية الأمريكية نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وتعمل الولايات المتحدة ودول عدة على إنشاء ممر مائي من قبرص إلى غزة وإنشاء ميناء عائم لنقل المساعدات الإنسانية في ظل نقص الإمدادات التي يواجهها سكان القطاع.
وأكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة لديها تحفظات على الميناء؛ لكنها لم تثر الأمر مع الأطراف المعنية؛ لأنها معنية بالدرجة الأولى بإيصال أكبر قدر من المساعدات لقطاع غزة”.
وأوضح المصدر أن “هناك ستة معابر بين إسرائيل وقطاع غزة يجب إعادة تشغيلها”، مشيراً إلى أن “التحفظ المصري نابع من مخاوف من تكريس الواقع المؤقت وإبقاء هذه المعابر مغلقة بدلاً من إعادتها للعمل وتعديل الوضع”. الاتفاق بشأن عملها.”
وكان محافظ شمال سيناء قد أكد أن “فكرة إنشاء أمريكا لميناء عائم على سواحل غزة تعتمد على السفن الصغيرة التي تنقل المساعدات من السفن الكبيرة إلى سواحل القطاع، وهذا يتطلب جهدا ومساعدة كبيرة من المنظمات الدولية”. المنظمات لتوزيع المساعدات.” وأضاف: “حاليًا لا توجد منظمات دولية تقوم بهذا الدور في قطاع غزة باستثناء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي تواجه صعوبات في القطاع”.
وقال محافظ شمال سيناء: إن مصر لم تدخر جهداً في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر ثلاثة طرق: من البر عبر معبر رفح، ومن البحر من خلال استقبال سفن المساعدات الإنسانية في ميناء العريش، بالإضافة إلى إسقاطات جوية تنفذها مصر يوميا وعبر المشاركة في تحالف دولي”. واتهم “إسرائيل” بعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، ودعا “أمريكا للضغط عليها لزيادة حجم دخول المساعدات”. عبر معبر رفح البري كأفضل حل”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، أن “المسؤولين في مصر غاضبون من مشروع إنشاء ميناء عائم في قطاع غزة، في ظل وجود بدائل موجودة جاهزة للاستخدام، مثل معبر رفح البري والموانئ الإسرائيلية”.
ونقلت الهيئة عن مسؤول مصري تحذيره من “وقف تشغيل معبر مساعدات دولي كبير مثل معبر رفح”. وعلقت هيئة الإذاعة الإسرائيلية على الأمر قائلة إن “كبار المسؤولين في الحكومة المصرية لم ينتقدوا خطوة الميناء العائم، لكنهم لم يباركوها ولم يشاركوا فيها”.
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، في تصريحات متلفزة مساء الثلاثاء، إن “مصر تدرك أن تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة أفضل إذا كانت على الأرض”.
وناقش وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال الأيام الماضية، مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، هاتفيا، “الممر البحري الإنساني، باعتباره جهدا مكملا لمعبر رفح الذي سيظل المعبر الرئيسي لسورية”. نقل المساعدات.”
من جانبه، قال مدير إدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القضية الأهم بالنسبة لمصر هي دخول المساعدات الضرورية إلى غزة». القطاع بأكبر كمية ممكنة وضمان توزيعها على سكان القطاع”. لافتاً إلى أن «مقترحات إدخال المساعدات عبر البحر والجو هي مكملة لدور معبر رفح الذي تدخل عبره المساعدات بعد تعقيدات كبيرة من جانب إسرائيل».
وأشار إلى أن “هناك عدة مقترحات لتنفيذ المساعدات، منها تحالف دولي يضم 12 دولة تشارك في الإنزال الجوي، والرصيف البحري المؤقت الذي اقترحته الولايات المتحدة والذي سيستغرق بناءه 6 أشهر، إضافة إلى الممر المائي من قبرص إلى غزة بمشاركة تحالف يضم الولايات المتحدة وأوروبا”. ».
وأوضح هريدي أن “فكرة الممر البحري مع قبرص طرحت قبل الحرب على غزة، ليكون للقطاع ميناء متقدم في قبرص”. وقال: “المشكلة هي من سيكون مسؤولا عن توزيع هذه المساعدات داخل قطاع غزة”.
ويتفق معه خبير الشؤون الإسرائيلية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية سعيد عكاشة، الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «في ظل تدهور الوضع الإنساني، تهدف مصر إلى إدخال أكبر قدر من المساعدات إلى إسرائيل». غزة مهما كانت الطريقة”، مشيراً إلى أن “المهم هو حل المشاكل التقنية المرتبطة بآلية توزيع المساعدات في غزة”.
واتفق وزراء حكومات الدول المشاركة في الاجتماع الوزاري حول مبادرة الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، في بيان مشترك، الخميس، على أنه “لا بديل عن الطرق البرية عبر مصر والأردن والمعابر الأخرى”. لتوصيل المساعدات على نطاق واسع”، وأشاروا إلى أن “فتح ميناء أشدود لمساعدة الإنسانية سيكون مكملاً مرحبًا به ومهمًا.