الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةأخبار مصربإجابات على أسئلة شائكة.. مفتي مصر الأسبق يثير جدلا كبيرا - DW...

بإجابات على أسئلة شائكة.. مفتي مصر الأسبق يثير جدلا كبيرا – DW – 21/03/2024

جدل كبير يدور في مصر حاليا بسبب تصريحات الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، في برنامج “نور الدين”، يطرح خلالها ويجيب على الأسئلة الشائكة.

وتحدث جمعة عن أمور كثيرة خلال حلقات البرنامج الرمضاني، والتي تلقى خلالها أسئلة من الفئات العمرية الأصغر سنا، أعادت إلى الواجهة الأسئلة القديمة والمتجددة حول الاجتهاد في الدين وتجديد الخطاب الديني الإسلامي.

ويقول مفتي الجمهورية المصرية السابق إن برنامجه يهدف إلى “الحوار مع الأطفال والآباء، مع الشباب وكبار السن، والاستماع إلى كل الأسئلة التي تشغل أذهانهم والتي تقلقهم، دون خطوط حمراء، ودون وصاية من أحد”. حتى نصل إلى نقطة الالتقاء معًا”، بحسب ما قاله خلال المقدمة. البرنامج.

ومن هذه الأسئلة حكم الإسلام في الصداقة بين الجنسين، وحكم الحجاب، وموقف الإسلام من المرأة، والحج الافتراضي، ومصير المنتحر وخاصة الشباب، وغيرها من الأمور.

الجنة لغير المسلمين؟

من أكثر المواضيع التي أثارت الجدل، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الصحف ووسائل الإعلام المصرية، مسألة مصير غير المسلمين، وخاصة أتباع ما يعرف بـ”الديانات الإبراهيمية” الأخرى، وهل يدخلون الجنة أم لا؟ لا.

وقال المفتي السابق ردا على السؤال: هل يدخل الجنة إلا المسلمون، قائلا إن ذلك “خبر كاذب” وذكر آية قرآنية من سورة البقرة تتحدث عن أتباع الديانات الأخرى مبينا أن الجنة ليست خاصة بهم المسلمين، وأن غيرهم من أتباع الديانات الأخرى سيدخلون الجنة أيضاً.

كما أجاب جمعة على سؤال حول الاحتفال بعيد الميلاد، وقال: “الاحتفال برأس السنة يعني الاحتفال بميلاد المسيح، وهو ميلاد معجزة، وقد أقره القرآن وجعله عيد المحبة والسلام”.

وفي إحدى الحلقات، تحدث المفتي السابق عن فكرة احتمال إلغاء «النار» يوم «القيامة». كما انتقد فكرة الترغيب والترهيب التي تشغل جانبا من الخطاب الديني الإسلامي.

وقال جمعة: “إن غالبية المسلمين يعتقدون أن الوعود والتهديدات يجب تنفيذها. ربنا أخبرنا أنه في الجنة وفي النار. طيب يوم القيامة لو أبطل الله النار هل نقول له لا؟ وما يلغي ذلك.. لا يدخل كل الناس الجنة.. يفعل ما يريد، وهذا ممكن، وقد قال كثير من علماء المسلمين: «آه ممكن».

وأضاف جمعة أن هناك كتباً تتحدث عن «أهوال يوم القيامة» و«عذاب القبر»، لكن الصورة ليست قاتمة تماماً «فيها (هناك) المتحابون على منصات التواصل الاجتماعي». نور يوم القيامة، ويظلهم الله في ظله، وتحسب أنه يوم القيامة». ليس هناك شفاعة؟ هناك (70) ألف شفعاء وعدد المسلمين في الأرض 2 مليار فقط، وانظر قوله تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء).

وأثير سؤال آخر حول مشروعية العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج، سواء كان الحب حراما أو حلالا، ورأي الشريعة في الاختلاط والصداقة بين الجنسين. واشترط الدكتور جمعة أن تكون العلاقة عفيفة وبدون لمس. كما رد على سؤال آخر عن الاختلاط فقال: ما دامت النية صالحة فالاختلاط لا يحرم.

وأضاف: “أظهر بحث تم إجراؤه حول العلاقات والحب بين طلاب الجامعة في الفترة من 1980 إلى 1986 أن غالبية الطلاب أحبوا بعضهم البعض في الجامعة، ثم تزوجوا”.

ونحن نرحب بتجديد الخطاب الديني والاجتهاد

يعتقد البعض سواء في مصر أو حتى في الدول العربية الأخرى أن ما طرحه الدكتور علي جمعة ليس جديدا وأن الكثير من هذه القضايا قد تم مناقشتها في دراسات سابقة، ولكن ربما الجديد هو في شكل طرح الأسئلة من خلال وهو برنامج يحضره الشباب من الفتيات والفتيان، بالإضافة إلى أن هذه الآراء كانت في معظمها موضع نقاش بين العلماء والمتخصصين ولم تكن تناقش في كثير من الأحيان علناً أو على شاشة التلفزيون.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا بين شخصيات عامة وعلماء ومتخصصين حول أطروحات الدكتور علي جمعة، بين مؤيد ومعارض، حيث علق البعض مطولا على إجابة الدكتور علي جمعة بخصوص دخول غير المسلمين الجنة مثل محمد عيد الذي كتب شرحا مفصلا على صفحته على الفيسبوك وأشار إلى خمسة آراء. وقد تناوله علماء الدين الإسلامي في هذا الصدد، وختموا كلامه بقولهم:

«لم يتفق الأئمة على أن الجنة مقتصرة على المسلمين. وهذا لا يحدث ولو ادعى ذلك إحدى الفرق الخمس. “والآراء الخمسة كلها أقوال تبيح لصاحبها لأنها أقوال (اتباع) وليست (بدعة)”.

أما الإعلامي محمد الدسوقي رشدي فأكد أن ما يفعله الدكتور علي جمعة «مع الأطفال والمراهقين في برنامج نور الدين.. خطوة مهمة ولن أبالغ (لن أبالغ) ) إذا قلت أنها كانت الأهم خلال السنوات الماضية.

اعتبر ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن برنامج “نور الدين” الذي يقدمه الدكتور علي جمعة خلال شهر رمضان، هو محاولة جريئة وجادة ومباشرة من المفتي السابق وعضو البرلمان. وهيئة كبار العلماء لتجديد الخطاب الديني، مؤكدا أن هذا البرنامج يعيد العقل الإسلامي. “حياة الفكر” التي حرمتها على المسلمين طوال العقود الماضية، بحسب ما نشرته صحيفة اليوم السابع المصرية.

أما الكاتب هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، فقال إن البرنامج يعد خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الديني، “حيث يبتعد عن الأداء التقليدي الذي يعتمد على التلقين، في “التي يلقي فيها واعظ درسا أو خطبة يتلقاها الحاضرون وكأنها معلومة مقدسة يجب تطبيقها”. بحسب نفس الصحيفة.

انتقادات حادة

من ناحية أخرى، انتقدت الدكتورة فهدة العريفي، مستشارة وباحثة في الأمن الفكري، حديث جمعة حول “إبطال النار”، وقالت إنه يخالف آية قرآنية:

أما الروائي وخبير علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار علي حسن، فانتقد فكرة “إطفاء النار” في الآخرة وقال “كيف سيعامل القاتل والمقتول، السارق والمسروق، الظالم والمقتول؟ هل المظلوم والصادق والكذاب هناك سواء؟»

وانتقد آخرون ما أسموه سيطرة الأجهزة الأمنية المصرية على وسائل الإعلام، ووصفوا الأمر بأنه “جزء من حرب القهر والتشويه الممنهجة”.

الدكتور علي جمعة هو عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب الحالي، وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

ولد الدكتور علي جمعة في 3 مارس 1952، حصل على الماجستير والدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وهو يتبع المذهب الشافعي.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات