الأحد, يوليو 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصر"العملية لا يمكن تحملها" هكذا يتأثر ملايين المصريين بارتفاع أسعار الخبز

“العملية لا يمكن تحملها” هكذا يتأثر ملايين المصريين بارتفاع أسعار الخبز

أدى ارتفاع سعر رغيف الخبز المدعوم إلى أربعة أضعاف في مصر إلى تحويل حياة جمال أحمد إلى معاناة أصعب من أي وقت مضى، تمامًا مثل ملايين المصريين.

كان أحمد، وهو متقاعد يبلغ من العمر 64 عامًا، يكافح بالفعل لتغطية نفقاته حتى قبل أن تصدر الحكومة المصرية القرار الجديد.

وتواجه الحكومة في مصر ارتفاعا حادا في تكلفة استيراد القمح، وأصدرت قرارا دخل حيز التنفيذ في الأول من يونيو/حزيران الماضي بزيادة سعر رغيف الخبز المدعوم لأول مرة منذ عقود.

هذه الأرغفة الصغيرة متاحة لأكثر من 70 مليون مصري، ولا غنى عنها للفقراء. ورغم أن سعره بعد الزيادة لا يزال منخفضا بشكل كبير، حيث أصبح بعد القرار 20 قرشا (0.0042 دولار) للرغيف، بعد أن كان 5 قروش، إلا أن هذا السعر يفوق ما تستطيع الكثير من الأسر تحمله.

وقال أحمد عن ارتفاع سعر الخبز وعدم قدرة الأسر على تحمل المزيد من ارتفاع الأسعار، “العملية غير مستدامة”. كما أعرب عن قلقه إزاء الزيادة المحتملة التي أعلنتها الحكومة في تكلفة المرافق أيضا.

وأضاف: “فواتير الغاز والكهرباء والماء.. والأسعار بشكل عام غالية. بصراحة الله يكون في عون صاحب العائلة أو الراجل اللي أجره محدود في هذه الظروف، الله يكون في عونه”.

سيشعر الملايين بأثر ارتفاع الأسعار؛ لأن رغيف الخبز المدعوم يعد سلعة أساسية لا غنى عنها لأغلب سكان البلاد البالغ عددهم نحو 106 ملايين نسمة.

ويقول محمد عبد العزيز، وهو متقاعد آخر يشتري الخبز المدعوم وسط العاصمة المصرية القاهرة، «طبعا سيؤثر علي ماليا لأنني رجل على المعاش.. سيؤثر علي وسيؤثر على الآخرين». . أجد عملاً وعملاً، لكن آخرين قد لا يجدون عملاً ويعيشون على معاشهم التقاعدي”. . ووصف الظروف المعيشية بأنها “ممتازة”، أي أنهم بالكاد يستطيعون تحمل النفقات.

وأوضح كيف أنه اضطر إلى مواصلة العمل لزيادة الدخل بما يتجاوز معاشه الشهري والإنفاق على ثلاثة أطفال لم يتزوجوا بعد. وقال: “لدي عمل آخر إلى جانب المعاش، وهذا ما يعيلني. المعاش وحده لن يكفي.. معاشي حوالي ألفي جنيه” أي ما يعادل 42.46 دولاراً.

وكانت زيادة سعر رغيف الخبز المدعوم مسألة حساسة سياسيا، مما أدى إلى تأخير القرار لسنوات في بلد يعتبر الخبز الرخيص عنصرا رئيسيا على موائد الطعام بسبب الفقر المنتشر.

ثمن “لقمة عيش المصريين”.. لماذا تلجأ الحكومة الآن إلى هذه الخطوة الحساسة؟

وتستعد الحكومة المصرية لزيادة متوقعة في أسعار الخبز، وهو السلعة الأساسية على موائد المصريين، وكانت حاضرة في مظاهراتهم، بما في ذلك ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، منذ نحو 13 عاما. قبل ذلك، عندما دعا المتظاهرون إلى “يحيا”. بالإضافة إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.

وعلى الرغم من الجولات المتكررة من الإصلاحات التقشفية، أبقت الحكومة أسعار الخبز دون تغيير منذ الثمانينيات بسبب القلق من رد فعل الشارع.

وأثارت محاولة تغيير نظام الدعم عام 1977 أعمال شغب. وبدلا من زيادة السعر، لجأت الحكومة سابقا إلى حصر المستفيدين وتخفيض وزن الرغيف نفسه.

ويستفيد نحو ثلثي السكان من دعم الخبز، وتتحدد استحقاقهم لذلك على أساس الدخل الذي يمنحهم 5 أرغفة خبز يوميا.

وهكذا فإن فاتورة الخبز الشهرية لأسرة مكونة من أربعة أفراد قد ترتفع إلى 120 ليرة من 30 ليرة فقط في بلد يبلغ الحد الأدنى للأجور فيه 6000 ليرة بعد زيادته 50 بالمئة في مارس/آذار.

ارتفاع التضخم

واتخذت الحكومة هذا القرار بينما بلغ معدل التضخم السنوي 32.5 بالمئة في أبريل بعد أن وصل إلى 38 بالمئة في سبتمبر الماضي. وتعاني مصر أيضًا من فاتورة خدمة ديون ضخمة وسمحت لقيمة الجنيه بالانخفاض بشكل حاد في مارس، عندما تحولت إلى نظام سعر صرف مرن.

غالبًا ما تكون مصر أكبر مستورد للقمح في العالم. ويقول تجار إنه من غير المتوقع أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تغيير كميات المشتريات الحكومية على المدى القصير. وتسبب انهيار الجنيه والتضخم المفرط في زيادة حادة في فاتورة واردات القمح الحكومية.

ويقول وزير التموين علي المصيلحي، إن السعر الجديد لا يمثل سوى 16 بالمئة من تكلفة الرغيف التي ارتفعت بسبب ضعف العملة المحلية وارتفاع أسعار القمح العالمية.

وأوضح المصيلحي أن الحكومة تخصص نحو 125 مليار جنيه (2.65 مليار دولار) لدعم الخبز في موازنة 2024-2025 ارتفاعا من 91 مليارا العام الماضي.

وأضاف أن الوزارة لم تتلق أي شكاوى من المواطنين بعد ارتفاع الأسعار.

وتقول الحكومة إنها تعمل على توسيع شبكة الأمان الاجتماعي، لكن بعض المنتقدين يتساءلون عن سبب خفض دعم الخبز في وقت تنفق فيه الحكومة بسخاء على المشاريع الكبرى، مما أدى إلى زيادة حجم الديون.

بعد الخبز.. وزير التموين المصري يقترح رفع سعر السكر المدعوم

قال وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، علي المصيلحي، اليوم السبت، إنه قدم مقترحا لرفع سعر السكر المدعوم للمواطنين ليصل إلى 18 جنيها بدلا من 12.60، في وقت تشهد الأسواق المصرية أزمات خلال الفترة. الفترة السابقة بهذه السلعة.

ويقول تيموثي قلداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، إن الدولة يجب أن تعطي الأولوية بدلاً من ذلك لخفض الإعفاءات للشركات المملوكة للجيش والتي تمتعت منذ فترة طويلة بامتيازات مالية.

وتابع قائلا إن رفع سعر رغيف الخبز المدعوم سيشكل “ضربة قوية للأسر الفقيرة”.

وأضاف أن هذه الخطوة قد تؤجج الإحباط الشعبي وعدم الرضا عن الأوضاع الاقتصادية، حتى لو لم تدفع الناس إلى التظاهر بعد تقييد المعارضة وحظر معظم الاحتجاجات العامة.

طالبت الإعلامية المصرية لميس الحديدي، السبت، في برنامجها المذاع على إحدى القنوات المحلية، وزير التموين بأن أقساط الدين تشكل 62 بالمئة من إنفاق الموازنة، فيما يمثل الدعم 11.5 بالمئة فقط.

ورد المصيلحي بالقول إن مصر يجب أن تسدد الديون. وأضاف: «نحن نتحدث عن الواقع اليوم، فماذا سنفعل غداً؟»

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات