الجمعة, أكتوبر 4, 2024
الرئيسيةأخبار دوليةهجوم حماس والرد الإسرائيلي.. مخاطر التصعيد القادم

هجوم حماس والرد الإسرائيلي.. مخاطر التصعيد القادم

سلطت صحيفة بوليتيكو الضوء على تداعيات هجوم حماس على إسرائيل، والتطورات التي قد يشهدها الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، كما أشارت إلى الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ فترة لتعزيز السلام. والأمن، من خلال الوساطة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية. بالإضافة إلى مواجهة أنشطة الصين وإيران التي تزعزع الاستقرار العالمي.

لكن تقريرا نشرته الصحيفة الأحد يشير إلى أن جهود واشنطن تواجه الآن تحديات معقدة بسبب الهجوم الذي شنه مقاتلون فلسطينيون تابعون لحركة حماس على إسرائيل يوم السبت.

حرب واسعة النطاق

ومع بداية الرد الإسرائيلي، توقع تقرير الصحيفة «اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً»، وهو ما يتطلب اهتماماً أكبر من إدارة بايدن، وهذا سيؤدي إلى تركيز واشنطن على مواجهة بكين، خاصة في ظل استمرار روسيا في التصعيد. الحرب في أوكرانيا.

ومن المحتمل أن تستمر هذه الجولة من القتال لفترة طويلة، بحسب الصحيفة، لعدة أسباب، من بينها أن إسرائيل قد تقوم بتوغل بري ولأن حماس تحتجز العديد من الرهائن.

تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، مع نظيره التركي هاكان فيدان، وبحثا التطورات المتعلقة بهجمات حماس على إسرائيل، مؤكداً أن تركيز الولايات المتحدة ينصب على تحرير المعتقلين.

وبحسب بيان وزارة الخارجية الأميركية، شجع بلينكن مشاركة تركيا المستمرة في تهدئة الوضع، وشدد على تركيز الولايات المتحدة الثابت على وقف هجمات حماس وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن.

وشدد بلينكن على دعم الولايات المتحدة لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وشجع مشاركة تركيا، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأميركية السبت.

وذكرت الصحيفة أن تداعيات الوضع في الشرق الأوسط تشكل تحديا للبيت الأبيض الذي حقق نجاحات كبيرة غالبا ما تكون غير معروفة في الشرق الأوسط.

شرطة الحدود الإسرائيلية تحتمي بمركبة بعد تسلل جماعي لمسلحي حماس من قطاع غزة بالقرب من سديروت

وشملت هذه النجاحات، بحسب الصحيفة، تجميد الحرب في اليمن، وإحراز تقدم في مساعدة إسرائيل على بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وغيرها مع الدول العربية التي كانت معادية لها في السابق، والتي وصلت إلى حد المشاركة الفلسطينية فيها. ووصف فريق بايدن الاستراتيجية بأنها تعزز “التكامل الإقليمي”، لكن الصراع المتوقع يهدد هذه الإنجازات.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعركة الحالية بين إسرائيل وحماس يمكن أن تتحول إلى حرب أوسع تهز منطقة الشرق الأوسط التي تعاني بالفعل من أزمات عديدة، بالإضافة إلى استضافة العديد من القوات الأمريكية.

وأشارت إلى أن الحديث يتزايد في واشنطن وخارجها عن تورط إيران في هجوم حماس، خاصة أنها تقدم الدعم المالي والعسكري لحماس منذ فترة طويلة.

الهجوم على إسرائيل.. هل قدمت إيران المساعدة لحماس؟

وبالتزامن مع الهجوم الذي شهدته إسرائيل من قطاع غزة والذي تسبب بأكبر عدد من القتلى الإسرائيليين منذ عقود، أثيرت تساؤلات حول دور إيران في دعم حركة حماس الفلسطينية التي أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ العملية التي تهدد بالاندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وبحسب الصحيفة، فإن التطورات قد تؤدي إلى تدخل إيران والحكومات العربية المتعاطفة مع حماس لمساعدتها بشكل مباشر، وكذلك الجماعات المسلحة الأخرى، بما في ذلك حزب الله الذي يتمركز في لبنان، والذي يمكن أن يوفر القوة البشرية أو يغتنم الفرصة. لتحفيز العنف في أماكن أخرى. يوم الأحد، أفادت تقارير أن حزب الله أطلق قذائف هاون على مواقع إسرائيلية.

ومن الممكن أيضاً، كما ذكرت الصحيفة، أن يمتد القتال إلى ما هو أبعد من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس وإلى الضفة الغربية.

التطبيع بين السعودية وإسرائيل

وأشارت الصحيفة إلى تأثير هجوم حماس على مبادرة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة، والتي تقضي بتطبيع السعودية علاقاتها مع إسرائيل مقابل ضمانات أمنية أمريكية وخدمات أخرى.

لكن بوليتيكو تعتقد أن هذه الخطة سوف تتأخر بطبيعة الحال بسبب الأحداث الجارية، ولكن من السابق لأوانه القول بأنها خرجت عن مسارها.

وأشارت إلى أنه مع هجوم حماس، أصدرت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى بيانات أكثر تعاطفا مع الفلسطينيين من إسرائيل. لكن مثل هذه الاستجابات الفورية لا تلغي العوامل الأخرى التي يأخذها السعوديون وإسرائيل والولايات المتحدة في الاعتبار عند صياغة اتفاق سلام كبير.

مصادر تتحدث عن لقاء مرتقب بين بايدن وبن سلمان في نيودلهي – صورة أرشيفية.

كما توضح الصحيفة أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لا يركز على الأزمة الفلسطينية مثل القادة السعوديين السابقين، لأنه، مثل إسرائيل، يرى في إيران، الداعم الرئيسي لحركة حماس، تهديدا لبلاده.

استبعد البيت الأبيض، السبت، أن تتأثر مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل بالهجمات التي تشنها حركة حماس على بلدات إسرائيلية، “رغم أن هذا المسار لا يزال طويلا”، في إشارة إلى الوقت اللازم لجهود استكمال الاتفاق بين البلدين. البلدين.

ويستبعد البيت الأبيض أن تتأثر مفاوضات التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية بهجمات حماس

استبعدت الولايات المتحدة، السبت، أن تتأثر مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل بالهجمات التي تشنها حركة حماس على بلدات إسرائيلية، مؤكدة أنها تعمل مع عدة شركاء للعمل على تهدئة التوترات.

“النفط للدفاع”

يوم السبت، أبلغت المملكة العربية السعودية واشنطن بأنها مستعدة لزيادة إنتاج النفط للمساعدة في تأمين صفقة مع إسرائيل، و”في محاولة لإظهار حسن النية أمام الكونجرس”، مقابل اتفاق دفاعي مع الولايات المتحدة، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز. وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سعوديين وأميركيين قولهم إن الرياض أبلغت البيت الأبيض بأنها مستعدة لزيادة إنتاج النفط مطلع العام المقبل إذا ارتفعت أسعار الخام.

وتسعى الخطوة السعودية إلى كسب ثقة الكونغرس والتوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل، مقابل حصول المملكة على اتفاق دفاعي مع واشنطن، بحسب التقرير.

ويسعى بلينكن إلى استعادة بعض النفوذ فيما يتعلق بأسعار النفط. أرشيف

وقالت الصحيفة إن ذلك يأتي في إطار مسعى لإبرام اتفاق ثلاثي من المرجح أن يشمل أيضا المساعدة النووية الأمريكية ويمثل تحولا ملحوظا من قبل الرياض التي سبق أن رفضت العام الماضي طلبا من إدارة بايدن للمساعدة في خفض النفط. الأسعار ومكافحة التضخم.

ولم يستجب المتحدثون باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أو الحكومة السعودية لطلب صحيفة وول ستريت جورنال للتعليق.

وذكرت الصحيفة أن محادثات التطبيع ركزت على اعتراف السعودية بإسرائيل، وهي خطوة يمكن أن تحدث تغييرات جيوسياسية ملموسة في الشرق الأوسط، مقابل مبيعات أسلحة أمريكية وضمانات أمنية والمساعدة في بناء برنامج نووي مدني.

وسيكون الاتفاق بمثابة “انقلاب دبلوماسي” للرئيس بايدن الذي يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه، بحسب الصحيفة التي ترى أن “اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية من شأنه أن يوسع علاقات إسرائيل مع العالم العربي، وربما يقيد نفوذ إيران”. طموحاتها العسكرية وتحد من جهود الصين لاستبدال… النفوذ الأمريكي في المنطقة».

وقال المسؤولون إن اثنين من كبار المسؤولين في البيت الأبيض، بريت ماكغورك (منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط) وعاموس هوشستين (كبير مستشاري الطاقة لبايدن)، سافرا أواخر الشهر الماضي إلى المملكة العربية السعودية، حيث أكدا أن أسعار النفط المرتفعة ستجعل الأمر أكثر صعوبة. من الصعب الحصول على الدعم في البلاد. واشنطن.

وقد يحتاج البيت الأبيض إلى دعم الكونجرس للتوصل إلى اتفاق. ويناقش المفاوضون الآن اتفاقية دفاعية جديدة مع المملكة قد تتطلب موافقة الكونجرس، بالإضافة إلى دعم الولايات المتحدة للجهود السعودية لإنشاء برنامج نووي مدني، ومبيعات أسلحة بمليارات الدولارات.

ومن شأن زيادة الرياض في الإنتاج أن تساهم في تهدئة سوق النفط العام المقبل وخفض سعره إلى ما دون 100 دولار للبرميل.

وباعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، تتمتع السعودية بقدرة فريدة على التأثير على أسعار النفط الخام، مع القدرة على تقييد أو إغراق إمدادات النفط العالمية، بحسب الصحيفة.

وتأمل إدارة بايدن التوسط في اتفاق سعودي إسرائيلي في الأشهر الستة المقبلة.

وضغط ماكغورك وهوشستاين مراراً وتكراراً على المملكة العربية السعودية لاتخاذ خطوات لإصلاح صورتها في واشنطن، حيث يمكن للكونغرس أن يلعب دوراً رئيسياً في التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل أو كسره.

وأعرب المشرعون من كلا الحزبين عن تحفظاتهم بشأن تقديم مثل هذا الدعم للمملكة العربية السعودية أو إعطاء دفعة دبلوماسية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سعى أيضًا إلى إسكات المعارضين بينما يتحرك لإصلاح الاقتصاد وتخفيف الأعراف الاجتماعية المحافظة، وفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية. الجريدة.

ومنذ أشهر يكثر الحديث عن تقارب محتمل بين السعودية وإسرائيل، التي توصلت عام 2020 إلى تطبيع علاقاتها مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب بوساطة الولايات المتحدة.

ونهاية الشهر الماضي، أكد ولي العهد السعودي أن بلاده “اقتربت” من تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، مشددا على “أهمية القضية الفلسطينية” بالنسبة للمملكة.

ملف الحرب على أوكرانيا

وتتعاون المملكة العربية السعودية وإسرائيل بالفعل بشكل غير رسمي بشأن إيران، لذا فإن تطبيع العلاقات رسميًا بينهما من شأنه أن يعزز الجبهة المناهضة لطهران، وفقًا لبوليتيكو.

ومن المشاكل الأخرى التي قد تنتج عن تداعيات الأوضاع في الشرق الأوسط استمرار الحرب في أوكرانيا لصالح روسيا، إذ يتوقع البعض أن تتأثر المساعدات التي تقدمها واشنطن للأوكرانيين بسبب تركيزها على دعم إسرائيل. .

وبحسب الصحيفة، فإن الأوكرانيين يشعرون بخيبة أمل إزاء الطريقة التي تعاملهم بها واشنطن مقارنة بإسرائيل، على الرغم من إصرار المسؤولين الأميركيين على أن مساعدة إسرائيل على الجبهة العسكرية لن تؤثر على المساعدات المقدمة لأوكرانيا.

وتشن أوكرانيا هجوما مضادا منذ يونيو حزيران لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا

الصين

أما الصين التي عرضت التوسط في محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خاصة بعد نجاحها في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، فترى الصحيفة أن دورها قد يتأثر أيضا بسبب رد فعلها على أعمال العنف الأخيرة. الأمر الذي قد يزعج الإسرائيليين مؤقتا.

واستخدمت وزارة الخارجية الصينية، في بيان لها، الأحد، كلمة فلسطين بدلا من حماس، في الدعوة إلى الهدوء لحماية المدنيين وتجنب المزيد من تدهور الوضع، ومضت في الدعوة إلى حل الدولتين، بحسب الصحيفة. .

ودعت الصين المجتمع الدولي إلى “زيادة مشاركته في حل القضية الفلسطينية، وتشجيع الاستئناف المبكر لمحادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل، والسعي لإيجاد سبيل لتحقيق السلام الدائم”، بحسب وكالة فرانس برس.

وشددت على أن “الصين ستواصل بذل جهود متواصلة مع المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف”.

وقوبل هجوم حماس بانتقادات وإدانات دولية كبيرة، وأعربت الدول الغربية عن دعمها لإسرائيل، فيما دعت معظم الدول العربية إلى ضرورة وقف التصعيد.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات