الجمعة, ديسمبر 13, 2024
الرئيسيةأخبار مصرمعجزة الـ6 مليارات دولار.. الحيلة المركزية تنقذ سوق الدولار في مصر

معجزة الـ6 مليارات دولار.. الحيلة المركزية تنقذ سوق الدولار في مصر

ولكي نكون منصفين، لو أديرت أزمة الدولار في مصر بالطريقة التقليدية، لكانت هناك كارثة حقيقية في الماضي، أو لو استسلم البنك المركزي المصري للأرقام السالبة والتقارير المتعددة والحلول العادية في العالم. السابق كان سعر الدولار لا يقل عن 100 جنيه.. ماذا حدث وغير مسار أزمة سوق العملة الصعبة في مصر ومنعها من التفاقم؟ الخروج عن نطاق السيطرة وكيف أدى قرار واحد إلى توفير 6 مليارات دولار في بضعة أشهر.

منذ اندلاع الصراع الروسي الأوكراني والعالم كله يكافح للخروج من أزماته، وكانت مصر من أكثر الدول تضررا، وكل المؤشرات تقول إننا ندخل في سيناريو صعب للغاية بسبب أشياء كثيرة منها خروج مليارات الدولارات من الأسواق في الخارج، وظهور السوق السوداء، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع عالمياً في بلد أسعاره مرتفعة. وشملت 100 مليار دولار، وكان لتحرك القيادة السياسية السريع الأثر الكبير في احتواء الوضع والتعامل مع كافة التحديات، بمهنية شديدة وأفكار خارجة عن المألوف، وكانت البداية بالاستعانة بالمصرفي المخضرم حسن عبد الله ليتولى مسؤولية إدارة الأزمة من خلال منصبه الجديد كمحافظ للبنك المركزي المصري، ومن هنا ظهرت كل الأفكار والمبادرات. وحلول غير تقليدية للسيطرة على سوق الصرف وإنقاذ الدولار ومواجهة السوق الموازية وكل التحديات الصعبة.
ومن الأفكار التي يقودها البنك المركزي ترشيد فاتورة الاستيراد، ولن تدخل أي سلعة غير أساسية، وأي سلعة لها بديل محلي لن تأتي من الخارج. وبالتوازي أيضًا وضعت الدولة خطة عاجلة لتوطين الصناعة الأجنبية في مصر وبنت القلاع الصناعية في وقت قياسي، وكل ذلك انعكس على فاتورة الاستيراد، ودعونا نرى الأرقام. ماذا تقول… في عام 2022 بلغت الواردات من الخارج 95 مليار دولار وهذا رقم ضخم جداً وبفضل الجهود وصلت الفاتورة إلى حوالي 46 مليار فقط في أول 7 أشهر من عام 2023. أنا يعني أن النص قد تم تصغيره تقريبًا. وهذا إنجاز غير طبيعي ومخالف للمنطق، وقد أقرض الرقم الصندوق حوالي 15 مرة. رأيت؟ ومصر فعلت معجزة وخفضت الفاتورة بهذا الرقم دون أن تخرج أي سلعة من السوق.

وتواصلت الأرقام لتؤكد أن اختيار الرئيس السيسي لحسن عبد الله لم يكن مفاجئا. وتشير آخر الإحصائيات إلى أن الحكومة المصرية وفرت 6 مليارات دولار من الواردات في شهر واحد. وبحسب أرقام رسمية، سجل إجمالي الواردات المصرية تراجعا بنسبة 17.3% خلال شهر يوليو الماضي، بعد تراجعه إلى نحو 6 مليارات. دولار، مقابل 7.29 مليار دولار خلال شهر يوليو من العام الماضي
ووفقا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تصدرت المنتجات البترولية قائمة السلع التي انخفضت الواردات المصرية منها خلال شهر يوليو، وانخفضت قيمة وارداتها إلى نحو 539 مليون دولار، مقارنة بنحو 641 مليون دولار خلال شهر يوليو. نفس الفترة من العام الماضي، بانخفاض حوالي 16%.
كما انخفضت واردات مصر من المواد الخام مثل الحديد أو الصلب، لتسجل قيمة وارداتها نحو 320 مليون دولار في يوليو الماضي، مقارنة بـ 370 مليون دولار في نفس الشهر من عام 2022، بتراجع نحو 13.5%.

وتضمنت القائمة واردات البلاستيك بأشكاله الأولية، والتي سجلت الواردات المصرية منها نحو 246 مليون دولار خلال يوليو الماضي، مقابل 444 مليون دولار في نفس الشهر من عام 2022، بانخفاض 44.6%، ثم واردات الكيماويات العضوية وغير العضوية بقيمة 206 ملايين دولار. مقارنة بـ 291 مليون دولار. وخلال فترة المقارنة كان هناك انخفاض بنسبة 29%.

وبطبيعة الحال، انعكس ترشيد فاتورة الاستيراد على قيمة العجز في الميزان التجاري، الذي انخفض إلى مستوى 2.93 مليار دولار خلال شهر تموز (يوليو) الماضي، مقارنة بـ 3.82 مليار دولار لنفس الشهر من العام السابق. بانخفاض قدره حوالي 23.2%.

وقالت الوكالة في نشرتها إن قيمة الواردات المصرية سجلت 46.3 مليار دولار خلال الـ 7 أشهر الأولى من عام 2023، مقابل 57.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2022، بانخفاض قدره 20.1%. وارتفعت قيمة الواردات إلى مستوى قياسي عام 2022 لتصل إلى 94.5 مليار دولار.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات