السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةأخبار دوليةقوات الحماية التابعة للأمم المتحدة تنتظر حل الدولتين

قوات الحماية التابعة للأمم المتحدة تنتظر حل الدولتين

أبو الغيط لـ«الشرق الأوسط»: طغيان غزة على «قمة البحرين» لا يمنع مناقشة أزمات أخرى

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سيطر على جدول أعمال “قمة البحرين” التي استضافتها العاصمة المنامة، الخميس، بمشاركة القادة العرب، ولكن في وأشار في الوقت نفسه إلى أن ذلك «لن يمنع» انعقاد القمة. من مناقشة القضايا الإقليمية، وأبرزها الأزمات في السودان واليمن وليبيا، وملفات الأمن المائي، وغيرها من ملفات العمل العربي المشترك.

وقال أبو الغيط في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على هامش الاستعدادات الجارية لقمة البحرين، إن الجهود التي بذلت في هذا الملف خلال الفترة الماضية «نجحت في تغيير بوصلة الرأي العام العالمي»، مؤكداً أن «الجهود التي بذلت في هذا الملف خلال الفترة الماضية نجحت في تغيير بوصلة الرأي العام العالمي». نظام الاحتلال الإسرائيلي، إنه نظام فصل عنصري… لم يعد له مكان في هذا العصر”.

وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية مما اعتبره “عملا أحمق” قد تقوم به إسرائيل باجتياح مدينة رفح الفلسطينية، أو تنفيذ خطة تهجير مرفوضة فلسطينيا وعربيا ودوليا، لافتا إلى أن وأن «عواقب هذا الإجراء ستكون كبيرة على الاستقرار الإقليمي وعلى العلاقة مع مصر الراسخة في جوهرها». على معاهدة السلام.

وشدد على أنه “على إسرائيل أن تنتبه” حتى لا تتسبب في “زعزعة استقرار علاقتها مع أكبر دولة عربية، وما يترتب على ذلك من انتكاسة كبيرة في الوضع الأمني ​​العام لإسرائيل”.

وتطرق الأمين العام لجامعة الدول العربية في حواره إلى موقف الجامعة من الدعوات إلى تشكيل قوة عربية مشتركة لإدارة قطاع غزة غداة الحرب. وعلق على التقارب العربي مع تركيا وإيران، ودافع عن جهود الجامعة ومساعيها لحل أزمات المنطقة وتلبية تطلعات الشارع العربي. وكان هذا نص الحوار. :

غزة تهيمن على القمة

* أولا، تنعقد القمة العربية في ظرف صعب ومعقد. وكيف أثر هذا الظرف على جدول أعماله؟ ما أهم النقاط على جدول أعمال «قمة البحرين»؟

– من المؤكد أن القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هيمنت على أعمال القمة، بدءاً بالاجتماعات التحضيرية التي شهدت مناقشة مختلف القرارات، جميعها تتعلق بالأوضاع الصعبة التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة.

ونحن جميعا نشعر أن كل بيت في الوطن العربي، من أقصاه إلى أقصاه، يشعر بالغضب والحزن إزاء هذه المأساة، ومن الطبيعي أن تواكب القمة هذه المشاعر، وتعبر عنها، وتعكسها في مخرجاتها.

ومع ذلك، فإن جدول أعمال القمة يتناول مختلف القضايا التي تهم العالم العربي، بدءًا من معالجة الأزمات في السودان واليمن وليبيا، إلى الأمن المائي والأمن السيبراني، إلى قضايا سياسية وتنموية أخرى.

* منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بذلت الجامعة جهوداً متعددة وعقدت عدة اجتماعات للرد عليه. وما أهم الأنشطة والجهود التي تمت في هذا السياق؟

– أنشأت القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في الرياض يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر لجنة وزارية مكلفة بمتابعة التطورات في غزة برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية (التي ترأس القمة الأخيرة). وهذه اللجنة المكلفة من الأمين العام للجامعة العربية، والتي قام أعضاؤها بزيارات مختلفة إلى عواصم القرار في العالم في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، لحشد الدعم لوقف إطلاق النار في غزة، والتأكيد على ضرورة تنفيذ المساعدات الإنسانية. كما عملت اللجنة على دفع الدول لاتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وصياغة أفق سياسي يؤدي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية.

أعتقد أن بوصلة الرأي العام الدولي قد تغيرت بالفعل. في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أعطت العديد من الدول الأوروبية، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة المجزرة في غزة، لكن اليوم الجميع يتحدث عن وقف إطلاق النار، وحتى عن انتهاكات يرتكبها الاحتلال لا يمكن وصفها. باسم “التطهير العرقي”.

وهي كلمة لم يجرؤ إلا قليلون على استخدامها لوصف السلوك الإسرائيلي.. والآن، بعد فتوى محكمة العدل الدولية، أصبحت الكلمة مقبولة وعلى الألسن.

وهذا بالتأكيد تحول واضح في المواقف الدبلوماسية.. ونتيجته أن إسرائيل اليوم في جانب والعالم كله في جانب.

ولا ننسى هنا دروس التاريخ.. ففرض العزلة على جنوب أفريقيا ومحاصرتها بالعقوبات.. أدى في النهاية إلى سقوط نظام الفصل العنصري.

في رأيي، نظام الاحتلال الإسرائيلي هو في جوهره، كما تمارسه إسرائيل اليوم، نظام فصل عنصري… لم يعد له مكان في هذا العصر.

سيناريو النزوح

* الجامعة العربية أعلنت أكثر من مرة رفضها لسيناريو التهجير.. لكن مع تهديد إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة رفح الفلسطينية.. ومع بدء تنفيذ ما سمي بالعملية المحدودة.. هل ترى أن إسرائيل عازمة على المضي قدماً في خطة التهجير؟ كيف يمكن مواجهة ذلك؟

– واضح أن العملية التي تقوم بها إسرائيل ليست محدودة.. وهي خداع متعمد من أجل تهدئة الإدارة الأمريكية التي أبدت موقفا واضحا برفض عملية واسعة.

وخطة التهجير مرفوضة فلسطينيا وعربيا ودوليا. وهناك مؤشرات على أن إسرائيل فكرت في هذه الخطة في بعض الأحيان، ربما في بداية العدوان على غزة… لكنها فوجئت بصلابة المواقف الرافضة، وأبرزها الموقفين الفلسطيني والمصري… وهي بالطبع على أساس المواقف العربية.

هناك خوف من أن تقوم إسرائيل بفعل أحمق، ولكن أعتقد أنه أصبح من الواضح الآن لقادتها أن عواقب هذا الإجراء ستكون كبيرة على الاستقرار الإقليمي وعلى العلاقة مع مصر التي ترتكز في جوهرها على السلام. معاهدة.

وإنني على ثقة أن مصر أمامها أكثر من سيناريو لمواجهة خطة التهجير، وورمها في المهد، ومنع تنفيذها على أرض الواقع. والمطلوب مواصلة الضغط العربي على الساحة الدولية لكشف خطورة هذه الخطة والانفجار الشامل الذي يمكن أن تؤدي إليه في المنطقة.

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في الاجتماعات التحضيرية لـ«قمة البحرين» (الشرق الأوسط)

* ما تأثير دخول القوات الإسرائيلية معبر رفح.. وإعلان السيطرة عليه، على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، خاصة أن تل أبيب قالت إن ما فعلته «لا يعد خرقا للمعاهدة»؟

ومنذ ما أسمته بالانسحاب الأحادي الجانب من غزة عام 2005، تسعى إسرائيل إلى تحميل مصر المسؤولية عن القطاع. والمصريون يدركون هذا الأمر، ومن غير المعقول أن تتحمل مصر تبعات الاحتلال الإسرائيلي. إذا أرادت إسرائيل التخلص من نتائج الاحتلال، فعليها أن تضع حداً له. هذا هو جوهر المسألة.

يتعين على إسرائيل أن تنتبه إلى الكيفية التي قد تؤدي بها سياساتها المتهورة إلى زعزعة استقرار علاقتها مع أكبر دولة عربية. وأعتقد أن هذا، إذا حدث، سيكون بمثابة انتكاسة كبيرة للوضع الأمني ​​العام لإسرائيل.

قوة مشتركة لغزة؟

* البعض يتحدث عن تشكيل قوة عربية مشتركة لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي.. فهل تمت مناقشة ذلك فعلاً؟ وما موقف الجامعة من القوة العربية المشتركة؟

إننا معنيون بالدرجة الأولى بوضع حد لهذه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني. الأولوية هي وقف إطلاق النار وإغاثة الفلسطينيين واستعادة الحد الأدنى من عمل المؤسسات التي تخدم الحياة اليومية في قطاع غزة.

وتعالج خطة الاستجابة الطارئة التي ناقشها المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعرضها على قمة البحرين، التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للعدوان الإسرائيلي على دولة فلسطين، وتتضمن برامج تتعلق بالاستجابة الطارئة، والإغاثة الشاملة، والإنعاش المبكر.

كان الرأي العام غاضبا

*رغم الجهود المبذولة، سواء على مستوى الجامعة ككيان مؤسسي، أو على مستوى الدول الأعضاء منفردة لوقف حرب غزة والحد من تداعياتها الإنسانية الكارثية، إلا أن طول الحرب كان له تأثير كبير على الشارع العربي، ربما مما دفعها إلى انتقاد تلك الجهود واعتبارها “غير فعالة” في وقف الحرب. حرب أم «لا تعكس نبض الشارع».. كيف ترد على هذه الانتقادات؟

– الشارع يشعر بالغضب ونحن نشعر بذلك. بالمناسبة، هذا لا يقتصر على العالم العربي. بل هناك رأي عام عالمي يشعر بالغضب الشديد من استمرار هذه المجزرة. وحتى القوة الكبرى، الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أقرب أصدقاء إسرائيل.. لا تستطيع أن تضع حداً لهذه المذبحة المستمرة.

مشاعر الغضب مفهومة ومبررة… لكنها تسعى في بعض الأحيان للتعبير عن نفسها باتهام هذا الطرف أو ذاك بالإهمال أو عدم الفعالية.

وفي حالة الجامعة العربية، يصعب توجيه مثل هذا الاتهام، لأن هناك تفاعلاً مباشراً مع هذه الأزمة منذ اندلاعها. نتحرك في الوطن العربي من خلال اللجنة الوزارية والأطر الأخرى.. استقبلت العشرات من السياسيين والقادة ووزراء الخارجية في مقر الأمانة العامة خلال الأشهر الماضية، وقمت بزيارة العديد من الدول لهذا الغرض.

والنتيجة أننا نشهد تحولاً واضحاً في بوصلة الرأي العام العالمي. نحن لسنا في نفس النقطة التي كانت عليها الدول عندما بدأ هذا العدوان في أكتوبر الماضي.

* وفيما يتعلق بالوضع في الصومال، اتخذت الجامعة موقفاً واضحاً دفاعاً عن سيادة الصومال بعد “مذكرة التفاهم” بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا.. ما هي الخطوات التي تعتزم الجامعة اتخاذها في هذا السياق مستقبلاً؟

– الثلاثاء وقبل انعقاد الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة.. عقدت المجموعة الوزارية المعنية بدعم الصومال في مواجهة الاعتداءات على سيادتها وسلامة أراضيها اجتماعها الثاني.

وكان الهدف متابعة الحراك العربي الداعم للصومال منذ بداية هذه الأزمة في يناير الماضي ودراسة الخطوات المقبلة.

الرسالة واضحة. ولا يقبل الجانب العربي الاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا مع ما يعرف بـ”أرض الصومال”. وفي يناير من العام الماضي، اعتبر لاغيا وباطلة. وسيتم اتخاذ الإجراءات على هذا الأساس على أكثر من صعيد.

التقارب مع إيران وتركيا

*التدخل التركي والإيراني في الشؤون العربية كان من النقاط الأساسية على أجندة الجامعة العربية…ولكن في الآونة الأخيرة بدت بوادر إيجابية لتقارب عربي مع تركيا وإيران…كيف تنظرون إلى هذا التقارب… وما هو المطلوب من تركيا وإيران الآن لدعمها؟

إن التقارب، على مختلف المستويات، مع هاتين الجارتين الإقليميتين له نتائج إيجابية، أولها خفض التصعيد الإقليمي وإتاحة الفرصة للحوار حول مختلف القضايا التي تهم المنطقة. وهي عملية مستمرة بطبيعة الحال، ويتم تقييمها من قبل الجانب العربي في إطار الجامعة.

وأعتقد أن العنصر الحاكم في تطوير هذه العلاقات هو احترام سيادة الدول والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية. وإذا تم ترسيخ هذا المبدأ واحترامه، فيمكن البناء عليه لتطوير العلاقات على مختلف المستويات.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات