السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةرياضةعندما لا يلعب الابن في ثوب أبيه! - حسن المستكاوي

عندما لا يلعب الابن في ثوب أبيه! – حسن المستكاوي


تم النشر في: السبت 24 فبراير 2024 – 7:55 مساءً | آخر تحديث: السبت 24 فبراير 2024 – 7:55 مساءً

** لم أتحدث مع مصطفى شوبير، ولم أتحدث مع أحمد شوبير، وقد يبدو هذا المقال وكأنه عن حارس مرمى الأهلي الشاب، لكنه في الواقع مقال يجسد حالة تظهر في حياتنا وفي أنشطة مختلفة ومتنوعة، يسير فيها الابن على خطى والده، ويبقى لسنوات يطالبه بإثبات أنه ليس الأب، وأنه لم يطرق باب نفس المهنة أو المجال مع الأب. دفعة الأب. ربما كان دافعه هو نجاح الأب، فلماذا لا يجتهد ويجتهد ليكرر النجاح؟
** إنها رحلة صعبة للغاية، وطريق مليء بالمخاطر. الطريق ما زال طويلاً جداً، ويتطلب عملاً متواصلاً وصبراً. وهكذا أدركت مدى معاناة حارس مرمى النادي الأهلي منذ أن أصبح لاعباً في الفريق الأول للنادي الأهلي. وهو ابن حارس الفريق الشهير، والمطلوب منه أن يثبت لنفسه ولجماهير النادي أنه يمتلك المهارات والقدرات التي تؤهله لحراسة مرمى الفريق.
** لكن الضغط على مصطفى شوبير هائل. هناك ضغوط بأنه ابن أحمد شوبير، هناك ضغوط لوجود حارس عملاق محمد الشناوي، هناك ضغوط على اسم الأهلي وتاريخه وبطولاته وشعبيته، هناك ضغوط من الأهلي. جماهير الأهلي التي لا تجامل ولا توافق، وهناك ضغوط من مواقع التواصل الاجتماعي. الفئات الاجتماعية التي تخرج بآراء خالية من أي حسابات، تنتقد وتحتفل، تغضب وتفرح، تطلق النار، وتسلط الضوء. ويجب على مصطفى شوبير أن يتحمل كل هذا وأكثر، مثل أي لاعب يشق طريقه.
** أعرف جيدًا ما يعنيه أن تكون ابنًا لأب مشهور حقق نجاحات كبيرة في مجاله. كابن، عليك أن تثبت أنك لا تلعب مكان والدك. ولو لم يكن مصطفى شوبير واثقاً من نفسه ويمتلك عقلية الاحتراف، لما حصل على شهادة النجومية في بعض المباريات التي شارك فيها. حتى حدث تحول كبير في تقييم جماهير الأهلي لحارس مرمى الفريق، وهو تقييم صادق ولا يحمل أي شبهة مجاملة على الإطلاق. كما أن النادي الكبير صاحب التاريخ لن يسمح أبدًا بالمجاملة والتفكير في ضم لاعب إلى الفريق الأول. كرة القدم، مثل كل نشاط إنساني، تحكمها المهارة والموهبة والتفاني والجدية. لا وساطة في الفن أو الموسيقى أو الأدب أو الصحافة أو الغناء.
** بكل صراحة، شعرت بالأسف على مصطفى شوبير ردا على الانتقادات التي تعرض لها لمجرد أنه ابن أحمد شوبير. كنت أعي أن عليه أن يقاتل ويكافح من أجل أن ينال قبول جماهير الأهلي، وكذلك جماهير اللعبة التي تمنح أداة النجومية الثمينة لمن يستحقها، دون مجاملة، ولذلك أكتب اليوم تحرر من شبهة المجاملة، لأن الشاهد على كفاءة مصطفى شوبير هو الجمهور. لكن يجب على حارس مرمى الأهلى الشاب أن يحقق سمعة كبيرة بين جماهير الأهلى حتى يشفع له هذا الرصيد فى حالة ارتكاب الأخطاء، حيث لا يوجد حارس مرمى لا يخطئ ولا يوجد لاعب لا يخطئ. ارتكاب الاخطاء. وهذا يعني أن مصطفى شوبير أمامه طريق صعب وطويل للغاية، وعليه أن يجتهد لكي يلعب بقوة، ويتحلى بالصبر، ويدرك أن كل مباراة هي اختبار خاص. ومن مثله مروا بنفس الظروف، فكان مجالهم كميدان الفروسية، مليئًا بالعقبات المتنوعة والصعبة، وكل… كل فعل، كل فعل، كل واجب بمثابة اختبار صعب للغاية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات