كشف الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، أن زخم تعاقدات اللاعبين لأندية الدوري السعودي للمحترفين هذا الصيف لن يكون كما كان في الصيف الماضي، بسبب استمرار العقود، مشيراً إلى أن الأندية لن تتعاقد مع ثمانية لاعبين جدد أيضاً، بل وفقاً لاحتياجاتها الفنية المحدودة.
وتحدث وزير الرياضة في بودكاست “سقراط” على “راديو 8” عن برنامج الاستقدام، موضحاً: “برنامج الاستقدام هو برنامج مستمر، ونطوره كل عام للوصول إلى أحد أفضل خمس دوريات في العالم وفقاً لرؤية الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء”، مضيفاً: “بالتأكيد هناك دروس مستفادة، والتحديات كبيرة، ومن مصلحتنا إنجاح الدوري والأندية، وهذا دورنا”.
وعن الجدل الكبير حول برنامج التعاقدات بشأن عدم الإفصاح عن ميزانياته، قال الفيصل: «لأنه سيضر الأندية، هناك عقود مستمرة، وسنشهد ارتفاعاً في الأسعار»، وتابع: «هناك أرقام فلكية أعلنتها مواقع أجنبية مبالغ فيها وغير صحيحة، والأندية تعرف ميزانياتها الدقيقة وتدفقاتها المالية وسيولتها حتى عام 2027، وكلها متساوية في إجمالي حجم الدعم».
وعن آلية إتمام الصفقات والخطوات التي تسبق أي صفقة، قال: «اليوم نجح البرنامج في استقطاب 97 لاعباً، منهم 21 لاعباً من النصر والهلال والاتحاد والأهلي، أما البقية فتوزعوا على الأندية الأخرى، صحيح أن الأندية التي لديها أكبر قاعدة جماهيرية حصلت على أكبر الأسماء، لكن هذا لأن اللاعب نفسه يريد ذلك».
وأوضح آلية العمل بشكل أكثر دقة: «هناك ورقة يملأها النادي تتضمن اسم اللاعب ومعلوماته، ونطلب توقيع 3 أشخاص: المدير الفني، ومدرب النادي (وهو الأهم)، والرئيس التنفيذي»، مشيراً إلى أن «الاستقدام رفض 81 طلباً، لأنها لم تتناسب مع المعايير، مثل شعبية النادي والحاجة الفنية، وهناك أيضاً ميزانيات لا يمكن تجاوزها، لكننا لم نفرض أي لاعب على أي ناد».
وعن نادي الاتحاد وتصريح أنمار الحائلي رئيس النادي السابق بأنه لا يعرف ميزانية النادي، قال: “ما لا أعرفه أن رئيس نادي الاتحاد لا يعرف الميزانية، إدارة النادي اتخذت قرار التجديد مع الرباعي، وهو يعلم أن هناك برنامج استقدام، لأن هناك اجتماعات مستمرة معهم، ومفاوضات كريم بنزيمة بدأت أيضًا في مارس أو بداية مايو، وهو والمدرب أيضًا يعلمان أن بنزيمة سيحضر”.
وتابع الحديث عن نادي الاتحاد، قائلاً: “أول ناد وقع عقودًا مع اللاعبين بنزيمة وكانتي وجوتا كان الاتحاد، وتم إرسال الميزانية لهم حتى عام 2027، وإذا كان لا يعرف فهذه مشكلة، ولكن الميزانية موجودة”.
وأضاف “عندما رأيت الضجة حول النادي، سألت البرنامج عن تفاصيل ما يحدث، النادي جدد العقود مع أربعة لاعبين ولديه عقد مستمر، ثم تعاقد مع ثلاثة لاعبين آخرين، ليصبح المجموع ثمانية لاعبين، تم ذلك بناء على طلب النادي، ولكن بضغط من الجماهير، تعاقد النادي مع لاعبين آخرين، ليصبح المجموع عشرة لاعبين، هناك لاعبون لا يلعبون، لكنك ستنفق عليهم، وهذا يعني أن هذه خياراتك كنادي”.
وأشار إلى التعاقد مع اللاعب البرتغالي جوتا، قائلا: «الاتحاد طلب جوتا بناء على رأي المدرب، ثم أخرجه من القائمة، وهذا يعطينا انطباعا بأن هناك خلل إداري ومشكلة في اختياراتك وليس في البرنامج، وهذا ما نجده سابقا، أن الأندية إما توقع عقودا من أجل الضجة الإعلامية أو التسويق، أو لتظهر لأنها وقعت مع اسم كبير».
وعن صفقة محمد صلاح، قال: «تلقينا طلبًا من نادي الاتحاد للتعاقد معه، لكن الرقم كان فلكيًا، يفوق رقم كريستيانو ونيمار، لأنه مرتبط بعقد مستمر مع ليفربول، وكان الطلب على إعارة لمدة عام، لكننا تواصلنا مع النادي الإنجليزي وأبلغونا بعدم وجود رغبة في البيع، وبالتالي توقفت القصة».
وعن حديث رئيس النادي الأهلي عن ساديو ماني، وأنه ذهب إلى النصر بعد أيام قليلة من رفض طلب النادي الأهلي، قال: «منذ البداية كنا واضحين بشأن مسألة رفع الطلب»، وأضاف: «في الصيف الماضي كان هناك وكلاء لأندية جلسوا في لندن للتفاوض مع الجميع وأي لاعب، علمًا أن هناك آلية واضحة ومحددة قبل وبعد أن تتم المفاوضات»، مشيرًا إلى أن «مفاوضات اللاعبين تتم بأولوية حتى لا تكون هناك مزايدات، وقد حدث معنا بخصوص لاعب معين، ومن ثم يتم منح اللاعب للنادي الذي طلبه أولًا».
وعن مجاملات الهلال بعد البطولة العربية والتعاقد مع نيمار، قال: «لم نجامل أحداً، كل نادٍ تعاقد مع خمسة لاعبين، وإذا كان هناك لاعبون تعاقد معهم الهلال من ميزانيته الخاصة فهذا شأننا».
ثم كشف عن وجود لاعب مصنف كـ”سوبر ستار” في كل من الأندية الأربعة بالإضافة إلى أربعة لاعبين آخرين، بإجمالي خمسة لاعبين، باستثناء الأهلي الذي أتم تعاقده مع ستة لاعبين، وقال: “اليوم مثلا لو جلبت ميسي كم ستكون قيمته؟ وهل قيمة اللاعب نفسه تساوي أربعة لاعبين آخرين؟ بمعنى آخر هل من المنطقي أن أدفع نفس المبلغ للاعبين آخرين؟”، مضيفا: “المعيار خمسة لاعبين منهم لاعب سوبر ستار ثم أربعة لاعبين من احتياجات اللاعب”.
وأوضح: “هناك اختلافات بين اللاعبين الأربعة، لكن الفوارق ليست كبيرة، الأمور ليست متساوية 100%، لكنها متقاربة”.
وعن اتساع الفجوة بين الأندية، خاصة الاتفاق والشباب، قال وزير الرياضة في بودكاست «سقراط» على «راديو ثمانية»: «الإجابة سهلة، بالعودة إلى العائدات المالية، نحن في عملية استثمارية من أجل استدامة هذا الأمر، عندما تنظر إلى العائدات المالية للنصر والهلال والاتحاد والأهلي، ستجد أن الأمر مختلف من حيث بيع القمصان وحضور الجماهير والنقل وغير ذلك، مهما فعلت مع الأندية الأخرى، لن تصل إلى هذه المرحلة، يجب أن نصل إلى مرحلة يكون فيها برنامج الاستقدام مكتفيا ذاتيا».
وعن قتل المنافسة قال: «نادي الهلال دخل موسماً استثنائياً بسلسلة انتصارات، وهذا ما صنع الفارق، لكن هل يتكرر هذا كل عام؟ بالتأكيد الأندية ستعدل أوضاعها، وأي تغيير في كل منظومة يسبب بعض الخلل في النتائج»، موضحاً: «التعاون بميزانية أقل من الاتحاد نافسه في دوري أبطال آسيا».
وكشف وزير الرياضة أن “هناك أندية لم تستوعب اللاعبين الموجودين لديها، وتعاملت معهم كأنهم أي لاعب آخر، وجلسنا مع الإدارات للتركيز عليهم كإيرادات، وهذا مطلوب منا لأنه مؤشر أداء لتقليص الإنفاق الحكومي على الأندية في الاستراتيجية أو التعاقدات”.
وأوضح: «لدينا الآن مركز تميز في الاتحاد يتابع تفاصيل شؤون اللاعبين، مثل السكن وحضور الأهل، وهناك أندية لم ندخل معها في أي شيء، وشؤونها منظمة بشكل جيد للغاية، وهناك بعض الأندية لا تعرف ماذا تفعل».