احتفالات كما ينبغي أن يقدمها ريال مدريد لجماهيره الليلة. ومن شاهد مباراة ديبورتيفو ألافيس لا يعرف هل هذا هو الفريق الذي فاز بالفعل بالدوري الإسباني أم أنه لا يزال يسعى وراءه؟!
فازت كتيبة المدرب العبقري كارلو أنشيلوتي، الليلة، على ضيفها، بنتيجة 5-0، على ملعب سانتياجو برنابيو، في الجولة الـ36، في مباراة من المفترض أن تكون إنجازا نهائيا ومجرد احتفال بحسم اللقب الذي كان حقق بالفعل أربع جولات قبل نهاية الموسم.
وسجل الأهداف الخمسة جود بيلينجهام، وفينيسيوس جونيور (هدفان)، وفيديريكو فالفيردي، وأخيرا أردا جولر، ليرفع رصيد الملكي إلى 93 نقطة، فيما تجمد رصيد ألافيس عند 42 نقطة في المركز 11 بالترتيب.
الجميع الليلة كان على مستوى الحدث وأعرب عن تقديره لجماهير الملكي التي تجمعت في مدرجات سانتياجو برنابيو للاحتفال باللقب المحلي وتأهل فريقهم إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن هناك نقطتان بارزتان في المباراة..
كورتوا يقلب الطاولة
يبدو الأمر كما لو أن لاعبي ريال مدريد قرروا الليلة اختبار حارس مرمىهم البلجيكي قبل وقت طويل من نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بوروسيا دورتموند الألماني في الأول من يونيو المقبل.
لم يكن ألافيس قويا كما كان يجب أن يكون في الشوط الأول، لكن في الشوط الأول من الشوط الثاني تحديدا، استفاق بشكل ملحوظ وانتقل باللعب إلى وسط الملعب الملكي، مما وضع تيبو كورتوا في المقدمة. عدة اختبارات، حيث تصدى لعشر تسديدات وأنقذ مرماه من هدفين على الأقل.
تألق البلجيكي الليلة أدى إلى خروجه بشباك نظيفة للمباراة الثالثة على التوالي منذ عودته من الإصابة التي أبعدته عن بداية الموسم، ووضعت مدربه أنشيلوتي في ورطة لكنها ورطة إيجابية. .
وبعد ارتياح جماهير ريال مدريد لفوزه بلقب الدوري المحلي، أصبح الحديث يدور حاليا حول “من سيقود ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا.. كورتوا أم زميله الأوكراني أندريه لونين؟!”
مجموعة تقف مع البلجيكي نظراً لخبرته الكبيرة في المناسبات الكبرى، ومجموعة تدعم الأوكراني بسبب الموسم الرائع الذي قدمه مع الفريق، مما جعلهم لا يشعرون بغياب الأول، ويؤيدون موقفهم بأن المنتخب والأخير هو من قاد الفريق أصلاً للوصول إلى النهائي وله الحق في حراسة العرين في تلك المناسبة. القاري الكبير، وبين هذا وذاك، يقف أنشيلوتي في حيرة من أمره.
الجميع في حيرة من أمرهم، لكن الأكيد أن كورتوا بتصدياته الرائعة في المباريات الثلاث الأخيرة، ليس الاختبار الحقيقي الذي يجعل أنشيلوتي يحسم أمره، فمواجهة قادس وغرناطة وألافيس ليست مقياسا للعودة الأخيرة. بعد أشهر من الغياب!
آسف مودريتش.. أردا جولر يعود!
الموهبة التركية تتصاعد بسرعة البرق. ربما الجميع سعداء به باستثناء الكرواتي لوكا مودريتش. نجم خط وسط ريال مدريد..
وشارك جولر الليلة في الدقيقة 62، ونجح في أن يقول كلمته في الدقيقة 81 بهدف من تسديدة من داخل منطقة الجزاء، بالإضافة إلى خلق فرصة أخرى لزملائه لم تستغل، وسدد تسديدتين، بما في ذلك واحد على المرمى.
لكن ماذا عن لوكا؟
وذكرت صحيفة “ريفيلو”، أمس الثلاثاء، أنه تم إخطار مسؤولي النادي الملكي الكرواتي برحيله نهاية الموسم الحالي، في ظل اعتقادها بأن جولر قادر على خلافته وأنه لم يحصل على حقه. الفرصة كاملة في المقام الأول، بسبب وجود لوكا.
ويأتي هذا التطور مخالفاً تماماً للتقارير التي صدرت خلال الأشهر الماضية، والتي أكدت أن إدارة النادي كانت تدرس بشكل أساسي التجديد له لموسم آخر، خاصة أن هذه كانت رغبة مودريتش في المقام الأول، ويبدو أن إصابة جولر فقط في البداية أيد الموسم مثل هذه التقارير.
ومن مباراة إلى أخرى، يثبت التركي أن تطوره يسير بوتيرة سريعة، رغم عودته الأخيرة من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر. ومع ذلك، كلما منحه أنشيلوتي الفرصة، أثبت أنه يجب أن يكون أحد الركائز الأساسية لخطة الميرينجي لبناء فريق جديد شاب.
وربما يكون بعض جماهير الملكي غاضبًا من هذا الاقتراح والفارق الكبير بين الاثنين، لكن الأيديولوجيا التي يدار بها النادي حاليًا تصب تمامًا في مصلحة جولر.