شنت روسيا هجوما جويا على العاصمة الأوكرانية كييف والمنطقة المحيطة بها صباح الأحد، بحسب مسؤولين أوكرانيين.
وسبق ذلك هجوم روسي على شبكة الكهرباء في أوكرانيا، وصفه مسؤولون أوكرانيون بالضخم.
وقال رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية، فيتالي كليتشكو، عبر تطبيق تيليغرام، إن أنظمة الدفاع الجوي اضطرت للاشتباك لصد الضربات الجوية الروسية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان أنهم سمعوا عدة انفجارات في كييف ومحيطها، وأن هذه الانفجارات بدت وكأن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تتصدى لهجوم بالأسلحة الجوية.
قال حاكم منطقة بريانسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 12 طائرة مسيرة أوكرانية كانت تستهدف المنطقة.
وأضاف ألكسندر بوغوماز، عبر تطبيق تلغرام، أنه بحسب المعلومات الأولية لم تقع إصابات ولا أضرار كبيرة.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء على اتخاذ ما أسماه “قرارات قوية” لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القنابل المنزلقة الروسية.
وقال زيلينسكي، مساء السبت، في إيجازه الليلي المعتاد، إنه يجب تدمير الطائرات الحربية الروسية أينما كانت، حيث يمكن إطلاق قنابل انزلاقية من الأعماق الروسية، بعيدا عن مدى معظم أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
يأتي ذلك بعد أن قال مسؤولون أوكرانيون إن أربع قنابل منزلقة ضربت منطقة سكنية في خاركيف شمال شرق أوكرانيا، السبت، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من خمسين آخرين.
وأضاف الرئيس الأوكراني أن بلاده بحاجة إلى القوات والوسائل اللازمة لتدمير حاملات هذه القنابل، خاصة الطائرات المقاتلة الروسية.
وقد زادت روسيا في الآونة الأخيرة من استخدام القنابل الانزلاقية، وهي ذخائر رخيصة الثمن ولكنها شديدة التدمير، لتعزيز هجماتها العسكرية في أوكرانيا.
ويُعتقد أنه تم استخدام أكثر من 200 قنبلة منزلقة في أسبوع واحد فقط لقصف مدينة فوفشانسك في شمال أوكرانيا خلال التقدم الروسي الحالي عبر الحدود بالقرب من خاركيف.
وأعرب زيلينسكي عن “امتنانه لجميع الشركاء، وخاصة أمريكا، للقرار القوي الذي ساعدنا على استقرار الوضع في منطقة خاركيف الحدودية”. وأضاف: “لقد اكتسبنا القدرة على تدمير منصات إطلاق الصواريخ الروسية بالقرب من الحدود وتجمعات المحتلين الروس”.
وأشار الرئيس الأوكراني إلى الحاجة إلى المزيد من أنظمة صواريخ باتريوت والتدريب السريع للطيارين على الطائرات المقاتلة من طراز إف-16. ودعا إلى توفير “مجموعة كافية” من الأسلحة.
وسمحت بعض الدول الحليفة لأوكرانيا، بما في ذلك الولايات المتحدة، مؤخرا للجيش الأوكراني باستخدام الأسلحة التي قدمتها ضد أهداف معينة داخل روسيا، الأمر الذي أثار غضب موسكو.
قال مسؤولون أوكرانيون، السبت، إن منشآت الطاقة تعرضت لهجوم روسي “ضخم”، وهو الأحدث الذي يستهدف شبكة الكهرباء في البلاد.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن هذه هي المرة الثامنة التي تشن فيها روسيا هجوما على منشآت البنية التحتية للطاقة في الأشهر الثلاثة الماضية.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 12 صاروخا من أصل 16 وجميع الطائرات المسيرة الـ13 التي أطلقتها روسيا فوق عدة مناطق مساء الجمعة.
وفي وقت لاحق من يوم السبت، قال مسؤولون في خاركيف إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 18 آخرين نتيجة إطلاق قنابل روسية موجهة، كما سُمع دوي أربعة انفجارات على الأقل في المدينة. وأضاف المسؤولون: “هذا هجوم إرهابي آخر يستهدف على وجه التحديد البنية التحتية المدنية”.
وقال حاكم خاركيف أوليه سينيهوبوف: “لا يوجد شيء ذو أهمية عسكرية في هذه المنطقة”.
وقال مسؤولون إن الهجمات التي استهدفت البنية التحتية خلال الليل أصابت اثنين من عمال الطاقة في منطقة زابوروجي بوسط البلاد وألحقت أضرارا بالمعدات في مدينة لفيف الغربية.
وفي منطقة ايفانو فرانكيفسك بجنوب غرب البلاد، أبلغت السلطات أيضًا عن أضرار لحقت بالمنازل وروضة أطفال.
جددت روسيا حملتها ضد أهداف الطاقة الأوكرانية خلال فصلي الربيع وأوائل الصيف، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر في جميع أنحاء البلاد. وقال الرئيس زيلينسكي مؤخرًا إن موسكو دمرت نصف قدرة توليد الكهرباء في بلاده منذ أن بدأت ضرب منشآت الطاقة في أواخر مارس.
وقالت السلطات الأوكرانية الأسبوع الماضي إن سبعة موظفين أصيبوا بجروح، كما لحقت أضرار بالبنية التحتية للطاقة في هجوم كبير كانت محطة كهرباء أحد أهدافه.
وتشتري أوكرانيا الطاقة من الاتحاد الأوروبي، لكن هذا لا يكفي لتعويض العجز. وتلجأ السلطات إلى قطع الكهرباء على مستوى البلاد وفق خطة معدة مسبقاً لحماية البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمنشآت العسكرية.
وقال مكسيم تيمشينكو، الرئيس التنفيذي لشركة DTEK، إحدى أكبر شركات الطاقة الخاصة في أوكرانيا: “نحن بحاجة ماسة إلى إغلاق سمائنا، وإلا فإن أوكرانيا ستواجه أزمة خطيرة هذا الشتاء”.
ودعا زيلينسكي مرارا حلفاء أوكرانيا إلى إرسال المزيد من أنظمة الدفاع الجوي. وطلب على وجه التحديد سبعة أنظمة دفاع جوي متقدمة من الولايات المتحدة، مضيفًا: “ندائي إلى الحلفاء هو مساعدتنا في الدفاع عن نظام الطاقة لدينا وإعادة البناء في الوقت المناسب”.
وفي واشنطن قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي الأسبوع الماضي إن واشنطن ستضع أوكرانيا على رأس قائمة الانتظار لتسليم صواريخ باتريوت قبل الدول الأخرى التي طلبتها.