الأربعاء, مارس 19, 2025
الرئيسيةأخبار مصردماء في قيرغيزستان.. مصريون يرويون تفاصيل ساعات الرعب والحصار

دماء في قيرغيزستان.. مصريون يرويون تفاصيل ساعات الرعب والحصار

وردت مكالمة هاتفية، مساء الجمعة، لسيدة مسنة في إحدى قرى الدلتا المصرية. وجلبت معها أخبارا من ابنها في السعودية عن أحداث مأساوية وقعت في قيرغيزستان، حيث كان شقيقه يدرس الطب، وسقطت الأم مغشيا عليها.

عاش طلاب مصريون وجنسيات أخرى، ليلة مأساوية، الجمعة، في العاصمة القيرغيزية بشكيك، بعد تحول مشاجرة عادية في مطعم بيتزا إلى اعتداءات من مواطنين ضد طلاب أجانب داخل سكنهم الجامعي.

وقالت وزارة الخارجية القرغيزية في بيان إن الوضع “تحت السيطرة الكاملة لسلطات إنفاذ القانون، وتم ضمان سلامة المواطنين والنظام العام. ولا توجد إصابات خطيرة بين المتورطين في الحادث”.

كما أوضحت وزارة الداخلية، السبت، أن الأزمة بدأت ليلة 13 مايو/أيار حوالي الساعة الثانية صباحا، عندما اندلعت مشاجرة بين “مجهولين ذوي مظهر آسيوي داخل أحد مطاعم البيتزا” مع مجموعة من الطلاب الأجانب.

وأشارت إلى أن الأمر بدأ عندما طلب «المجهولون» من الطلاب السجائر فرفضوا، ومن ثم بدأت الأزمة.

ووقعت اشتباكات عنيفة أثناء سكن طلاب من جنسيات مختلفة، عربية وهندية وباكستانية، في نفس المبنى.

نشرت وزارة الداخلية القيرغيزية، الجمعة، مقطع فيديو لثلاثة طلاب مصريين تم القبض عليهم بتهمة الاعتداء على مواطنين، بدا من خلاله أنهم يقدمون اعتذارا عن الشجار الذي حدث.

وقال م. هاني، 22 عاما، وهو طالب من قيرغيزستان، إن “المصريين المقبوض عليهم لا يعيشون معي في السكن، وما زالوا محتجزين على ذمة التحقيقات في انتظار المحاكمة”.

وتم استخدام أسماء مستعارة في التقرير بناءً على رغبة الطلاب نظراً للظروف الصعبة التي يمرون بها.

الحصارات والهجمات

وسافر هاني من مصر قبل شهرين لدراسة الطب في قيرغيزستان، ولم يتوقع على الإطلاق أن يحدث ما حدث ليلة الجمعة، إذ قال في تصريحات لموقع “الحرة” عبر تطبيق “واتساب”، إن وكانت الأمور هادئة ولم يحدث شيء من هذا القبيل للمصريين هناك. أبداً.

بدوره، وصف شقيقه أحمد الذي يعيش في القاهرة، في حوار مع موقع الحرة، لحظات الخوف التي عاشتها الأسرة في تلك الليلة الصعبة، بعد أن اتصل شقيق له يعمل في السعودية بوالديه وأبلغهما منهم وجود توترات في بيشكيك.

عواقب الهجمات على السكن الطلابي

وأوضح: “اتصل أخي بوالدتي هاتفياً وتحدث عن الاعتداءات على السكن الجامعي الذي يعيش فيه شقيقنا، وأشار إلى حدوث وفيات. وعندما أشار إلى وجود جرحى ووفيات، فقدت والدتي وعيها”.

وتابع: “ثم اتصلت بأخي في بيشكيك، وكان هو وغيره من الطلاب محاصرين دون طعام، ودون مواد لتغطية احتياجاتهم اليومية، ودون دراسة. وتلقوا تعليمات بعدم نشر أي مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وإطفاء الأضواء ليلاً حتى تهدأ الأمور. لقد وضعوا الخزانات خلف الأبواب لمزيد من الحماية.

وأشارت وزارة الداخلية في قيرغيزستان إلى أن مقطع فيديو انتشر لحادثة مشاجرة واعتداء على مواطنين في مبنى الطلاب الأجانب يوم الجمعة “أثار استياء شعبيا وتسبب في أعمال شغب محلية”، حيث تجمع ما بين 500 إلى 700 شخص يوم السبت. مطالبين باتخاذ الإجراءات. اللازمة ضد المتورطين في الهجمات.

“أوضاع صعبة”.. تصريحات وتحذيرات بشأن حادثة الطلاب المصريين في قيرغيزستان

أعلنت السلطات في جمهورية قيرغيزستان، السبت، أن الأمور تحت السيطرة بعد أن شهدت الأيام الأخيرة توتراً بسبب هجمات على مواطنين أجانب، بينهم مصريون، في وقت ذكرت وسائل إعلام مصرية أن الوضع لا يزال صعباً.

وذكر البيان أن هؤلاء الأشخاص “كانوا مستائين من المقطع المنتشر لاعتداء الطلاب الأجانب على المواطنين، لكن الفيديو لا يوضح حقيقة الحادثة”، وتفرقوا بعد أن أوضحت لهم الشرطة تفاصيل الأحداث.

ونفت الوزارة وقوع أي وفيات جراء الحادثة، داعية سكان العاصمة إلى “عدم الانسياق وراء المعلومات الكاذبة والاستفزازات”.

“سبب تافه”

وكشف هاني لموقع الحرة عن سبب الأزمة واصفا إياها بـ”التافهة”، قائلا: “دخل مواطنون في شجار مع المصريين، وطارد هؤلاء السكان الطلاب المصريين إلى مقر إقامتهم الجامعي، فتجمع المصريون وتصدوا لهؤلاء”. الناس.”

وأشار بيان وزارة الداخلية إلى أن الأمر بدأ عندما طلب «مجهولون» من الطلاب السجائر فرفضوا، ومن ثم بدأت الأزمة.

وأضاف هاني أنه ليلة الجمعة “تعرضنا لهجمات قوية وتم تدمير المبنى السكني، وكنا نغلق الأبواب بخزائن الملابس لنحمي أنفسنا من المهاجمين، والحمد لله هدأت الأوضاع يوم السبت، ونأمل أن تتحسن الأمور”. الاستقرار.”

ليلة الجمعة كانت الأصعب

وأشار إلى أن هناك “عددا كبيرا من المصابين، وانتشرت أنباء عن الوفيات بين المجتمعات في دول مثل بنغلادش وباكستان والهند”.

وسبق أن أصدرت السلطات الهندية والباكستانية بيانات طلبت من طلابها البقاء داخل أماكن إقامتهم وعدم الخروج بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة.

وأشار موقع “الهند اليوم” إلى أن المبنى الذي تعرض للهجوم في البداية بعد مطاردة الطلاب المصريين، كان معظم المقيمين فيه طلابا من الهند وباكستان وبنغلاديش.

“الحكومة لن تحميك في كل مرة.”

أحمد، شقيق الطالب هاني، يتنقل في مصر ويحاول التواصل مع المسؤولين المعنيين من أجل حل الأزمة وإيجاد طريقة لضمان سلامة شقيقه.

وقال لـ”الحرة” إنه تواصل مع عدد من المسؤولين في مصر، مضيفا: “تلقيت تطمينات بأنهم سيعملون على حماية أخي والمصريين الموجودين في قيرغيزستان وإعادتهم سالمين”.

من جهته، ناشد طالب الطب الآخر عماد عبد الله، الذي وصل إلى قيرغيزستان قبل 10 أشهر، المسؤولين في مصر بـ”الإسراع بإعادتهم”.

وقال في تصريحات لـ”الحرة”: “نطالب السلطات المصرية بإعادتنا لإكمال دراستنا هناك، لأن المشكلة ليست بين دولتين وحكومتين وسيتم حلها، بل بين الأهالي والطلاب”. نحن مهددون بالموت في أي وقت. إذا كانت الحكومة قادرة على حمايتك مرة واحدة، فربما لن تتمكن من القيام بذلك في المرة القادمة.

لكن لم يكن أحد منهم يتوقع حدوث مثل هذا الأمر. وقال هاني: «قبل المشكلة كان الوضع جيداً والناس ودودون»، فيما قال أحمد حسب الذي يدرس الطب منذ عامين في الجمهورية السوفييتية السابقة: «لم أواجه مثل هذا الأمر من قبل على الإطلاق». “. لدي أصدقاء هنا من قيرغيزستان، لكنهم شعب ذو دماء قوية، ويحبون المصريين والعرب”.

وتعرضت أبواب الغرف للهجوم من قبل المواطنين

من جانبه، أفاد موقع “القاهرة 24” المصري، السبت، أن السفارة المصرية في روسيا تلقت إخطارًا بالواقعة وبلاغًا من مجموعة من الطلاب حول تعرضهم لاعتداء من قبل مجهولين أثناء تواجدهم في مقر إقامتهم في بيشكيك.

وأكدت السفارة أنه “جاري متابعة الحادثة لمعرفة ملابسات القضية”.

لكن عبدالله أكد لـ«الحرة» أن «الوضع غير مطمئن، وبالفعل عاد الطلاب من الهند وباكستان إلى بلديهما لأن الوضع خطير جداً، وبعضهم (المحليين) لا يحبون الأجانب ويريدون إعادتهم». لأن البلد صغير والأجانب بأعداد كبيرة ويعتبرون أنهم ينافسونهم في كل شيء”.

لماذا الدراسة في قيرغيزستان؟

وقال حسب (22 عاما) إن المصريين يدرسون في قيرغيزستان لأن التكاليف “رخيصة ومن المفترض أن يكونوا آمنين مقارنة بالأوضاع في روسيا أو أوكرانيا، وأغبى الطلاب هنا هم في الواقع أولئك الذين تم نقلهم من روسيا وأوكرانيا أو هم في عامهم الأول، قادمون من مصر».

وتابع: “أنا شخصيا كنت أدرس في روسيا وانتقلت”.

أما هاني فقال إنه لم يحصل على الثانوية العامة في مصر، وحاول لفترة طويلة وأيضا عن طريق القضاء الدراسة في بلاده، لكن ذلك لم يحدث بحجة “مشاكل في الأوراق”.

وأشار إلى أنه بالنسبة له “يريد أن تهدأ الأمور، لأنه إذا عاد إلى مصر لا يعرف ماذا سيفعل، فليس من حقه الدراسة في الجامعات المصرية”.

وتابع طالب الطب حديثه: “في الوقت الحالي، الأمور هادئة إلى حد ما، ولكن هناك مظاهرات في مناطق أخرى بين الحين والآخر ضد الطلاب الأجانب، وآخر محاولة هجوم كانت ضد سكننا، ليلة السبت”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات