11:57 مساءً
الخميس 9 يناير 2025
كتب – حسن مرسي :
قال الباحث في العلاقات الدولية حميد عارف إن سقوط نظام الأسد وانتصار الثورة السورية وضعا سوريا أمام مرحلة مفصلية تحمل تحديات داخلية وخارجية كبيرة، وتفتح آفاقاً واسعة لتحقيق آمال الشعب السوري الذي يتطلب من جميع السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية، التكاتف لبناء الدولة الجديدة. على أساس سيادة القانون.
وأضاف عارف خلال مداخلة هاتفية على شاشة الحدث أن هذه المرحلة من تاريخ سوريا تضع على عاتق الإدارة الجديدة العمل بشكل مكثف على مسألة ضبط الأمن وإنهاء حالة الفوضى الناجمة عن انتشار السلاح.
وأشار إلى أن وزارة الدفاع التركية أكدت دعمها لإنشاء الجيش السوري، منوهاً بأهمية التعاون الدفاعي بين تركيا والإدارة السورية الجديدة، فيما أكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن تركيا تريد العمل مع الإدارة السورية الجديدة في مجال مكافحة الإرهاب.
وأوضح عارف أن تركيا هي الداعم الوحيد للمعارضة السورية منذ بداية الثورة عام 2011، ورغم الضغوط المحلية والدولية إلا أن تركيا لم تغير موقفها الإنساني والأخلاقي تجاه الشعب السوري.
وأكد أن ما يشكل إحدى العقبات الحقيقية أمام جهود الإدارة الجديدة لبناء سوريا مستقرة وموحدة، هي المواجهات المسلحة التي لا تزال مستمرة بين الفصائل السورية المدعومة من تركيا ووحدات حماية الشعب الكردي في شمال وشرق سوريا، منذ الإطاحة بنظام الأسد.
وأكد عارف أن تركيا تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي، القوة الرائدة ضمن قوات سوريا الديمقراطية المنتشرة في شمال وشرق سوريا والمدعومة من الولايات المتحدة، امتداداً لحزب العمال الكردستاني وتصنفه إرهابياً. مجموعة.
وأوضح أن الرئيس التركي أردوغان شدد على أن المسلحين الأكراد في سوريا يجب أن يلقوا أسلحتهم “وإلا سيتم دفنهم في الأراضي السورية”، في وقت تعهدت قوات سوريا الديمقراطية بقتال تركيا والمجموعات الموالية لها وقالت في بيان لها. : “لن نتردد في التصدي لأي اعتداء أو استهداف”. من أجل شعبنا ومناطقنا”.
ولمح عارف إلى أن أنقرة “لا تثق بالأكراد”، وأن “قوات الفصائل المعارضة تدربت ودعمت من قبل تركيا لإخراج قوات سوريا الديمقراطية من المناطق الحدودية”، مضيفا أنه من وجهة النظر التركية تظل واشنطن “حليفا لتركيا”. الأكراد وليس تركيا”.
ونوه عارف إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم قوات سوريا الديمقراطية بحجة محاربة داعش، كما أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن مصدر القلق الأكبر بالنسبة لنا في سوريا هو احتمال استغلال داعش لفرصة عدم وجود سلطة في بعض المناطق. المناطق.
وأكد عارف أن العلاقة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية تعود إلى ثماني سنوات تحت غطاء التحالف الدولي في سوريا لمكافحة الإرهاب، فيما سمحت قوات سوريا الديمقراطية لواشنطن بإنشاء 28 موقعاً أمريكياً، منها 24 قاعدة عسكرية و4 نقاط تواجد. بحسب تصريح سابق للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون. وتضم هذه القواعد أكثر من ألفي جندي أميركي، وتتمركز في محافظتي الحسكة ودير الزور.
وقال عارف إن القواعد الأمريكية بمثابة طوق يحيط بمصادر النفط والغاز السوري الواقعة شرق نهر الفرات والتي تمثل غالبية ثروات سوريا الجوفية، كما أفادت مصادر محلية في وقت سابق أن قوات التحالف الأمريكي بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية – إزالة ما يقارب 40 ناقلة محملة بالنفط السوري يومياً. غير قانوني.
وأشار عارف إلى أنه في نظر الخبراء في الشأن السوري فإن التدخل الأمريكي بشكله الحالي في سوريا وعدم رفع واشنطن العقوبات عن الشعب السوري رغم إسقاط النظام السابق يعتبر محاولة منها للحفاظ على الوضع الحالي. حالة الانقسام الراهنة في سوريا ووضع العراقيل أمام تحقيق مصالحها في البلاد.
وأشار عارف إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر وتوغله المستمر في بلدات وقرى الجنوب السوري، وعدم مبالاة واشنطن به، يعزز الانقسام الذي يسعى إليه الأمريكيون، رغم مناشدات الإدارة السورية الجديدة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التحرك. التحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها. فيه.
وشدد على أهمية استمرار التواصل البناء مع روسيا من قبل الإدارة الجديدة في سوريا، لإرساء الأمن والاستقرار، فهو قادر على خلق توازن قوي وضمان مصالح ومستقبل السوريين في بناء الدولة الجديدة. العلاقة بين البلدين تاريخية وتمتد إلى ما قبل نظام الأسد ووالده بوقت طويل، ناهيك عن أنها دولة. عظيم ويتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا وأغلبية الدول العربية، وهي علاقات مبنية على التعاون واحترام السيادة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد صرح بأن سوريا دولة صديقة لروسيا وأن موسكو تتواصل مع كافة القوى السياسية في سوريا ومستعدة لاستئناف العمل مع القادة الجدد بعد تشكيل هيكل السلطة. وتابع قائلاً: “سمعنا تصريحات الرئيس أردوغان بخصوص الأمن مع سوريا، والتصرفات التي تسببت بالفوضى من قبل. نعمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، وهذا هو موقف تركيا”.
وأضاف: “يجب أن ننظر إلى شرق سوريا، حيث احتل الأمريكيون منابع النفط والأراضي الخصبة، ويتم استخراج الموارد وتصديرها، ويتم دعم التنظيمات التي تسعى للانفصال”. وشدد على أن “هناك من يريد تقسيم سوريا، وعلى إسرائيل أن تدرك مسؤولياتها وألا تحافظ على أمنها في تحدي أمن الآخرين”. “لا ينبغي الاعتماد على تدمير المواقع العسكرية للدول المجاورة.”