قُتل جندي مصري وأصيب آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشريط الحدودي مع مدينة رفح. وأكد الجيش الإسرائيلي عدم وقوع إصابات أو وفيات في صفوفه.
وأعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، فتح تحقيق في حادث إطلاق النار. فيما قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن “حادثة إطلاق نار” قيد التحقيق، وإن اتصالات تجري مع الجانب المصري في هذا الشأن، بحسب البيان.
وأشارت التحقيقات الأولية المصرية إلى أن مقتل الجندي المصري جاء نتيجة تبادل إطلاق النار بين جنود إسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين، ما أدى إلى إطلاق نار في عدة اتجاهات، وهو ما اضطر الجندي المصري للتعامل معه، بحسب تصريحات أدلى بها أحد المقاتلين الفلسطينيين. مصدر أمني “مطلع” لقناة القاهرة الإخبارية الممولة من الحكومة المصرية. .
كما حذرت مصر من المساس بأمن وسلامة القوات المكلفة بحماية الحدود المصرية مع قطاع غزة، بحسب تصريحات مصدر رفيع للقناة نفسها.
“هجوم رفح حادث مأساوي.”
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الثلاثاء لبحث الوضع في رفح بعد غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل العشرات من النازحين الفلسطينيين في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.
وقالت عدة مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس إن الاجتماع المغلق يعقد بناء على طلب الجزائر، العضو غير الدائم في المجلس.
وقُتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. وتقول المنظمات غير الحكومية في رفح إنها عالجت مئات آخرين من الحروق الشديدة والكسور والجروح الناتجة عن الشظايا.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه “حادث مأساوي”، وسط إدانات دولية متزايدة للهجوم.
وقال نتنياهو أمام البرلمان الإسرائيلي إنه من الضروري أن تتخذ إسرائيل “كل الاحتياطات الممكنة” لحماية المدنيين المحاصرين في القتال في غزة.
لكنه أصر على أن القوات الإسرائيلية بذلت “أقصى جهودها حتى لا تلحق الضرر بغير المشاركين” في الصراع.
وقال نتنياهو: “في رفح قمنا بالفعل بإجلاء نحو مليون من غير المقاتلين، وعلى الرغم من بذل قصارى جهدنا لعدم إيذاء غير المقاتلين، إلا أنه لسوء الحظ حدث شيء مأساوي”.
وأضاف: “نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتائج لأن هذه هي سياستنا”.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة شهداء القصف الذي وقع في رفح، أمس الأحد، على مخيم للنازحين، إلى 45 شخصا، بينهم 23 امرأة وطفل ومسن، إضافة إلى 249 جريحا.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن الطائرات الإسرائيلية قصفت، بثمانية صواريخ على الأقل، منطقة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والمعروفة باسم “ثكنة الوكالة”.
ويصف شهود العيان الحدث بأنه “مذبحة كبيرة”.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره موقع “إكس” إن طائرة تابعة للجيش قصفت “مجمعا لحماس” في رفح كان يعمل فيه “إرهابيون كبار” من حماس منذ فترة قصيرة.
وأضاف البيان أن الغارة نفذت ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر محددة وعلى أساس معلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة.
وقال إن الجيش الإسرائيلي على علم بالتقارير التي تشير إلى إصابة عدد من المدنيين في المنطقة نتيجة الضربة والحرائق التي أشعلتها، وأن الحادث قيد المراجعة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن الجيش اغتال رئيس مكتب حماس في الضفة الغربية ومسؤولا آخر في الحركة.
وأضاف: “أغارت طائرات تابعة لسلاح الجو، بتوجيهات استخباراتية من جهاز المخابرات والشاباك، في وقت سابق من الليلة”.
والقائدان هما: ياسين ربيع، رئيس مكتب حماس في الضفة الغربية، وخالد نجار، رئيس مكتب الضفة الغربية، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وقالت فرق الدفاع المدني في بيان لبي بي سي إن الجيش الإسرائيلي قتل “عمدا” مدنيين نازحين في المنطقة، التي قالت إنها منطقة إنسانية آمنة، وهي التي طلبت منهم الانتقال إليها.
وأضاف المصدر: “انتشلنا عشرات القتلى والجرحى من مخيم اللاجئين التابع لوكالة الغوث، والذي يتكون من خيم وغرف مصنوعة من الصفيح والخشب”.
من جانبها، قالت حركة حماس في بيان لها: “إننا ندعو الشعب الفلسطيني وأحرار العالم إلى تصعيد نشاطهم الشعبي الغاضب وضغوطهم لوقف العدوان وحرب الإبادة”.
وجاء في البيان: “في ضوء المجزرة المروعة غرب رفح، ندعو أهلنا في الضفة والقدس، داخل الوطن وخارجه، إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة”.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن العديد من الأشخاص حوصروا داخل الخيام في رفح و”أُحرقوا أحياء”.
كما أبلغت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الوكالة أن المستشفيات في المنطقة “غير قادرة على التعامل مع هذا العدد الكبير من الضحايا نتيجة التدمير الإسرائيلي المتعمد للنظام الصحي في غزة”.
إدانات دولية
وأدانت المنظمات الدولية الاعتداء الإسرائيلي على مخيمات النازحين في رفح، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحادث يظهر أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، واصفا الوضع في رفح بـ”الرعب الذي يجب أن يتوقف”.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إن الهجوم يشير إلى أنه “لا يوجد تغيير واضح في أساليب ووسائل الحرب التي تستخدمها إسرائيل، والتي أدت بالفعل إلى مقتل العديد من المدنيين”.
وشدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة التزام إسرائيل بالحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي بوقف غاراتها على رفح.
ووصف جوزيب بوريل، مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، هجوم الأحد بأنه “مروع”.
وقال بوريل: “ما حدث الليلة الماضية يدفعنا للمطالبة بضرورة تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب فوراً”.
وأدان وزير الخارجية الأيرلندي “العنف الإسرائيلي الليلة الماضية والاعتداء على خيام النازحين في رفح”، وقال إنه “يشكل انتهاكا واضحا لقرار محكمة العدل الدولية”.
واستنكر الأردن ما وصفه بـ”الأعمال والجرائم التي تمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وتمثل جرائم حرب يجب على المجتمع الدولي برمته مواجهتها ومحاسبة المسؤولين عنها”.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية إن “ما تفعله دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين العزل يكشف بوضوح أنها ترتكب أمام العالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة”.
أدانت وزارة الخارجية القطرية بأشد العبارات القصف الإسرائيلي الذي استهدف مخيما للنازحين في رفح، واعتبرته “انتهاكا خطيرا للقوانين الدولية من شأنه مضاعفة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن “المجزرة الشنيعة التي ارتكبتها إسرائيل تشكل تحدياً لكل قرارات الشرعية الدولية، وأبرزها القرار الواضح والصريح لمحكمة العدل الدولية بضرورة وقف العنف”. استهداف مدينة رفح وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني”.
الموقف الأمريكي
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من تويتر. موافقتك مطلوبة قبل عرض أي مادة لأنها قد تحتوي على ملفات تعريف الارتباط وأدوات تقنية أخرى. قد تفضل المشاهدة سياسة ملفات الارتباط لتويتر وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، حدد “موافقة وإكمال”.
تحذير: بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية تغريدة تويتر
دعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل إلى اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين بعد الغارة العسكرية على رفح، مع التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، ونحن نعلم أن هذه الغارة قتلت اثنين من كبار إرهابيي حماس المسؤولين عن هجمات ضد المدنيين الإسرائيليين”.
وأضاف المتحدث: “لكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين”، مضيفًا أن الحكومة الأمريكية “تتعاون بشكل فعال” مع الجيش الإسرائيلي وآخرين على الأرض لتقييم ما حدث.
وعلى المستوى البرلماني، وصفت ألكسندريا أوكازيو كورتيز، النائبة الديمقراطية البارزة في مجلس النواب، الغارة بأنها “فظائع لا يمكن الدفاع عنها”.
وقالت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين: “لقد حان الوقت لكي يفي الرئيس بتعهده ويعلق المساعدات العسكرية”.
وقالت النائبة أيانا بريسلي نشرت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي: “صور مروعة ومؤلمة ظهرت من رفح الليلة الماضية”، متسائلا: “إلى متى ستقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي بينما الجيش الإسرائيلي يذبح ويشوه الأطفال الفلسطينيين؟”.
وصفت الممثلة الأمريكية من أصل فلسطيني رشيدة طليب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه “مهووس بالإبادة الجماعية”.
قالت في نشرت على منصة X: “ما حدث كان مقصوداً. لا يمكنك أن تقتل بالخطأ أعداداً كبيرة من الأطفال وأسرهم مراراً وتكراراً ثم تقول: لقد كان خطأً”.
ويواجه بايدن ضغوطا متزايدة داخل حزبه لتقليل الدعم الأمريكي لإسرائيل، حتى قبل الغارة على رفح، كما أن ما يقرب من نصف الناخبين الديمقراطيين لا يوافقون على طريقة تعامل بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز/إبسوس مؤخرا.
إدانة المظاهرات
وخرج مئات المتظاهرين حول العالم للتعبير عن غضبهم بعد الغارة الجوية الإسرائيلية؛ وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ساروا تحت المطر في مدينة نيويورك وهتفوا: “المقاومة مبررة عندما يكون الشعب محتلاً”.
كما تجمع المئات أمام مقر المفوضية الأوروبية في برشلونة وخارج وزارة الخارجية في مدريد للمطالبة بتشديد القبضة على إسرائيل وفرض عقوبات أشد عليها.
وتأتي المسيرات قبل يوم من اعتراف إسبانيا رسميا بدولة فلسطين، وهو ما من المقرر أن يعلنه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، إلى جانب أيرلندا والنرويج، الثلاثاء.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، تجمع الآلاف بالقرب من السفارة الإسرائيلية احتجاجا على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وعلى المستوى العربي، شارك عدد من المواطنين والناشطين في تونس في وقفة احتجاجية منددة بما سمي بـ”محرقة الخيام”، رافعين شعارات مؤيدة للقضية الفلسطينية ومطالبة بتجريم التطبيع.
قال الأمين العام لحزب العمل التونسي حمة الهمامي، إن ما يحدث هو “مجزرة جديدة في إطار حرب الإبادة التي تشن ضد الشعب الفلسطيني في غزة”، مستنكرا ما وصفه بـ”التواطؤ الإمبريالي الأمريكي”. مع إسرائيل في «حرب الإبادة».