مصدر الصورة، صور جيتي
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على محور فيلادلفيا الاستراتيجي الواقع على الحدود بين غزة ومصر، فيما يصوت مجلس الأمن، الخميس، على مشروع قرار لوقف الهجوم على رفح.
ويطالب مشروع القرار الذي قدمته الجزائر مجلس الأمن بإصدار قرار يلزم إسرائيل “السلطة القائمة بالاحتلال، بالوقف الفوري لهجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح”.
ويدعو مشروع القرار إلى “وقف فوري لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف، ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ويطالب أيضا الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم”.
علق روبرت وود، نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، على نص قدمته الجزائر يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإنهاء الهجوم الإسرائيلي في رفح، بأن أي مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة “قد لا تكون فعالة”. “مفيد.”
وزعت الجزائر، الثلاثاء، مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف الهجوم الإسرائيلي على رفح، بالإضافة إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، وذلك بعد غارة إسرائيلية على أحد، استهدفت مخيما للنازحين في رفح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس في غزة، قُتل 45 شخصًا.
وقال وود في تصريح صحفي: “قلنا منذ البداية أن أي (نص) إضافي يتعلق بالوضع الحالي قد لا يكون مفيدا، ولن يغير الوضع على الأرض”.
وأضاف: “لا نعتقد أن قرارا جديدا سيغير الوضع على الأرض”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة التي لا تتردد في استخدام حق النقض (الفيتو) في المجلس لحماية حليفتها إسرائيل، تدعم دائما المفاوضات للتوصل إلى حل. هدنة في المنطقة.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن النص الجزائري “غير متوازن” ولا يشير إلى أن حركة حماس مسؤولة عن هذا الصراع، معتبرا أن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار “قادر على ذلك”. لوضع حد للحرب.” بقبول اتفاق الهدنة.
ولم تسفر المحادثات غير المباشرة التي جرت مطلع شهر مايو الماضي بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، عن التوصل إلى اتفاق هدنة يتضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في قطاع غزة. السجون الإسرائيلية.
“فيلادلفيا شريان الحياة”
وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري يوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية فرضت “سيطرة عملياتية” على ممر فيلادلفيا في الأيام الأخيرة، واصفا إياه بأنه “شريان الحياة” لحركة حماس، التي “تهرب الأسلحة بشكل منتظم إلى قطاع غزة”.
محور فيلادلفيا أو صلاح الدين هو منطقة يبلغ عرض أجزاء منها حوالي 100 متر (330 قدم)، وتمتد على طول حدود غزة مع مصر. ويبلغ طولها 13 كيلومترا (8 أميال)، وتقع في المنطقة العازلة وفقا لمعاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979.
وقال هاجاري إن الجيش عثر هناك على نحو 20 نفقا تستخدمها حماس لتهريب الأسلحة إلى غزة، مضيفا أن القوات تجري تحقيقا وتقوم بتدمير الأنفاق التي عثر عليها في المنطقة.
ومساء الأربعاء، نفى مصدر مصري رفيع المستوى، التصريحات الإسرائيلية، ووصفها بـ”الأكاذيب” التي “تعبر عن حجم الأزمة التي تواجه الحكومة الإسرائيلية”.
واتهم المسؤول المصري إسرائيل باستخدام هذه المزاعم لتبرير عمليتها العسكرية في رفح جنوب قطاع غزة، وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية، بحسب ما نقلته قناة القاهرة الإخبارية.
ونقلت القناة عن المصدر قوله إنه “لا توجد اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن مزاعم وجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر”، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الجانبين المصري والإسرائيلي.
التهريب «مستحيل فوق وتحت الأرض»
مصدر الصورة، صور جيتي
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المتحدث العسكري الإسرائيلي قال لاحقا في مؤتمر صحفي إنه لا يستطيع تأكيد أن جميع الأنفاق التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي تعبر إلى مصر.
وسبق أن أكدت مصر أنها دمرت الأنفاق الحدودية عام 2013، قائلة إنها كانت تستخدم لنقل المقاتلين والأسلحة خلال الحرب التي خاضتها مصر منذ سنوات ضد المسلحين في شمال سيناء.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، إن مصر دمرت هذه الأنفاق بالكامل، وعززت الرقابة على الحدود، في خطوة “تجعل أي عملية تهريب مستحيلة، لا فوق الأرض ولا تحتها”.
واتهم رشوان إسرائيل باستخدام هذه الاتهامات لتبرير احتلالها غير القانوني لمحور فيلادلفيا.
وأشار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية إلى أنه يجب على إسرائيل “التأكد مع المصريين من أن التهريب لا يحدث عبر الأنفاق” تحت الحدود.
وتصر إسرائيل على ضرورة سيطرتها على رفح لتحقيق النصر في حربها ضد حماس في غزة، والتي جاءت بعد هجوم الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واعتقال 252 آخرين في القطاع.
وأدت الغارات والعمليات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني في مختلف أنحاء قطاع غزة منذ بداية الصراع، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة.
وتصاعدت التوترات بين مصر وإسرائيل منذ سيطرة القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح قبل ثلاثة أسابيع، كجزء من هجومها ضد حماس.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قُتل جندي مصري في تبادل لإطلاق النار بين القوات المصرية والإسرائيلية في المنطقة الحدودية.
ومنذ وصول حماس إلى السلطة في القطاع الفلسطيني عام 2006، أبقت مصر القنوات مفتوحة على الرغم من تشديد الرقابة على الحدود.
ولعبت مصر دور الوسيط في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.
استمرار الهجوم على رفح
مصدر الصورة، وكالة فرانس برس
ورغم الإدانة الدولية لقصف مخيم للنازحين في رفح الأحد الماضي، والذي أدى إلى مقتل نحو 45 فلسطينيا، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على المدينة المزدحمة منذ 7 مايو/أيار الماضي، بهدف القضاء على آخر معقل لحركة حماس.
وشهدت مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة، الأربعاء، مداهمات ومعارك في الشوارع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، بعد يوم من تمركز دبابات إسرائيلية في وسط المدينة.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن مروحيات أطلقت نيراناً كثيفة على القطاعين الشرقي والأوسط لمدينة رفح الفلسطينية، مدعومة بالمدفعية والقنابل الدخانية.
ومنذ 6 مايو/أيار، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرا للفلسطينيين بإخلاء الأحياء الشرقية لمدينة رفح قبل دخول دباباته، ما أدى إلى فرار نحو مليون فلسطيني من المدينة المكتظة بأكثر من 1.4 مليون فلسطيني. معظمهم نزحوا من مناطق أخرى.
جدير بالذكر أن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال إنه يتوقع أن تستمر الحرب ضد حماس في غزة حتى نهاية العام الجاري على الأقل.