- مؤلف، عدنان البرش وسيان السعدون
- دور، بي بي سي نيوز
تحذير: تحتوي هذه المقالة على تفاصيل قد يجدها البعض مزعجة
وفي مستشفى شهداء الأقصى نفدت أكفان الموتى وأي مواد قد تستخدم في التكفين.
وتكدست الجثث في الخارج، حيث أقيمت صلاة الجنازة، ولم يكن من الممكن سماع سوى أصوات صرخات أقارب القتلى وهم يتدحرجون في التراب حزنا وألما.
وفي داخل المستشفى، يحاول الأطباء علاج الجرحى وإنقاذ من يعانون من إصابات خطيرة. لكن مخزون الأدوية والأدوات الطبية يتناقص يوما بعد يوم.
وشاهد مراسل بي بي سي عربي عيادة طبية تكتظ بالقتلى والجرحى نتيجة الغارات الإسرائيلية، والأطباء يتسابقون مع الزمن لإنقاذ حياة من يمكن إنقاذهم.
ولا يمكن نشر بعض الصور التي التقطت يوم الأحد في المستشفى لرعبها، إذ كان من بين القتلى أطفال بينهم رضع.
يقول أحد العاملين في المستشفى: “نحن هنا منذ الفجر، وجثث قتلى الغارات الإسرائيلية تتوالى الواحدة تلو الأخرى حتى امتلأت ساحة المستشفى بالكامل، بالإضافة إلى الجثث التي كانت موجودة بالفعل في الثلاجات، والتي كما تم ملؤها داخل وخارج مبنى المستشفى.
“ليس لدينا ما يكفي من التوابيت، لأن أعداد القتلى مذهلة، وجميع الجثث تصل إلى أشلاء ومحطمة، ولا نستطيع تحديد هوية القتيل لأن الجثث مشوهة ولا يمكن التعرف عليها”.
ويصف الرجل الوضع بأنه “لا يطاق”، مضيفا: “رغم كل ما مررنا به في الماضي، إلا أن ما نراه اليوم يفوق كل خيال”.
وتشهد مستشفيات أخرى أوضاعا مماثلة، نظرا لاستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة للأسبوع الثالث، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي مستشفى القدس بمنطقة تل الهوى بمدينة غزة، سقطت قنابل إسرائيلية على مجموعة من المباني المجاورة، بينما كان فريق من 23 طبيبا وممرضا يعالج 500 جريح، بحسب رسالة تلقتها بي بي سي من أحد الأطباء.
وقال طبيب، لم يكشف عن هويته خوفا على سلامته، في رسالة صوتية، إن المدنيين الذين لجأوا إلى المستشفى يعيشون في “رعب دائم”.
وفي ظل الأوضاع التي توصف بـ«الكارثية»، يحتار الأطباء في تحديد من سيعالج أولاً، فيما ينتظر الباقون دورهم في الطابور.
وأرسل لنا الدكتور مادس جيلبرت، من فريق طب الطوارئ في لجنة المساعدات النرويجية، رسالة صوتية قال فيها: العديد من الجرحى ينتظرون العمليات الجراحية منذ أيام.
وانخفض عدد الأطباء لأن بعضهم استشهد في الغارات الإسرائيلية، والبعض الآخر لم يتمكن من الوصول إلى المراكز الصحية، في حين أن هناك 1200 شخص في مبنى واحد تركوا منازلهم ولجأوا إلى المستشفى.
ويقول الطبيب: «لدينا 120 شخصًا إصاباتهم خطيرة، و10 مرضى على جهاز التنفس الصناعي، إضافة إلى 400 مصاب بأمراض مزمنة».
وكرر الجيش الإسرائيلي تحذيراته للجميع في شمال القطاع بالتوجه إلى جنوب وادي غزة “حفاظا على سلامتهم”. تقع مدينة غزة إلى الشمال من وادي غزة، وإلى جنوبها مدينة دير البلح.
ونزح مئات الآلاف من الأشخاص إلى جنوب غزة، ولكن بقي آلاف آخرون في منازلهم في الشمال.
المستشفيات في غزة بحاجة ماسة للمعدات الطبية. وأخيراً تمكنت ثلاث شحنات صغيرة من الدخول إلى القطاع. ويشير متحدث باسم منظمة المعونة الفلسطينية إلى أن 500 شاحنة مساعدات كانت تدخل غزة يوميا قبل الحرب.
ورغم دخول بعض المواد الغذائية والمعدات الطبية، إلا أن الوقود لم يجد طريقه إلى غزة منذ اندلاع الحرب. تعتمد المستشفيات على المولدات لتوفير الطاقة لمعداتها.
ونبهت اليونيسف مؤخرا إلى وجود 120 طفلا رضيعا في الحاضنات، من بينهم 70 طفلا مبتسرا، يتلقون تنفسا صناعيا، وتعتمد حياتهم على مولدات احتياطية تم تشغيلها بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء عن غزة.
ويزعم المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أن حماس تحتفظ بالوقود للاستخدام العسكري ولا تجعله متاحًا للاستخدام المدني.
ويقول فخر شلتوت، مدير جمعية “العون الطبي لفلسطين” الخيرية، إن بعض الأطفال (الجدد) ولدوا خلال المعارك الأخيرة”.
وأضافت في مقابلة مع بي بي سي: “هناك طفل حديث الولادة يبلغ من العمر 32 أسبوعًا أنقذه الأطباء، بينما قُتلت والدته في غارة جوية إسرائيلية، وهو الناجي الوحيد، بعد كل أفراد عائلته الآخرين”. قُتلت العائلة.”
وتقول إن الموت لا مفر منه وعلى الأطفال الآخرين الذين معه إذا توقفت مولدات الكهرباء واستمرار نقص الوقود اللازم لتشغيلها.