مصدر الصورة، صور جيتي
- مؤلف، محمد محمد عثمان
- دور، مراسل بي بي سي للشؤون السودانية
ووقع رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية عبد الله حمدوك اتفاقا مع فصيلين مسلحين يطالبان بإنهاء الحرب وينصان على تقرير المصير وعلمانية الدولة.
ووقع حمدوك الاتفاق مع رئيس حركة تحرير السودان في دارفور عبد الواحد محمد نور، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال عبد العزيز الحلو، في نيروبي بحضور الرئيس الكيني ويليام روتو.
وينص الاتفاق المسمى بإعلان نيروبي على الدعوة لوقف الحرب وإقامة الدولة المدنية ومنح حق تقرير المصير لشعب السودان في حال عدم إدراج مبادئ الاتفاق في الاتفاق الدائم للبلاد. دستور.
ودعا الإعلان إلى إقامة دولة علمانية غير منحازة تقف على مسافة واحدة من الأديان والثقافات والهويات، بالإضافة إلى إقامة دولة مدنية يتقاسم فيها جميع السودانيين ويتساوىون في السلطة والثروة، و ضمان حرية الدين والفكر.
ودعا الاتفاق طرفي الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتمهيد الطريق لوقف دائم للأعمال القتالية في كافة مناطق البلاد.
مصدر الصورة، صور جيتي
تشكيل جيش وطني واحد
كما أكد الاتفاق على ضرورة تشكيل جيش وطني سوداني بعقيدة عسكرية جديدة تعكس كل السودانيين.
ويشهد السودان حربا دامية منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالبلاد.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، أدت الحرب إلى مقتل أربعة عشر ألف شخص وأجبرت نحو مليوني شخص على ترك مناطقهم، إضافة إلى دمار كبير في البنية التحتية.
ويرأس حمدوك تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “التقدم” التي تتكون من أحزاب سياسية وفصائل مسلحة وتجمعات نقابية، وتسعى إلى تشكيل تحالف واسع لوقف الحرب.
لكنه وقع الاتفاق مع نور بصفته رئيسا سابقا للوزارة وليس رئيسا لتنسيقية القوات المدنية.
وفي هذا الصدد أوضح المتحدث باسم حركة تحرير السودان محمد الناير أن الحركة لم تعترف بتنسيق القوى المدنية والعديد من القوى السياسية والفصائل المسلحة.
وقال لبي بي سي إن “الحركة تطلبت توقيع حمدوك بصفته رئيسا للوزراء سابقا وليس كرئيس للتقدم”.
مصدر الصورة، صور جيتي
المعارضة السابقة لعلمانية الدولة
وبرزت حركة تحرير السودان بقيادة نور ضمن الفصائل المسلحة التي واصلت قتال حكومة الرئيس المخلوع عمر البشير منذ نحو ثلاثة عقود، لكنها رفضت الاعتراف بالحكومة الانتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.
وتقول إن الحكومة الانتقالية ليست سوى امتداد لنظام البشير في ظل وجود قيادات الجيش فيها بعد اتفاق تقاسم السلطة مع المدنيين.
أما الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الحلو فتسيطر على مناطق واسعة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وظلت قواتها على الحياد منذ بدء الحرب في السودان قبل أكثر من عام.
وسبق أن وقع حمدوك اتفاقا مماثلا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان عندما كان رئيسا للوزراء، لكن الاتفاق -حينها- لاقى معارضة قوية من قادة الجيش الذين كانوا يتقاسمون السلطة معه على أساس مطلبه بعلمانية الدولة.
وعاد قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان ووقع اتفاقا مماثلا مع الحلو في مارس 2021، لكن الاتفاق لم ينفذ بعد أن قاد البرهان انقلابا على الحكومة المدنية في أكتوبر من العام نفسه.
“تباين المواقف”
وفور الإعلان عن الاتفاق تباينت ردود أفعال العديد من الأحزاب والتنظيمات السياسية بين مؤيد ورافض ومتحفظ على بعض بنود الاتفاق.
ورحبت الجبهة الثورية التي تتكون من بعض الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية بالاتفاق.
وقال بيان صادر عنها إن الاتفاق خطوة مهمة في تشكيل جبهة رئيسية لوقف الحرب.
“تؤكد الجبهة الثورية على المبادئ والأهداف التي تضمنها إعلان نيروبي، وهي تتفق تماما مع رؤية الجبهة الثورية، خاصة تلك التي تدعو إلى وقف الحرب وتهدف إلى إقامة حكم مدني ديمقراطي اتحادي يضمن حرية الدين وحرية التعبير”. الفكر وفصل الهويات الثقافية والعرقية والدينية والمناطقية عن الدولة”.
أما حزب الأمة القومي الذي يعتبر أحد أبرز مكونات تنسيقية القوى المدنية فقد رحب بالاتفاق بحذر.
وأعرب في بيان له عن تحفظه على بعض بنود الاتفاق، بما في ذلك مسألة علمانية الدولة وتقرير المصير.
وجاء في الإعلان: أن القضايا الخلافية سيناقشها المؤتمر الوطني الدستوري، خاصة طبيعة الدولة ومسألة الدين والدولة والهوية ونظام الحكم، ويوافق عليها برلمان منتخب.
وأضاف بيان الحزب أن “حزب الأمة القومي يدرك تعقيدات المشهد السوداني بسبب الحرب، لذلك يعمل الحزب ضمن التنسيق الذي يعزز نجاح المؤتمر التأسيسي لإدارة حوار شفاف حول قضايا إعادة بناء السودان”. الدولة، من أجل الاتفاق على الرؤية السياسية للتحالف، ومن ثم مناقشة هذه القضايا بمشاركة كافة الأطراف”. المجلس الوطني في طاولة مستديرة لإيجاد حل للأزمة السودانية.
واعتبر زعيم تحالف الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية الموالية للعسكر، مبارك أردول، أن اتفاق نيروبي لا قيمة له.
وقال في منشور له على فيسبوك “لم أكن معنيا بمضمون ميثاق نيروبي لسببين. الأول لأنه تم توقيعه مع طرف لا يملك شيئا وهو في أحسن الأحوال عميل لقوى أخرى”.
ومضى يقول إنه من الأفضل البحث عن طرق جديدة للخروج من الأزمة وعدم المضي قدما بإضاعة الوقت.