السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةوظائفتونس تفكك ألغام الإخوان.. نحو دحر “الإرهاب المؤسسي”

تونس تفكك ألغام الإخوان.. نحو دحر “الإرهاب المؤسسي”

وزرعوا ألغامهم لدعم مجارفهم في مهاجمة دوائر القرار إلى درجة أصبحت المؤسسات الحكومية أوكاراً تخدم أجندتهم ومصالحهم على حساب الشعب.

إنهم جماعة إخوان تونس، التنظيم الذي أطاح به الشعب بعد أكثر من عقد من الحكم الظالم والأداء الباهت، ويواجه اليوم ثمن فظائعه كجزء من عملية إصلاحية تطمح إلى بناء دولة خالية من التطرف.

ومن القرارات المحورية التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد ضمن هذا المسار، تطهير المؤسسات الحكومية من براثن الإخوان، من خلال أمر رئاسي صدر في 21 سبتمبر الماضي، ودخل حيز التنفيذ مؤخرا.

ومؤخراً، شدد سعيد على ضرورة البدء بمراجعة كافة التكليفات التي تمت خلال العقد الماضي، في إطار جهوده لتطهير مؤسسات الدولة من “التكليفات العشوائية”.

ويهدف قانون مراجعة التعيينات في المؤسسات الحكومية إلى مراجعة التعيينات التي تمت على أساس “ولاءات وشهادات مزورة”.

بداية

وقبل يومين ترأس رئيس مجلس الوزراء أحمد الحشاني اجتماع اللجنة القيادية لإجراء التدقيق الشامل على عمليات التوظيف والإدماج في الوظائف الحكومية التي تمت في الفترة من 14 يناير 2011 إلى 25 يوليو 2021 تاريخ الانتخابات الرئاسية. القرارات التي كانت إيذانا ببدء عملية الإصلاح.

تتكون لجنة قيادة عمليات التدقيق من رئيس الوزراء ورؤساء الهيئات التنظيمية الحكومية وثلاثة قضاة. ويقوم بدوره بتشكيل لجان التدقيق التي تنهي عملها خلال شهرين من مباشرة مهامها.

وكانت وزارة الداخلية أولى الوزارات التي أطلقت عمليات التدقيق، وهي من أكثر الوزارات التي امتلأت بالمستفيدين مما يسمى “العفو التشريعي العام” خلال العقد الماضي.

ومكن مرسوم عرف بـ”العفو التشريعي العام” صدر في 19 فبراير/شباط 2011، حركة النهضة من تعيين نحو 7000 موظف، أغلبهم من أعضاء جماعة الإخوان ومناصريهم، في المؤسسات الحكومية، في تعيينات تهدف إلى تطبيق حكم الإخوان. نظرية «التمكين»، وهي من أبرز القواعد الراسخة في فكر الجماعات الإخوانية.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، إطلاق عملية تدقيق لجميع المهام والتعيينات في مختلف الأجهزة الأمنية.

وبين عامي 2012 و2013، قام الإخوان بتلغيم المؤسسات الحكومية المختلفة مع أنصارهم في محاولة لاحتكار عجلات الإدارة، بالإضافة إلى زرع أنصارهم في وزارة الداخلية وظهور ما سمي بالأمن الموازي.

وفي 2019، أعلنت النيابة العامة التونسية فتح تحقيق في معلومات تشير إلى امتلاك حركة النهضة جهازا أمنيا سريا موازيا للدولة، واتهمت هذا الجهاز بالتورط في اغتيالات سياسية.

اعترف وزير الداخلية التونسي الأسبق لطفي بن جدو، بأن حركة النهضة الإخوانية “تمتلك أجهزة تنصت تفوق قدرات الجيش والأمن في البلاد، وهي معدات على شكل حقائب قادرة على التقاط 4000 مكالمة في وقت واحد، وعادة ما تكون يتم نقلها على متن سيارات مغلقة.”

وسبق أن أعلنت جهات التحقيق التونسية، خلال السنوات الماضية، طبيعة عمل الجهاز السري لجماعة الإخوان، والذي يضم جهاز مخابرات داخل الدولة يتكون من 21 ألف عضو تم دمجهم في المؤسسات الحكومية وفقا لقانون العفو التشريعي العام، و تعيينهم في وظائف حساسة

شهادات مزورة

ويرى الخبير الاقتصادي والمالي التونسي عز الدين سعيدان، في تعليقه على الموضوع، أن هذه التخصيصات العشوائية تكلف الدولة ما بين 3 و4 مليارات دينار سنويا، أي ما يعادل نحو مليار دولار.

وقال سعيدان، في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن “عدد التعيينات التي تمت بناء على شهادات أكاديمية مزورة ولم تحترم شروط التناظر تتراوح بين 100 ألف و200 ألف”.

وأكد أن “تطهير الإدارة من هذه التعيينات العشوائية سيخفف على موازنة الدولة هذه الخسائر المالية”.

وأوضح سعيدان أن “المعلمين والمهندسين والأطباء يبدأون اليوم عملهم ويمارسون المهنة بشهادات مزورة”، مشدداً على ضرورة إنقاذ المؤسسات الحكومية وإصلاحها ووضع حد للاقتراض والديون من أجل إنقاذ الموظفين.

من جانبه، قال رئيس الجمعية التونسية لمكافحة الفساد، إبراهيم المساوي، إن “الشهادات الأكاديمية المزورة تمثل نحو 100 ألف من إجمالي نحو 500 ألف وظيفة حكومية جديدة بعد 2011”.

وأضاف الميساوي، في تصريح لـ”العين الإخبارية”: “فيما يتعلق بملف التكليفات والشهادات الدراسية المزورة الذي تم الكشف عنه حتى الآن، فإن وزارة التربية والتعليم تتصدر القائمة بنسبة 13% تليها المالية بنسبة 11%”. ثم الداخلية بنسبة 5% والزراعة بنسبة 8%.

وشدد على أن “تزوير الشهادات العلمية قضية فساد كبيرة ساهمت في إفلاس الخدمة العامة وإغراقها بانتدابات الموظفين التي بلغ عددها نحو 217 ألف موظف في القطاع العام قبل 2011، ارتفع إلى 800 ألف موظف، مما ساهم في عدم قدرة المؤسسات على القيام بواجباتها وإفلاسها”.

وأشار إلى أن “جميع الحكومات المتعاقبة أرادت السيطرة على الإدارة (المؤسسات الحكومية) حتى يتم توجيه القرارات والإمكانات لخدمة مصالحها”.

وأشار الميساوي إلى أن “هذه الشبهات تشمل العديد من المؤسسات مثل وزارات التربية والصحة والداخلية وغيرها من الإدارات، وتم الحصول عليها بناء على شهادات أكاديمية غير صحيحة من تونس ودول أجنبية”.

وفي تصريحات سابقة، أكد وزير الوظيفة العمومية التونسي الأسبق عبيد البريكي، أن عدد المشمولين بالعفو التشريعي العام منذ 2011 بلغ نحو 7 آلاف شخص.

وأوضح البريكي حينها أن قيمة التعويضات التي تمتع بها المشمولون بالعفو التشريعي العام بلغت نحو 143 مليون دينار (نحو 50 مليون دولار) والتي وقع على وثيقتها الياس الفخفاخ عندما كان وزيرا للمالية بالإضافة إلى استمتاعهم بالترقيات.

وأشار أيضًا إلى أن التكليفات الجديدة في الوظائف الحكومية بعد عام 2011 كانت في معظمها لأعضاء أو أنصار حركة النهضة الإخوانية.

تعيينات الاخوان

وضمت تعيينات المتمتعين بـ”العفو التشريعي العام” أسماء ثقيلة، من بينها ترشيح الإرهابي السابق طارق المعروفي، أحد مؤسسي الجيل الأول من الإرهابيين التونسيين في أوروبا، لمنصب بارز في وزارة الكهرباء والغاز. شركة (حكومية)، والأشخاص الذين لم يكونوا أعضاء في الجماعة هم رفاق الإخوان في السجون.

أشارت دراسة أنجزها المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية التابع لرئاسة الجمهورية، إلى أن نحو 6839 مستفيدا من العفو التشريعي العام تم تكليفهم بشكل عشوائي بالوظائف العامة بعد 2012 دون إجراء منافسة.

وتعد وزارة التربية والتعليم من أكثر الوزارات التي استهدفها الإخوان والتي شهدت انتدابات عشوائية بتعيين أنصار للتنظيم بعد تزوير شهادات دراسية في مناصب معلمين وأساتذة، في إطار خطة تدميرية وإطلاق نار على هذا الجيل الجديد. الذي يدرسه القوم الظالمون. كفؤ.

وسبق أن أكد الوزير الأول الأسبق الحبيب الصيد (2015-2016) في مذكراته التي صدرت تحت عنوان “الحبيب الصيد في الذاكرة”، أن ملف العفو التشريعي سنة 2011 اتسم بنوع من الارتجال.

وأضاف السعيد أن “القائمة ضمت فئات مختلفة من معتقلي الرأي بينهم سياسيون وناشطون في مجال حقوق الإنسان ومنهم إرهابيون وصل عددهم في الملف إلى نحو 1200 سجين على أحكام قانون الإرهاب ومن بينهم بعض المحكوم عليهم بالإعدام”. “.

وذكر حبيب السعيد في كتابه أن ما لفت انتباهه هو إدراج العديد من السجناء في حق التمتع بالعفو رغم التهم الخطيرة التي أدينوا بها، وخاصة جرائم القتل.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDpiOjplIA== جزيرة إم آند إم نحن

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات