السبت, يوليو 27, 2024
الرئيسيةأخبار مصرتركيا.. ما قصة سحب الجنسية من القائم بأعمال مرشد “الإخوان”؟

تركيا.. ما قصة سحب الجنسية من القائم بأعمال مرشد “الإخوان”؟

بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، وقبل زيارة أخرى مقررة لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، أصبحت الأضواء تركز بشكل كبير على أحد أبرز الملفات الخلافية بينهما، وهو ملف جماعة الاخوان المسلمين.

وبينما نشرت وسائل إعلام عربية خلال اليومين الماضيين تقارير تفيد بأن أنقرة “سحبت الجنسية” من القائم بأعمال مرشد الجماعة محمود حسين وأبلغته بضرورة مغادرة البلاد، لم يصدر أي تعليق رسمي يؤكد أن هذا الإجراء قد تم بالفعل. تم أخذه. إذن ما هي القصة؟ ما مدى صحة التقارير المنتشرة على نطاق واسع؟

ويعتبر حسين أحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وتولى منصب القائم بأعمال مرشد الجماعة بعد وفاة إبراهيم منير في العاصمة البريطانية لندن، في ديسمبر 2022.

ورغم أنه ليس الوحيد الذي يقيم على الأراضي التركية منذ سنوات طويلة، فإن “تقارير سحب الجنسية” وضعت اسمه نقطة من شأنها أن تعطي إشارة إلى ما سيكون عليه شكل الجماعة في تركيا بعد “التاريخي” التقارب بين أردوغان والسيسي.

هل قمت بالفعل بسحب جنسيتك؟

وحظرت محكمة مصرية نشاط الجماعة وجمدت أموالها، قبل أن تعلن القاهرة في ديسمبر/كانون الأول 2013 أن جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”، بعد أربعة أشهر من القبض على مرشدها محمد بديع.

لكن تركيا لا تصنف الجماعة نفسها منظمة “إرهابية”، وسبق أن اعتبرها وزير الخارجية التركي الأسبق مولود تشاووش أوغلو “حركة سياسية”.

وقال في أبريل 2021: “السياسة الخارجية التركية لا تقوم على الأفراد أو الأيديولوجيات”.

ونفى مدحت الحداد، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، في حوار مع موقع الحرة، ما تردد عن سحب جنسية حسين بعد عودة الرئيس التركي من مصر، رغم حديثه عن “خطأ نظامي (فني) حدث قبل شهر ونصف.”

وأضاف الحداد أن «الخطأ» أدى إلى عدم ظهور بيانات المرشد العام للجماعة مع زوجته وأفراد عائلته، فيما تجري حالياً عملية استعادتها، مؤكداً أن «ما حدث انه خطأ.”

وتتقاطع المعلومات المذكورة مع أخرى نشرتها الكاتبة التركية إليف جاكير في صحيفة “قرار” الأربعاء، بعد أن قالت إنها التقت بشخص مقرب من حسين أخبرها أنه أصبح مواطناً تركياً منذ خمس سنوات، وذلك من خلال شراء العقارات.

وقبل شهرين «اتصل به مكتب السجل المدني وأبلغه بإسقاط جنسيته»، وبعدها تم إبلاغ السلطات الحاكمة بوضعه، وقيل له إن «هناك خطأ وسيتم تصحيحه». قال المؤلف شاكر.

وأضافت: “لم يحدث أي تطور الآن”، قبل أن تشير إلى أن “مسؤولين حكوميين التقوا بحسين وأبلغوه أن ملفه موجود لدى الرئيس أردوغان، وأنه سيتم استعادة جنسيته”.

وكان الحسين قد جاء إلى تركيا “قبل يومين من انقلاب السيسي (تموز/يوليو 2013) وبقي في بلادنا بعد ذلك”، بحسب الكاتب التركي.

وتوضح أن الشخص المقرب منه ذكر أن “هناك حاليا 30 ألف مصري في بلادنا فروا من السيسي وجاءوا إلى بلادنا”.

“تحذيرات وتأكيدات”

ولا تعتبر جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها داخل تركيا الملف الإشكالي الوحيد بين تركيا ومصر في الفترة التي تلت حكم السيسي. بل تضاف إليها ملفات شائكة أخرى تتعلق بالساحة الليبية وغاز شرق المتوسط.

لكن وضع «الجماعة» في الوقت الحاضر وفي المستقبل موضع اهتمام، إذ إن الطريقة التركية الجديدة في التعامل معها ستكون جزءاً من تقدم العلاقات بين أنقرة والقاهرة.

ويوضح المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن العلاقات المصرية التركية بدأت “بصفحة جديدة مع إغلاق صفحة الخلافات، رغم بقاء بعض القضايا الشائكة التي لم يتم حسمها بشكل نهائي”.

ويضيف رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية، أشرف العشري، أن “العلاقات المصرية التركية تشهد الآن طفرة إيجابية”.

وقال لموقع الحرة، إن “زيارة أردوغان تضمنت مناقشة القضايا والخلافات الخلافية، خاصة فيما يتعلق بالإخوان والمنابر الإعلامية وبعض الشخصيات”.

ويبدو واضحاً بعد زيارة أردوغان الأخيرة إلى القاهرة، والتصريحات الإيجابية التي تلتها، أن هناك “رغبة مشتركة في فتح قنوات الحوار والوصول إلى حلول مرضية، مع تفهم وجهة نظر الطرفين”، بحسب ما يرى كاتب أوغلو. في حواره مع موقع الحرة.

ويوضح أن “جماعة الإخوان قضية شائكة حقا”، وأن تركيا “لا تجرم الفكر ولا تصنفه إرهابيا”، وبالتالي “لن ولم تقم بتسليم أي عضو منها أو أي معارض مصري آخر” يلتزم بالقوانين التركية”.

لكن المحلل السياسي التركي يشير إلى أن “أنقرة وجهت تحذيرات مهمة للأشقاء المصريين بشأن المعارضة السياسية سواء الإخوان أو غيرهم”.

وجاء في مضمون هذه التحذيرات: “لا تستخدموا تركيا كمنصة للهجوم على مصر وسيادتها ودولتها، لأن ذلك سيضر بالمصالح المتنامية والصفحة الجديدة التي يتم تطويرها الآن”.

بدوره، قال رئيس تحرير الصحيفة المصرية، إن “القاهرة تلقت تأكيدات كثيرة من تركيا بأنها ستتعامل مع ملف الإخوان بشكل تدريجي، وأن الأمر سيستغرق بعض الوقت”.

ويضيف العشري: “الأمر بدأ مع سحب محمود حسين جنسيته”، كما يقول، و”هناك تحسن آخر على مستوى جدولة اجتماعات الجهات المختصة لبحث إمكانية تسليم بعض المطلوبين”.

“خطوات حسن النية”

واتفق الزعيمان (أردوغان والسيسي) في القاهرة على أن يقوم الرئيس المصري بزيارة تركيا في إبريل المقبل. جاء ذلك بعد التوقيع على مذكرات التفاهم والإعلان المشترك لإعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي بين مصر وتركيا.

وأشار أردوغان في تصريحات للصحفيين بعد عودته من القاهرة إلى أنه بحث مع السيسي العلاقات التركية المصرية التي اكتسبت زخما خلال الفترة الأخيرة في كافة المجالات بما في ذلك الصناعة العسكرية والدفاعية.

وقال السيسي أمامه إن العلاقات بين البلدين خلال سنوات القطيعة شهدت تواصلا مستمرا على المستوى الشعبي، كما شهدت نموا في العلاقات التجارية والاستثمارية خلال تلك الفترة.

ورغم أن الزعيمين لم يتطرقا إلى القضايا الإشكالية بينهما في تصريحات، إلا أن مراقبين من البلدين يشيرون إلى أن أنقرة والقاهرة بصدد تشكيل لجان متخصصة لمتابعة القضايا، بما في ذلك قضايا الإخوان المسلمين وليبيا وشرق المتوسط. .

ويرى منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن «فترة التقارب الطويلة بين مصر وتركيا كانت بسبب رفض الأخيرة رفع الغطاء عن الجماعة».

وبعد التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة، تسارعت خطوات البلدين، فيما اتجهت تركيا إلى “التخلي قليلاً عما تمسكت به سابقاً”، كما يقول أديب لموقع “الحرة”.

وأضاف: “كما أنها رفعت الغطاء عن قيادات الحركة أو أمرتهم بالرحيل، دون انتقاد الحكومة المصرية أو وسائل الإعلام المملوكة لها بشكل مباشر”.

من جانبه، يقول المحلل كاتب أوغلو: “إن العلاقات التاريخية العميقة والتغيرات الجيوسياسية تتطلب من مصر وتركيا تنحية الملفات الخلافية جانبًا والاهتمام بالملفات المشتركة والمصالح المشتركة”.

وأضاف أن “بعض المعارضين المصريين انتقلوا إلى دول أخرى، والبعض الآخر التزم بالطلبات التركية بعدم استخدام البلاد منصة لمهاجمة مصر”.

في المقابل، “تعهدت مصر أيضا بعدم وقوع أي هجوم من وسائل إعلامها على تركيا ورئيسها أردوغان أو على شؤونها الداخلية”، بحسب ما قال المحلل التركي.

ويتابع: “العلاقات متبادلة ومبنية على الالتزام المتبادل، ولا يمكن القول إن تركيا تعرضت لضغوط لتسليم الشخصيات التي طالبت بها مصر فقط لأنها تابعة للإخوان”.

ويوضح كاتب أوغلو أن “مسألة سحب الجنسيات تخضع في حد ذاتها للقوانين التركية، وأن القانون يحدد آلية منحها وسحبها”.

وأضاف: “وجهة نظر الحكومة تؤكد أنه لا يمكن تسييس أي قوانين سواء تجريد مواطن تركي أو عربي من الجنسية دون أن يكون ذلك مستنداً إلى قانون محدد”.

“المصالح في المقدمة”

وقبل زيارة أردوغان، عملت أنقرة والقاهرة على تبادل بوادر التقارب، بما في ذلك مصافحة السيسي لأردوغان في قطر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، على هامش بطولة كأس العالم.

وفي أواخر العام الماضي، أعلنت مصر وتركيا إعادة تبادل السفراء، كخطوة نحو تحسين العلاقات وحل الخلافات التي تضاعفت وتطورت خلال السنوات القليلة الماضية.

وجاءت هذه الخطوات بعد سلسلة لقاءات “استكشافية” عقدها مسؤولون في الشؤون الخارجية في البلدين.

أردوغان في مصر.. “تصالح المصالح”

بعد سنوات من القطيعة والخلافات التي امتدت من ليبيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط ​​وجماعة الإخوان المسلمين (المصنفة جماعة إرهابية في مصر)، يبدو أن القاهرة وأنقرة قررتا تجنب هذه الخلافات، حتى لو لم يتم حلها نهائيا، في من أجل البحث عن الملفات التي من شأنها أن تعود بالنفع الأقصى على البلدين اقتصادياً. أو سياسياً أو حتى عسكرياً.

ويقول العشري رئيس تحرير صحيفة الأهرام: “وعد الجانب التركي ببذل جهود كبيرة قبل زيارة السيسي لمعالجة الشوائب المتعلقة بالإخوان بشكل كامل”.

وأضاف: “من الآن وحتى زيارة السيسي ستكون هناك حلول لإنهاء الملف، وقد نشهد حظرا كاملا على نشاطهم وممثليهم، معتبرا أن هذا شرط حصلت بموجبه القاهرة على العديد من الضمانات والتطمينات الكافية”.

ويوضح الخبير المصري أديب أن “تركيا لا تزال ترفض تسليم القيادة، كما تأمل مصر، قريباً أو بعيداً”.

ويعتقد أنه “تم تشكيل لجان قضائية وقضائية ومتخصصة لمناقشة ودراسة هذه الملفات الإشكالية”، وأن “سحب الجنسية من حسين قد ترغب أنقرة في التأكيد على أن لديها نوايا صادقة في التعامل مع الملف المهم”.

ويشير إلى ذلك المحلل السياسي كاتب أوغلو عندما يتحدث عن “تشكيل لجان لفتح أبواب الحوار والوصول إلى حلول مرضية، سواء فيما يتعلق بالمعارضة المصرية أو ليبيا”.

ويؤكد بالقول: “لا توجد عداوات دائمة ولا صداقات. اللغة هي المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة والاحترام المتبادل.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات