الأحد, مارس 23, 2025
الرئيسيةوظائفتحقيقات وحوارات - طموح الخريجين في عدن يكبح جماحه في ظل غياب...

تحقيقات وحوارات – طموح الخريجين في عدن يكبح جماحه في ظل غياب الفرص ورفض الوظائف (خاص)

تقرير: هالة عدنان

ولا يزال الخريج مروان محمد يبحث عن عمل منذ 3 سنوات، بعد تخرجه من كلية إدارة الأعمال بجامعة عدن، ولم يتمكن حتى الآن من الحصول على وظيفة حكومية أو أي عمل في منشأة خاصة.

«طرقت أبواب العديد من الشركات والمؤسسات، لكن دون جدوى. انتظرت الرد لفترة، ثم تقدمت بطلب في مكان آخر. لقد اعتدت على هذا الوضع، ثم لجأت إلى العمل بأجر يومي”. بهذه الكلمات يجسد مروان كفاحه في العثور على وظيفة بعد تخرجه.

معاناة رفض العمل التي يواجهها الشباب في عدن في وقت تتسع فيه دائرة الفقر والبطالة. ولعل من أهم أسباب توسعها الحرب وآثارها، وغيرها من الأزمات الاقتصادية المتصاعدة، والتي من بينها أزمة توظيف الخريجين، حيث يفرض سوق العمل متطلبات صارمة بشكل خاص على الخريجين. تبحث معظم الشركات والمنشآت عن… موظف لديه سنوات من الخبرة وهو ما لا يتوفر للخريجين الجدد، بالإضافة إلى عروض عمل بأجور منخفضة وفي تخصصات أخرى.

المناصب الممتازة ليست كافية للحصول على وظيفة

في كثير من الأحيان، قد يطغى عامل قلة الخبرة العملية على تفوق الخريجة وتفوقها، مما يسبب إحباط الخريجات، وهو ما واجهته فاطمة جمال -خريجة 2018- وهي تستذكر ذكرياتها عندما دخلت الجامعة، «عندما التحقت بالجامعة الجامعة، رأيت في عيني المستقبل الذي كان لي. أرسمها وأحصل على الوظيفة التي حلمت بها”.

وتتابع فاطمة “رغم أن رحلتي الدراسية كانت مليئة ببعض المشاكل، إلا أنني عندما بدأت كنت لا أزال أعيش مع عائلتي وتزوجت بعد أن أنهيت الفصل الأول من السنة الأولى للدراسة. حاولت الضغط على نفسي والتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقي وسعيت للحصول على درجات عالية، والحمد لله أكملت مشواري”. الجامعة وحصلت على المركز الأول بتقدير ممتاز.”

وتستطرد قائلة: “ولكن هنا كانت خيبة الأمل.. لم تتح لي فرصة عمل بعد. في كل مرة أتقدم فيها لوظيفة، كان السؤال الذي يطرح علي في كل مرة: هل لديك خبرة؟ هل عملت في مجال ما؟ هذا المجال من قبل؟… كيف سأحظى بالخبرة وأنت لا تقبل إلا أصحاب الخبرة، الأشخاص الذين عملوا من قبل منذ سنوات؟!، ومن أين ستأتي الخبرة إذا لم تتاح لنا فرصة العمل؟ كيف سنعمل متى؟ أنت لا تجتذب طلاب الدراسات العليا؟

وأنهت كلامها بسؤال: “سنوات الكدح التي قضيناها والسهر للحصول على الدرجات العالية لن تكفينا للحصول على فرصة؟”

تقف عدة عقبات أمام الخريج عندما يبدأ بالبحث عن عمل، ويمكن للجامعات أن تساهم في التغلب عليها، خاصة أن دورها لا ينتهي عند التعليم فقط، بل يمتد إلى دعم المسار المهني للطالب من خلال وضع استراتيجيات لإعداد الخريجين لسوق العمل. سوق العمل وربطهم به، لتنمية جاهزيتهم وتحقيق أهدافهم المهنية، وتعزيز قدراتهم على العمل بفعالية، من خلال التقديم والتشبيك مع المؤسسات خلال فترة دراسة الطلاب، مما يساهم بشكل كبير في تقرير المصير المهني للخريج .

سئمنا القيود والوظائف في غير التخصصات

أما كفى حيدرة خريجة الاقتصاد الإداري من عام 2011 فتقول “كل عام أسجل عبر الإنترنت أو التحق بالخدمة المدنية، وبصراحة فقدت الأمل في التوظيف الحكومي لأني مسجلة منذ أكثر من 11 عاما دون أي أمل في الحصول على وظائف. حتى لو حصلت على وظائف، فسيتم تخصيصها جميعًا لأبناء الأشخاص المهمين. نحن في الزوايا دون أي أمل”.

ويضيف حيدرة: «حالياً أتنقل من وظيفة خاصة إلى أخرى في مجال غير تخصصي (من مراجعة القروض في مؤسسة، إلى محاسب في عيادة صغيرة، إلى مشرف أمني في جامعة خاصة). كل هذه الوظائف الخاصة هي خارج تخصصي تماماً”.

صدمة ما بعد التخرج

وتعبّر أميمة عتيق، خريجة جديدة، عن الصعوبات التي واجهتها عند البحث عن وظيفة بعد التخرج، قائلة: “كخريجة، الشيء الذي يتبادر إلى ذهني بعد التخرج هو الوظيفة. لكن بعد التخرج كانت الصدمة هي بيئة العمل والبيئة المليئة بالصعوبات التي واجهتني عند البحث عن وظيفة، ومن أكثرها شيوعاً: العمل في مجال آخر غير مجال دراستي، حيث أن معظم الوظائف هي واسع الانتشار وليس من مجال دراستي. لقد واجهت أيضًا متطلبات صاحب العمل وهي الخبرة. ومن أين نستمد الخبرة؟ وليس هناك فرصة متاحة للعمل من أجل اكتساب الخبرة! هناك صعوبات كثيرة، لكن بشكل عام الصعوبات السابقة هي أكثر ما واجهته. “.

واقع مرير

تقول شيماء عبد العزيز “إن الطالب اليمني في بلد يسوده الصراع والتفكك يسعى إلى تحقيق هدفه وطموحه الذي سعى إلى تحقيقه بالصبر والمثابرة خلال دراسته على أمل أن يحصل على وظيفة تناسب تخصصه والميول. ومع ذلك، فإن الواقع مرير. بعد أن تخرجنا، بحثنا طويلاً عن فرصة عمل تناسبنا. وخاصة بالنسبة لنا نحن الفتيات في الوقت الحاضر، لم تعد البيئة الآمنة لنا لشق طريقنا وإكمال رحلتنا المهنية، إذ يتطلب منا البحث عن فرص عمل تناسبنا في واقع خال من المساءلة القانونية، لذا فرص الحصول على تلك الوظيفة التي حلمنا بها تتضاءل”.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد وقلة فرص العمل يجد الكثير من خريجي الجامعات أنفسهم مجبرين على العمل في مجالات غير تخصصهم أو إنشاء مشاريع صغيرة لتوفير الدخل الذي يساعدهم على إعالة أنفسهم وأسرهم وتجنب البطالة .

الخريجون في حافلات التاكسي

ويقول الشاب أنور زيد إنه بعد تخرجه من الجامعة الوطنية حاول البحث عن وظيفة وعمل مناسب لتخصصه، لكنه لم يجد شيئا، فلجأ إلى العمل في حافلة أجرة. وهو أب لثلاثة أطفال، ولم يكن لديه حل بديل لمواجهة ظروفه المعيشية والتزاماته العائلية.

ويرى الخبراء أن تزايد نسبة الركود الوظيفي بين خريجي الجامعات يؤدي إلى ضعف اهتمام المجتمع بالتعليم، خاصة في ظل البطالة الناتجة عن قلة الخبرة، والتي غالبا ما تجبر الخريج على العمل بأجور منخفضة لا تتناسب مع متطلبات العمل. تكلفة دراسته الجامعية بدافع اكتساب الخبرة.

المدارس الخاصة ذات الأجور المنخفضة

ولا تزال نهى تنتظر فرصة الحصول على وظيفة حكومية في تخصصها. تعمل في مدرسة خاصة بأجر زهيد مقابل عمل شاق ومرهق. وترى أن الوظيفة الحكومية هي المخرج الوحيد لها من تعب المدارس الخاصة. وتقول: “أتمنى أن أحصل على وظيفة حكومية حتى لا أتوقف عن العمل في المدارس الخاصة. حقيقي.” ربما تكون الرواتب واحدة، لكن التعب أقل في المدارس الحكومية حسب التقدير، وأيضاً في الإجازات الفصلية في الرواتب”.

وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن الشباب في اليمن يعدون من الفئات الأكثر تضرراً من الحرب التي تشهدها البلاد منذ سبع سنوات.

وأدت الحرب إلى ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير بين هذه الفئة، وتأثرت العملية التعليمية سلباً بسبب الاختلالات التي نشأت بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

يؤكد الخبراء المختصون بسوق العمل أن هناك تغيرات جذرية تحدث في سوق العمل في اليمن بشكل عام، وتأتي هذه التغييرات نتيجة مؤثرات متعددة منها تغير استراتيجيات وسياسات نظام العمل وتوجهات أصحاب الأعمال وأصحاب العمل بسبب الأزمة التي تعصف بالبلاد.

تم تسريح العديد من العمال وتم تخفيض الأجور بشكل كبير. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت في سوق العمل تخصصات ونماذج أعمال جديدة لا تتوافق بشكل كامل مع مخرجات النظام التعليمي الأكاديمي الحالي.

وكانت الأمم المتحدة كشفت، في تقرير سابق لها، أن معدل البطالة في اليمن هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وأن هذا المعدل وصل إلى أكثر من 60 بالمئة، فيما أكدت أن اليمن بحاجة إلى توفير أكثر من 200 ألف فرصة عمل سنويا. لاستيعاب… أعداد متزايدة للإبقاء على معدل البطالة عند مستواه الحالي.

تحديات كبيرة تواجه الخريجين في التوظيف والعمل، وتتطلب تضافر جهود القطاعين العام والخاص، للتعامل مع هذه التحديات، وتوفير فرص العمل المناسبة، وتحسين جودة التعليم بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المتغير.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات