بدأت العملية العسكرية المضادة الأوكرانية قبل شهر بهدف استعادة الأراضي المحتلة من القوات الروسية ، لكنها تتقدم ببطء بسبب الألغام الأرضية التي دفعت القوات الأوكرانية إلى التحرك سيرًا على الأقدام بدلاً من التوغل بالدبابات والعربات المدرعة.
وقال الجنود ، بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست ، إن الوقت الطويل للتحضير للعملية العسكرية في جنوب وشرق البلاد منح القوات الروسية وقتًا للاستعداد وزرع ألغامًا مضادة للدبابات والأفراد بكثافة في منطقة مسافة تتراوح بين 3 و 10 أميال من خطوطهم الأمامية.
أعاقت هذه التحصينات الدفاعية الهجوم المضاد الأوكراني ، ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز ، أكد المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون أن كييف فقدت حوالي 20 بالمائة من الأسلحة التي أرسلتها إلى ساحة المعركة خلال الأسبوعين الأولين من الهجوم.
وقال مسؤول بالجيش الأوكراني لصحيفة واشنطن بوست إن هذه التطورات أجبرت كييف على تغيير استراتيجيتها من هجوم سريع بالعربات المدرعة والدبابات إلى حركة بطيئة للوحدات سيرًا على الأقدام.
أكبر عقبة
ونقلت وكالة فرانس برس عن جندي أوكراني ، السبت ، قوله إن الألغام تمثل مشكلة كبيرة في المعركة بالقرب من باخموت شرقي أوكرانيا.
وقال “الألغام موجودة في كل مكان. إنهم (الروس) يفرون بسرعة كبيرة تاركين أسلحتهم ورائهم. لقد زرعوا الألغام في مواقعهم أثناء الانسحاب. وسقط جنود (أوكرانيون) عديمي الخبرة في هذا الفخ”.
صرح القائد العام للجيش الأوكراني ، فاليري زالوجني ، في وقت سابق للصحيفة الأمريكية أنه لم يعد من الممكن التقدم بدبابة فقط بسبب وجود ألغام ستعيق تقدمه عاجلاً أم آجلاً وسيتم تدميرها. تحت نيران كثيفة.
تلعب الدبابات الألمانية “ليوبارد” والمدرعات الأمريكية “برادلي” دورًا رئيسيًا في هذه المعركة ، حيث أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن الجنود يثنون على المعدات التي حتى مع اصطدام الألغام معظم الجنود داخل تلك الدبابات أو العربات المدرعة. لا تعاني من أي ضرر.
وقال زالوجني إن أوكرانيا بحاجة إلى مقاتلات حديثة مثل المقاتلة الأمريكية F-16 ، مضيفًا: “نحتاج إلى معدات خاصة لإزالة الألغام عن بعد” ، وهو أكبر عقبة أمام الهجوم المضاد ، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.
كما قال مسؤول أوكراني كبير للصحيفة إن كييف تلقت أقل من 15 بالمائة من المعدات الهندسية لإزالة الألغام التي طلبتها من شركاء غربيين قبل بدء العملية المضادة ، مشيرًا إلى أن بعضها وصل الأسبوع الماضي فقط.
بينما قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة زودت أوكرانيا بجميع أنواع المعدات التي طلبتها تقريبًا قبل بدء هجومها المضاد ، مشيرين إلى أنه ليس من الممكن دائمًا تزويدها بجميع الكميات التي تطلبها.
وأضافوا لصحيفة واشنطن بوست أن امتلاك أوكرانيا للقنابل العنقودية سيمنحها ميزة لأول مرة في هذا الصراع ، مما يمنحها الوقت والمساحة الكافية لاستخدام المعدات الهندسية التي تمتلكها بالفعل.
غيّر الاستراتيجية
تمتلك القوات الروسية طائرات بدون طيار يمكنها رؤية ما يجري على الأرض ، وكيف تتقدم القوات الأوكرانية بمعدات الكشف عن الألغام ، وتدمرها.
كل هذا غير الاستراتيجية الأوكرانية المستخدمة في العملية المضادة ، حيث كان العاملون في اكتشاف الألغام ينتظرون حتى الغسق لبدء عملهم حتى لا يمكن رؤيتهم واستهدافهم من قبل الجنود الروس في وضح النهار أو في الليل باستخدام أنظمة الرؤية الليلية.
قال أحد الجنود الأوكرانيين لصحيفة واشنطن بوست إن السير بمعدات الكشف عن الألغام غير واقعي ، حيث يقوم الجنود المكلفون بذلك بالزحف على الأرض والاعتماد على أعينهم ورؤيتهم للتعرف على الألغام.
وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز ، بدأ الجيش الأوكراني في الاعتماد بشكل أكبر على المدفعية والصواريخ بعيدة المدى لإضعاف القوات الروسية بدلاً من اقتحام الألغام بالعربات المدرعة والدبابات.
حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت من أن روسيا تلقي بكل ثقلها في حملة لمنع قوات كييف من مواصلة هجومها المضاد.
تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا لاستعادة مساحات من شرق وجنوب أوكرانيا استولت عليها القوات الروسية في غزوها الذي بدأ في فبراير 2022.
وأفادت رويترز أن الهجوم يهدف إلى استعادة قرى في الجنوب الشرقي في حملة باتجاه بحر آزوف ومناطق قريبة من مدينة باخموت الشرقية التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو أيار بعد قتال استمر لعدة أشهر.
وأعلنت أوكرانيا ، عبر وزير دفاعها أوليكسي ريزنيكوف ، الخميس ، أنه بعد قمة الناتو التي عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين ، تلقت بلاده تعهدات من شركاء دوليين بالحصول على مساعدات عسكرية بمبلغ يزيد عن 1.5 مليار يورو.
