الإثنين, أكتوبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار دوليةالمصادر: قُتل في هجوم شرق العراق

المصادر: قُتل في هجوم شرق العراق

تواجه السياسة النقدية في العراق العديد من التحديات، خاصة في ظل وجود سوق صرف عملات غير نظامية تديره شبكات تتلاعب بأسعار الدولار مقابل الدينار، بحسب تقارير إعلامية محلية.

وأمام «الازدواجية النقدية» التي أضرت باقتصاد البلاد، يتجه العراق نحو تطبيق مبدأ «السيادة النقدية»، بحسب ما كشفه المستشار المالي لرئيس الوزراء مظهر محمد صالح في تصريحات للعراقية. وكالة الأنباء “إينا”.

ومن خلال تطبيق “مبدأ السيادة النقدية”، بحسب صالح، فإن “الدينار العراقي يصبح الملجأ الوحيد للتبادل والتسعير وتغطية المعاملات الداخلية”.

وتكافح السلطات العراقية في محاولة للسيطرة على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، الذي يشهد تقلبات أدت إلى تراجع قيمة الدينار، رافقه الالتزام بالقواعد الدولية في التحويلات المالية، الأمر الذي أثرت على المعروض من الدولار في السوق.

ماذا يعني تطبيق مبدأ “السيادة النقدية”؟

ويوضح المستشار الاقتصادي صالح في ورقة بحثية نشرتها شبكة الاقتصاديين العراقيين في تشرين الأول الماضي، أن السيادة النقدية تسمى “الويستفالية”، وهي تعبر عن “سلطة الدولة في ممارسة السيطرة القانونية الحصرية على عملتها من خلال وظائف البنك المركزي، حيث أنها هي الجهة الحصرية لتحديد كميات الصفقة وقيمتها كوسيلة للدفع. .

وأضاف أن اسم “الويستفالية” يأتي من “النظام الويستفالي الذي يمثل مبدأ في القانون الدولي مفاده أن كل دولة لها السيادة الحصرية على أراضيها”، وهو ما نص عليه صراحة ميثاق الأمم المتحدة.

ويذكر البحث أن هذه السيادة النقدية “الويستفالية” تقوم على: استقلال الإدارة النقدية ونظام الإصدار والصرف.

ولماذا يحتاج العراق الآن إلى تطبيق هذا المبدأ؟

وبحسب الورقة البحثية، يرى صالح أن العراق بحاجة إلى تطبيق مبدأ السيادة النقدية من أجل تعزيز قدرة السياسة النقدية على “السيطرة على مستويات السيولة المحلية من خلال قوة تدخل البنك المركزي في السوق النقدية”.

وحذر من استمرار ما أسماه “واقع الضجيج الملون الذي يتيح بقاء السوق السوداء للدولار النقدي” وقدرتها على التأثير على نظام الأسعار، ناهيك عن توافر قدر أكبر من قدرة الدولة على إدارة التضخم من خلال التأثير عليها من خلال أسعار الفائدة.

وشدد صالح على أن اعتماد الدولة العراقية مبدأ السيادة النقدية سيؤدي إلى “الحفاظ على سعر صرف ثابت يسمح بتدفقات رأس المال الحرة ومواجهة الأموال الرخيصة”.

وكانت المديرية العامة للمخابرات والأمن العراقي قد أعلنت الإطاحة بشبكة تلاعبت بأسعار صرف الدولار في بغداد، بحسب تقرير نشرته وكالة “واع”.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أعلن في آب/أغسطس الماضي، القبض على شبكة من “مضاربي” العملة الذين يقومون بجمع الدولارات وإرسالها إلى إقليم كردستان شمالي العراق، ومن ثم تهريبها إلى الخارج، دون أن يحدد الوجهة، بحسب الوكالة. تقرير فرانس برس.

عوامل تطبيق مبدأ السيادة النقدية؟

وحدد الخبير الاقتصادي العراقي سلام سميسم، أهم العوامل التي تسمح بتطبيق مبدأ “السيادة النقدية”، مؤكدا أنها لا ترتبط بوجود قرار سياسي لتنفيذه، بل بعوامل ومحددات اقتصادية.

وطرح سميسم، في حديث لموقع الحرة، حزمة من العوامل التي يجب توافرها، منها: “قوة الاقتصاد، واستقرار أسعار الصرف، وقوة العملة الوطنية نفسها، ووجود اقتصاد حقيقي”. اقتصاد إنتاجي لا يعتمد فقط على الواردات”.

ورغم محاولات السلطات السيطرة على أسعار الصرف، إلا أن التداول في السوق غير الرسمية لا يزال يمثل نحو 10 بالمئة من سعر التداول، فيما وصفه المستشار صالح بـ”سوق غير منضبط يسيطر عليه المضاربون ويضفي ضجيجا على الاقتصاد العراقي ككل”.

هل سيؤثر ذلك على الودائع بالعملات الأجنبية؟

ويوضح الخبير الاقتصادي العراقي، محمود داغر، أن مبدأ السيادة النقدية “لا يعني أن مدخرات المواطنين أو أي جهة اعتبارية لديها أموال مودعة بالعملات الأجنبية ستتأثر، إذ تبقى قادرة على إيداع وسحب الأموال بالدولار أو الدولار”. العملات الأجنبية الأخرى التي يجوز إيداعها فيها.”

وردا على استفسارات موقع الحرة، أشار إلى أن غالبية الدول تسعى أو تطمح إلى الوصول إلى “السيادة النقدية” من خلال جعل “عملتها الوطنية هي العملة الأساسية المستخدمة في المدفوعات والمعاملات داخل الدولة”.

مدى تطبيق مبدأ السيادة النقدية في العراق؟

وأجمع الاقتصاديون العراقيون على أن تطبيق مبدأ السيادة النقدية يتطلب توافر عدة عوامل أهمها “سد الفجوة بين سعر صرف العملة الوطنية مقابل الدولار”.

وقال الخبير داغر، المسؤول السابق في البنك المركزي العراقي، إنه “كلما استقرت أسعار صرف العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، أصبح مبدأ السيادة النقدية قابلا للتطبيق”، وهو ما يجب أن يرافقه “عدم وجود فجوة أو الاختلافات بين أسعار الصرف في السوق الرسمية والسوق الموازية ومنع ما يحدث”. من التكهنات في هذا المجال.

وتؤكد الخبيرة سميسم أن من حق كل دولة اللجوء إلى مبدأ “السيادة النقدية” من أجل السيطرة على “سوق النقد”، مضيفة أن “هذا الأمر لا يتعلق فقط بالرغبة أو الطموحات، بل بقوة الدولة”. العملة الوطنية بالقيمة الحقيقية، فالعملة ليست مجرد ورق، بل “يجب أن تعبر عن قيمة تتوافق مع الناتج المحلي الإجمالي، وقدرتها على تخزين القيمة حقًا، مع اقترانها بمؤشرات قوة مختلفة على عدة مستويات”.

وبدأ العراق تطبيق معايير نظام التحويل الدولي “سويفت” منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2022 للوصول إلى احتياطيات العراق من الدولار في الولايات المتحدة، والتي تقدر بعشرات مليارات الدولارات، بحسب وكالة فرانس برس.

ويتعين على البنوك العراقية حاليا تسجيل تحويلاتها بالدولار على منصة إلكترونية، والتي تقوم بفحص الطلبات، ويقوم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بفحصها، وإذا كان لديه شكوك، يوقف التحويل.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات