الجمعة, أكتوبر 4, 2024
الرئيسيةوظائفالمتقاعدون السوريون يعودون إلى العمل.. نظام الأسد يحاول سد الفجوة في الوظائف...

المتقاعدون السوريون يعودون إلى العمل.. نظام الأسد يحاول سد الفجوة في الوظائف العامة

المتقاعدون السوريون يعودون إلى العمل.. نظام الأسد يحاول سد الفجوة في الوظائف العامة

وحدث تسرب للوظائف في مناطق سيطرة النظام السوري في قطاعات مختلفة ومتعددة في البلاد، مع الانهيار المستمر لليرة السورية أمام العملات الصعبة، ما جعل القيمة الشرائية للرواتب والمعاشات منخفضة للغاية في السوق المحلية. الراتب الإجمالي لم يعد يكفي لثلاثة أيام في الأسبوع وليس الشهر.

التسرب يأتي في أشكال مختلفة. وترك قسم كبير من الموظفين وظائف الدولة بعد سقوط مناطقهم تحت سيطرة النظام أو لأنهم مطلوبون أمنياً بسبب مشاركتهم في الحراك الذي اندلع ضد رأس النظام بشار الأسد في ربيع العام الماضي. 2011. وتوجه قسم آخر عبر البحر إلى الدول الأوروبية أو لجأ إلى الدول المجاورة. أصبح لاجئاً ولا يفكر في العودة إلا إذا كان هناك حل سياسي شامل ونهائي للقضية السورية.

أما الجزء الأكبر منهم فهم الذين استقالوا أو امتنعوا عن الذهاب إلى وظائفهم بسبب انخفاض القيمة الشرائية للراتب. في الأساس، يقارنون الذهاب إلى موقع العمل بقيمة وسيلة النقل التي يدفعونها للذهاب إلى الوظيفة، وفي بعض الأحيان تكون تكلفة النقل أكبر من حجم الراتب نفسه.

ويزيد رفض شريحة الشباب (من الجنسين) الالتحاق بالوظائف الحكومية من نقص الموارد البشرية في مؤسسات الدولة، ما جعل حكومة النظام مهتمة بدراسة عودة المتقاعدين لسد النقص القائم. وذكرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم أن “وزارة التنمية الإدارية تعمل جاهدة على وضع اللمسات النهائية على دراسة حكومية، بالتنسيق والتشاور مع الوزارات والمؤسسات المعنية”.

ويعني التعرف على إمكانية الاستعانة بالعديد من الكفاءات المحالة إلى التقاعد خلال السنوات الخمس السابقة، في خطوة جاءت (بالضرورة والحاجة) لالاستعانة بتجارب (قديمة وعميقة) تساهم في رأب فجوة الكفاءات. بعض الاختلالات الإدارية والإنتاجية التي تعاني منها الكثير من المؤسسات الحكومية بسبب تعرض مفاصلها ومواردها البشرية. هناك خلل كبير بسبب انتشار موجات التسرب ونقص الكوادر، بسبب عدم “الرغبة في العمل بالوظيفة العامة لدى الشباب بسبب قلة الرواتب”.

وأشارت الصحيفة إلى أن أحد سيناريوهات إعادة المتقاعدين «هو طرح فكرة توزيع النماذج من قبل النقابات المتخصصة التي يمكن أن يملأها المتقاعد الراغب في العمل في الشأن العام، متضمنة المعلومات والبيانات والسيرة الذاتية». والتي تشمل الشهادات والمناصب والدرجات الوظيفية كل حسب التخصص الذي عمل فيه. والجديد الذي يتم الإصرار عليه هو التأكيد على الحالة الصحية والبدنية التي تمكن المتقاعد الراغب في التعاقد من القيام بالمسؤوليات المطلوبة منه.

وقالت المصادر للصحيفة إن “هذا التوجه سيستغرق وقتا ليس بالطويل للاقتناع بأن المشروع ذو طابع (إسعافي – إنقاذي) نظرا لاحتياجات بعض المؤسسات المحددة”.
يأمل المتقاعد اليمني (YS) الذي يسكن في محافظة السويداء جنوبي سوريا، العودة إلى وظيفته في مديرية المالية بعد ثلاث سنوات من التقاعد، رغم أنه لم يسمع بالدراسة الحكومية الجديدة التي تقترح عودة المتقاعدين لسد الفراغ في المؤسسات والإدارات الرسمية.

وقال لـ”العربي الجديد” إنه “بعد التقاعد عمل في أرضه التي كانت تحتاج إلى عمل مكثف، دون جدوى بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والمتدهورة يوماً بعد يوم، ما أدى إلى عدم قدرته على زراعة الأرض بسبب وعدم قدرته على شراء المواد الأولية والوقود”.

على الرغم من هذا؛ ويؤكد أنه يريد العودة إلى الوظيفة لعدة أسباب، أهمها «محاولة سد فجوة في كفاحه اليومي لتأمين مصاريف ابنه الجامعية، وسد وقته الضائع». وأشار إلى أنه يعرف بالضبط ما هي الوظيفة العامة وعواقبها، لكنه سيتقدم بالعودة رغم ذلك، حيث أنه لن يدفع رسوم النقل وسيقضي وقتا مفيدا.

في المقابل، تطمح المعلمة (س.س) إلى قبول استقالتها من وظيفتها الحالية، والحصول على موافقة أمنية على ذلك، رغم رفض السلطات السورية إعطاء الموافقات الأمنية للموظفين بسبب النقص الحاصل في كافة الدوائر الحكومية، وخاصة المدارس.

وأوضحت (س) أن رغبتها في الاستقالة تنبع من عدم جدوى انتظار تحسن الوضع المعيشي، وعدم اهتمام النظام السوري باتخاذ أي خطوة تجعل المواطن يشعر بأن هناك من يهتم به فيما يتعلق بصحته وأمنه. والمعيشة، خاصة أن الراتب لم يعد يكفي لتغطية رسوم النقل.

وشهدت مدينة صلخد جنوب السويداء، في العام الدراسي الماضي، عودة عدد من المعلمين المتقاعدين للتدريس مجاناً في مدارس المدينة بسبب نقص المعلمين وخاصة في المواد العلمية، لكنها ظلت مبادرة غير منظمة. واقتصرت على شكر مديرية تربية السويداء.

أبدى المتقاعد من حقل التعليم عدنان سالم (اسم مستعار) في حديث لـ”العربي الجديد” استعداده للعودة إلى حقل التعليم وفق الخطة الحكومية المرسومة، مبررا سبب هذه الرغبة بالفراغ الذي حدث في حياته نتيجة التقاعد وابتعاده عن المهنة التي يحبها، رغم قناعته بالراتب الضئيل، إلا أنه يرى أن رسالته أعلى من أي مكافأة مالية.

وعن مدى فعالية الفكرة، يقول سالم إنه لا يمكن لأحد أن يتوقع الأفضل من أي قرار أو خطة حكومية، لكن “يبقى محكوما بالأمل بتحسن الوضع لا أكثر”، على حد تعبيره.

من ناحية أخرى، ترى موظفة مستقيلة تبلغ من العمر 35 عاماً، فضلت عدم نشر اسمها، أن الحكومة تستجدي الخبرات وتحاول إنقاذ فشلها من خلال استغلال الخبرات القديمة بعد أن أصبحت الوظائف الحكومية آخر خيارات الوظائف الجديدة. الخريجين والإناث حصرا. ولذلك ترى أن هذه التجربة محكوم عليها بالفشل ما لم تعدل الحكومة سياساتها. المالية فيما يتعلق بالأجور الوظيفية التي لا تتناسب مع الواقع المعيشي والاقتصادي.

وتشير إلى أن الخلاص لا يكون بفتح الباب أمام عودة «المسنين وظيفيا»، بل بتحسين الواقع الوظيفي وتمكين الشباب الجدد من إدارة الأمور، وهو ما تعتبره أمرا لا تحبذه الحكومة، وهي تسعى جاهدة إلى قمع الفكر المتجدد الذي لا يتماشى مع الأسلوب الراسخ من الروتين والبيروقراطية، والفساد المطلوب بالأساس. .

من جانبه، يشير المتخصص في الإدارة والاقتصاد عبد الناصر الجاسم، إلى أن هذا النوع من السياسات تستخدمه الحكومات في قطاعات محددة وعلى نطاق ضيق، مستهدفاً شريحة الخبرات والكفاءات العالية، إلا أن خطة النظام فالحكومة المهتمة بالتعهد لا يمكنها تغطية الفجوة في هذا القطاع. الحكومية، خاصة وأن نوع العمالة المطلوبة لهذا القطاع هي من النوع العادي الذي لا يحتاج إلى مهارات وتخصصات نادرة.

ويعتقد موظف مستقيل (35 عاما)، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الحكومة تستجدي الخبرات وتحاول إنقاذ فشلها من خلال استغلال التجارب القديمة.

ويضيف الجاسم لـ”العربي الجديد”، أن “هناك نقصاً في جميع القطاعات الحكومية، وهذه الخطوة، أي التعاقد مع المتقاعدين، لا يمكنها سد الفجوة”. ويشكك الجاسم بشكل أساسي في رغبة الكثير من المتقاعدين بالعودة، نظراً لانخفاض رواتب المقاولين في سوريا، وهي أقل بكثير من راتب الموظف العادي، وهو في الأساس راتب منخفض”.

ويرى الأكاديمي الجاسم أن “هذه الخطوة قد تكون باباً جديداً للفساد الحكومي في النظام، خاصة أن القطاع العام أو الحكومي لا يركز على الكفاءات والخبرات، بقدر ما سيسد بعض الثغرات، وهذا قد يؤدي إلى استفادة الناس على حساب الآخرين من خلال المحسوبية والوساطات. .

وتشير سجلات مؤسسة التأمين الاجتماعي في حكومة النظام إلى أن هناك 750 ألف متقاعد مسجل، غالبيتهم، بحسب قراءات الواقع، ينشطون في وظائف ومجالات مختلفة قد لا تكون من اختصاصهم. وفي دراسة سابقة أجرتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان، خلصت إلى أن 95 بالمئة من كبار السن يعملون. مزايا إضافية بعد التقاعد لزيادة دخلهم.

بينما كشف الجهاز المركزي للإحصاء أن معظم كبار السن يمارسون العمل الشاق لأنه يوفر دخلاً ممتازاً مقارنة بالأعمال الأخرى، في ظل الظروف المعيشية القاسية التي تجمع الموظف والمتقاعد، بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالاستشفاء فاتورة الأدوية المزمنة للمتقاعدين.

وتتراوح رواتب الموظفين الدائمين بين 350 ألف ليرة (25 دولاراً) كحد أقصى و185 ألف ليرة كحد أدنى (13 دولاراً)، فيما تتراوح رواتب التقاعد للموظفين الدائمين بين 250 ألف ليرة (17 دولاراً) و125 ألف ليرة (9 دولارات)، وبالنسبة لفئة المقاولون بعقود مؤقتة. وتتراوح الرواتب بين 200 ألف (14 دولارًا) و80 ألف ليرة (6 دولارات) للمعلمين العاملين.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات