الإثنين, أكتوبر 7, 2024
الرئيسيةأخبار مصر"العدو الخفي" يلاحقه.. زوجة المعارض المصري طنطاوي ومحاميه ينددان بما يحدث له

“العدو الخفي” يلاحقه.. زوجة المعارض المصري طنطاوي ومحاميه ينددان بما يحدث له

يسعى تحالف خاص في مصر إلى استيراد الغاز الصخري الأمريكي للمساعدة في معالجة أزمة نقص الغاز الطبيعي في البلاد.

وقال المحلل الاقتصادي المصري علاء عبد الحليم لـ”الحرة”، إن الخطوة تهدف إلى تجنب الخسائر الناجمة عن توقف عمل هذه الشركات بسبب نقص الغاز نتيجة نقص الدولار.

وأعلن التحالف الذي يضم خمس شركات مصرية، الاثنين، عن نيته تأسيس شركة جديدة بهدف استيراد الغاز الصخري من الولايات المتحدة، في ظل تأثير نقص إمدادات الغاز الطبيعي على قطاعي الكهرباء والصناعة.

قالت شركة سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك)، في بيان للبورصة المصرية، إنها تعتزم من خلال تحالف يضم عدة أطراف، استيراد غاز الإيثان المسال (الغاز الصخري الأمريكي)، وذلك بعد الحصول على موافقة أطراف التحالف.

وأضافت الشركة أنه بعد موافقة أحزاب الائتلاف سيتم “اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأسيس شركة للمشروع خلال العام الجاري”.

وتعاني مصر منذ الصيف الماضي من أزمة في إنتاج الكهرباء، ما دفع وزارة البترول والثروة المعدنية إلى اتخاذ قرار بوقف تصدير الغاز الطبيعي المسال اعتبارا من مايو/أيار 2024.

وتقطع الحكومة المصرية الكهرباء بشكل منتظم منذ نحو عام، بسبب أزمة الطاقة المصحوبة بنقص العملة الأجنبية، ما أدى إلى نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.

واستمرت فترات الانقطاع في البداية لمدة ساعة وأحيانا أقل، لكن مع زيادة المدة وسط موجات متتالية من الحر الشديد، ارتفع مستوى الانتقادات الموجهة للحكومة المصرية، خاصة أن الإجراءات الرامية إلى تقليل استهلاك الوقود ليست بنفس المستوى في كافة أنحاء البلاد.

درجات الحرارة تتجاوز الـ40 درجة وانقطاع الكهرباء دون مواعيد.. أزمة الكهرباء تزيد من غضب المصريين

تتوقف المراوح ومكيفات الهواء والثلاجات عن العمل في مصر مرة واحدة على الأقل يوميا مع انقطاع الكهرباء، ما يسبب غضبا بين المصريين وسط درجات حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية منذ أكثر من شهر.

وأرجع المسؤولون انقطاع الكهرباء إلى الطلب المتزايد مع نمو عدد سكان البلاد البالغ 106 ملايين نسمة وتوسع مشاريع التنمية، بحسب ما ذكرته رويترز.

قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إن مصر ستحتاج إلى استيراد ما قيمته 1.18 مليار دولار من زيت الوقود والغاز الطبيعي لتخفيف انقطاع التيار الكهربائي، وأنها تهدف إلى إنهاء انقطاع التيار الكهربائي خلال أشهر الصيف المتبقية.

وتأتي خطوة التحالف بعد أن أعلنت عدة شركات مصرية، ومن بينها شركة سيدبك، وهي جزء من التحالف، أن مصانعها توقفت عن العمل في الأسابيع الأخيرة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وانخفاض إمدادات الغاز الطبيعي.

وفي عام 2018، أعلنت مصر أنها حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، خاصة مع بدء الإنتاج من حقل ظهر، حيث قامت بعد ثلاث سنوات، بحسب وسائل إعلام محلية، بتصدير أول شحنة من الغاز المسال إلى أوروبا بعد انقطاع دام 8 سنوات.

لكن خلال السنوات القليلة الماضية، انخفض إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي.

وقال عبد الحليم لـ”الحرة” إن التحالف “يضم شركات مصرية وعالمية مهمة للغاية، وجميعها تعمل في مجال التصدير، ولها إيرادات دولارية جيدة”.

ويُعتقد أن هذه الخطوة تهدف إلى تجنب الإغلاق بسبب نقص الغاز بسبب نقص الدولار، وهو ما يجنب الشركات خسارة يومية ضخمة بسبب عدم تلبية متطلبات عملائها، كما يجنبها انخفاض أسعار أسهمها في البورصة.

جعل الغاز الصخري الولايات المتحدة أكبر منتج للغاز في العالم، وهو الغاز الطبيعي المستخرج بأساليب غير تقليدية من طبقات الصخور، بحسب خبير الطاقة الأردني عامر الشوبكي، الذي تحدث لـ”الحرة”.

ويشير الشوبكي إلى أن اختراقاً علمياً حدث في الولايات المتحدة في أواخر سبعينيات القرن الماضي، من خلال الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي، مما سمح باستخراج كميات من الغاز كان من المستحيل في السابق استخراجها بهذه الكميات.

وانتشرت هذه التكنولوجيا بعد ذلك إلى العديد من بلدان العالم.

ويتم تسييل الغاز عن طريق تبريده إلى درجات حرارة منخفضة للغاية تصل إلى 160 درجة تحت الصفر، ويتم نقله عبر السفن المخصصة لهذا الغرض.

وما يميز الغاز الصخري الأميركي أن أسعاره أقل بكثير من أسعار السوق الأوروبية والآسيوية المتمثلة في كوريا الجنوبية واليابان، بحسب الشوبكي.

وتقاس كمية الغاز الطبيعي بوحدة الطاقة الحرارية المسماة “مليمتر وحدة حرارية بريطانية”، ويتراوح سعر الوحدة في الولايات المتحدة بين دولارين ودولارين ونصف الدولار، وفي أوروبا 10 دولارات، وفي آسيا يصل إلى 11 دولاراً.

تحتاج مصر إلى الغاز نتيجة ظرفين مهمين مرتبطين ببعضهما البعض: الطلب المتزايد على الغاز، ونقص موارد الغاز، سواء من الإنتاج المحلي أو المستورد من إسرائيل.

وتستهلك مصر نحو 6.1 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، منها 5 مليارات قدم مكعب يتم إنتاجها محلياً و1.1 مليار قدم مكعب يتم استيرادها من إسرائيل، وتذبذبت الكميات المستوردة من إسرائيل وانخفضت إلى ما بين 700 و900 مليون متر مكعب، بعد أن كانت تتجاوز 1.1 مليار متر مكعب، بحسب الشوبكي.

ويتراجع الإنتاج المحلي بسبب المشاكل الفنية في حقل ظهر ومصادر أخرى، بالإضافة إلى زيادة الاستهلاك المحلي.

ويرجع انخفاض الكميات المستوردة من إسرائيل لأسباب منها زيادة الطلب المحلي وانقطاعات العمل في منصات الغاز في إسرائيل، وخاصة في حقل تمار، الذي توقف لأسابيع بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

ويشير الشوبكي إلى ضعف الاستثمارات وإدارة الحقول في مصر نتيجة نقص السيولة، مشيراً إلى المبالغ الكبيرة المستحقة على الحكومة المصرية للشركات المستثمرة، بينما تقوم الحكومة بسداد مستحقاتها دفعة واحدة أو على أقساط.

ويؤثر نقص السيولة على الشركات وعدم قدرتها على تنمية استثماراتها وحفر حقول جديدة.

وتحتاج مصر إلى نحو 300 مليون دولار شهريا لتعويض النقص في الإنتاج المحلي والمستورد، لذلك لجأت إلى انقطاعات الكهرباء المجدولة، بحسب الشوبكي.

ويضاعف هذا من الأعباء على مصر ويعمق أزمتها الاقتصادية لأنه يؤثر على المصانع التي تستخدم الغاز بكثافة مثل مصانع الأسمنت وصهر الحديد والأسمدة.

وتوقف بعض هذه المصانع، وهو ما يؤثر على الإنتاج الصناعي واحتياطيات مصر من النقد الأجنبي، إذا كانت هذه المصانع مصدرة، بحسب الشوبكي.

وتفرض حاجة مصر للاستيراد من الخارج ضغوطا على احتياطياتها من النقد الأجنبي، خاصة أن استيراد الغاز الطبيعي المسال يتطلب تكاليف باهظة، ويشير الشوبكي إلى استخدام سفينة عائمة في العين السخنة بمصر المطلة على البحر الأحمر لتخزين الغاز وتسييله، كما أن هناك مشاركة مصرية مع الحكومة الأردنية في سفينة عائمة بميناء العقبة.

ويشير عبد الحليم أيضاً إلى مسألة التكاليف، قائلاً إن الغاز مهما كان نوعه يحتاج إلى تبريد عالي لتحويله إلى سائل، ثم بعد وصوله إلى الموانئ يتم تحويله مرة أخرى من سائل إلى غاز ليتم ضخه في الأنابيب.

ويقول الشوبكي إن مصر ليس لديها بديل سوى استيراد الغاز، بما في ذلك الغاز الأمريكي، الذي يعد أقل تكلفة من مصادر الغاز الأخرى.

وأضاف أن الخيارات الآن محدودة أمام الشركات والحكومة المصرية لمواصلة العمل وتجنب الصعوبات والتداعيات السلبية لهذه الصعوبات.

إن الغاز الأميركي قادر بالفعل على تلبية كامل احتياجات مصر، فضلاً عن توفير التكاليف بسبب القدرة التنافسية في الأسعار، حتى بالنسبة للمناطق الأقرب إلى مصر والتي تنتج الغاز، مثل قطر.

وسيكون الغاز الأميركي قادرا على المنافسة حتى مع ارتفاع تكاليف النقل والشحن، إضافة إلى أن الجانب الأميركي يمكن أن يسمح بالدفع على الائتمان، بحسب الخبير الأردني.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات