الأربعاء, مارس 19, 2025
الرئيسيةأخبار دوليةالجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان

الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان

يواجه المرضى في غزة حربًا أخرى على رأس الحرب الإسرائيلية، حيث تضطر الشابة أفنان حبوب، من سكان حي الدرج بمدينة غزة، إلى مواجهة الموت مرتين أسبوعيًا عندما يتم تحويل والدتها سميرة إلى غرفة غسيل الكلى قسم في مستشفى الشفاء ذهاباً وإياباً تحت القصف المتواصل وأعداد المرضى تتضاعف. معاناتها في المستشفى المنشغل فوق طاقته بعلاج وإنقاذ الجرحى.

بعد توقف مكاتب النقل العام، ولم تعد سيارات الإسعاف قادرة على تلبية احتياجات المرضى العاديين، تقود حبوب سيارة إحدى أقاربها إلى المستشفى، وتشرح كيف تقضي هي ووالدتها الطريق في تلاوة الشهادة، في حين أن مستوى ويتزايد القلق مع كل غارة وانفجار وصوت.

وتفاقمت معاناة حبوب، إلى جانب آلاف المرضى الآخرين في غزة، بعد توقف العديد من الخدمات الطبية بشكل عام، في المستشفيات والمستوصفات والعيادات، مع الانشغال غير المسبوق بعلاج جرحى القصف الإسرائيلي، وهو الوضع الذي دفع إلى السماح لوزارة الصحة في غزة لكل موظف يحمل شهادة الطب أو التمريض، بالعمل وتقديم المساعدة حتى دون أن يكون مزاولاً للمهنة.

مرضى يخضعون لغسيل الكلى في أحد مستشفيات خان يونس جنوب قطاع غزة (أ ف ب)

سيارات نقل مرضى الكلى

وحتى وقت قريب، كانت وزارة الصحة في غزة وبدعم من مؤسسات عربية ودولية توفر في كثير من الأحيان سيارات لنقل مرضى الكلى إلى المستشفيات لغسيل الكلى، مرتين في الأسبوع لكل مريض، لكن كل ذلك توقف الآن، مما اضطر المرضى إلى التوجه إلى المستشفيات لغسيل الكلى. تبحث العائلات عن بدائل صعبة أخرى. مع الغياب شبه الكامل لوسائل النقل العام.

وقال حبوب لـ«الشرق الأوسط»: «علينا أن نذهب مبكراً ونعود قبل حلول الظلام. إنها معاناة معقدة، ورحلة شاقة عبر حقل ألغام. نقول وداعًا للعائلة في كل مرة وكأننا لن نعود أبدًا. لكن لا يمكننا منع ذلك، لأنه ليس من الممكن أيضًا ألا نذهب. “مجرد وصولنا إلى مستشفى الشفاء يبدو وكأن حياة جديدة كتبت لنا، وعودتنا إلى المنزل هي بداية حياة جديدة أخرى.”

لكن معاناة مرضى الكلى لا تتوقف عند الوصول إلى المستشفى، فالجميع هنا منشغلون بنقل الجرحى وعلاجهم، الأمر الذي يعقد الوصول إلى الممرض ويجعل الوقت طويلا للغاية. وقال حبوب: “لا نجدهم ونصعب العثور عليهم، وإذا وجدناهم نخجل منهم ومن الجرحى”. وتعاني مستشفيات غزة من إشغال يتجاوز 150% من طاقتها الاستيعابية، ونقص حاد في الكوادر الطبية المنهكة بسبب الحرب الإسرائيلية.

نازحون فلسطينيون لجأوا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة خوفا من الغارات الإسرائيلية على القطاع (أ ف ب)

تتحول العيادات إلى ملاجئ

حبوب منع الحمل هي واحدة من آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج، وإذا وجدتها مع كل هذه الصعوبات، فإن الآخرين لا يجدونها.

في الأيام الأولى للحرب، كانت النازحة ميرفت الحاج من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تتلقى أدوية السكري وضغط الدم من فرق الأونروا التي كانت تصل إلى دور المسنين بهدف وتقديم العلاج لهم، لكن لاحقاً أُغلقت العيادات وتحول بعضها إلى مراكز لإيواء النازحين. بدأت تبحث عن الأدوية في كل مكان، أي صيدلية مفتوحة، أي صيدلي، أي طبيب، أي جار.

وبعد أن اضطرت الحاج (57 عاما) للنزوح من جباليا شمال قطاع غزة إلى النصيرات وسط القطاع، اضطرت لشراء بعض الأدوية البديلة، إلا أن الدواء ليس متوفرا دائما، وسعره مرتفع كما أنها ليست متاحة دائما. وقال الحاج لـ«الشرق الأوسط»: «الأونروا لا تملك الأدوية دائماً. مرض السكري وضغط الدم موجودان دائمًا (قراءات عالية)، وأحيانًا أتناول الدواء في يوم، وفي يوم آخر لا أتناوله.

وبينما تقول الأونروا إن طواقمها تعاني من ظروف صعبة ولا تستطيع توفير كافة احتياجات اللاجئين في قطاع غزة، خاصة النازحين إلى المدارس، يتهم المكتب الإعلامي الحكومي لحكومة حماس المنظمة الأممية بالتنصل من مسؤولياتها المختلفة وإغلاق المجال الطبي العيادات التي تشرف عليها. .

إصابة أطفال في مستشفى الشفاء بغزة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع (أ ف)

المسكنات بدلا من الطبيب

ورصدت «الشرق الأوسط» لجوء العديد من المرضى إلى تناول المسكنات في الحالات التي تتطلب زيارة الطبيب، إلا أن ذلك أصبح في غزة نوعاً من الترف. وقال مواطنون إنه وسط كل هذا الموت، لم يعودوا يهتمون بأمراضهم العادية، مثل الالتهابات والحمى والأنفلونزا والربو، ولن يغامروا بالذهاب إلى المستشفيات المزدحمة. لكن مرضى غسيل الكلى ومرضى السرطان وغيرهم من المرضى المصابين بأمراض خطيرة لا يمكنهم الانتظار.

أعلنت وزارة الصحة أن مستشفى الصداقة التركي، المستشفى الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة، تعرض لأضرار بعد استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي. وقال الدكتور صبحي سكيك مدير عام المستشفى عبر صفحته على الفيسبوك، “حالة من الذعر أصابت مرضى السرطان والطواقم الطبية نتيجة هدم مستشفى الصداقة التركي الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة وإلحاق إصابات بالغة بهم”. ولحقت بها أضرار جسيمة نتيجة استهداف محيطها بشكل متكرر”.

وأضاف: “لم يكتف الاحتلال بزيادة معاناة وألم مرضى السرطان وحرمانهم من الأدوية والسفر للعلاج في الخارج، بل أصبح يعرض حياتهم للخطر من خلال استهداف محيط المستشفى”.

وقبل ذلك قصفت إسرائيل المستشفى المعمداني في غزة، مما أدى إلى مقتل 500 شخص. كما قصفت محيط مستشفيات أخرى، مطالبة بإخلائها بالكامل.

وقالت وزيرة الصحة مي كايلا، إنه لا يمكن إخلاء المستشفيات، فهي مليئة بالمرضى والجرحى، بالإضافة إلى آلاف النازحين الذين وجدوا ملاذاً آمناً في باحات المستشفيات. فإلى جانب معالجة آلاف الجرحى وأمراض الكلى والسرطان، هناك أقسام لا تستطيع إغلاق أبوابها. مثل أقسام الولادة والأطفال وغرف العناية المركزة.

جرحى فلسطينيون يرقدون على الأرض في مستشفى الشفاء بغزة (EPA)

الخدمات الضرورية

وقالت دائرة العلاقات العامة بوزارة الصحة بغزة، إنه منذ بداية الحرب تمت معالجة مئات الحالات، بعضها غير قابل للشفاء. وأكد أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفيات التي لا تزال قادرة على العمل تقدم الخدمات الضرورية والعاجلة للمرضى رغم تعاملها مع آلاف الجرحى يومياً، ورغم الحالات الحادة والشديدة. نقص في توافر الإمدادات الطبية.

وأضاف: “هناك المئات من المرضى المعرضين لخطر الوفاة، بما في ذلك مرضى غسيل الكلى والأطفال حديثي الولادة والموجودين في أقسام الرعاية. لا يمكننا التوقف ولا يمكننا إخلاء المستشفيات”. وبدأت مستشفيات قطاع غزة برصد حالات الوباء في مراكز الرعاية الأولية، بسبب نقص المياه والغذاء الصحي ودمار البنية التحتية الصحية والطبية في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات