مصدر الصورة، رويترز
- مؤلف، أميمة الشاذلي
- دور، بي بي سي نيوز العربية
-
أغلقت صناديق الاقتراع في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، والتي يتنافس فيها الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب، ضد المفاوض النووي السابق المحافظ المتشدد سعيد جليلي، المعروف بموقفه الصارم تجاه الغرب.
قالت وزارة الداخلية الإيرانية إن النتائج الأولية أظهرت تقدم مسعود بزشكيان على منافسه المحافظ سعيد جليلي.
أعلن المتحدث باسم لجنة الانتخابات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محسن إسلامي، أنه تم فرز أكثر من 23 مليون صوت حتى الآن.
وبحسب لجنة الانتخابات، حصل مسعود بزشكيان على 12 مليونا و704 آلاف و910 أصوات، فيما حصل سعيد جليلي على 10 ملايين و474 ألف و238 صوتا، ما يجعل بزشكيان يتقدم على منافسه جليلي بأكثر من مليوني صوت.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أنصار بيزيشكيان ينزلون إلى الشوارع في طهران وعدة مدن أخرى للاحتفال بفوزه، على الرغم من أنه لم يتم فرز سوى نحو نصف الأصوات.
وقال مسؤول إيراني فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز للأنباء “بيزشكيان يتقدم بفارق كبير على سعيد جليلي استنادا إلى الأصوات التي تم فرزها حتى الآن”.
وانتهى التصويت عند منتصف الليل في إيران بعد تمديده ثلاث مرات، ليصل إجمالي فترة التصويت إلى ست ساعات.
وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات في البلاد محسن إسلامي في مقابلة مع تلفزيون إيران إن مراكز الاقتراع ملزمة بجمع أصوات جميع الأشخاص الذين كانوا يصوتون عند إعلان إغلاق مركز الاقتراع في الساعة 12:00 منتصف الليل (17:30 بتوقيت جرينتش).
وأعلن التلفزيون الرسمي أن نسبة التصويت تجاوزت 50 بالمئة، حيث شارك في التصويت أكثر من 31 مليون شخص، وسيتم بث نتائج فرز الأصوات على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الرسمي، لأول مرة في تاريخ البلاد.
ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران، الجمعة، للإدلاء بأصواتهم في 58 ألفا و638 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد.
مصدر الصورة، رويترز
ودعا المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي إلى مشاركة أكبر في الانتخابات هذه المرة، مؤكدا أن الامتناع عن التصويت لا يعني معارضة النظام.
وقال خامنئي، الأربعاء، إن “الإقبال على التصويت في الأسبوع الماضي كان أقل من المتوقع”، لكنه أضاف أنه “من الخطأ القول إن الذين امتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى يعارضون الحكم الإسلامي”.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لحظة إدلاء المرشد الأعلى بصوته، عندما فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 08:00 صباحا بالتوقيت المحلي (04:30 بتوقيت جرينتش).
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد الإدلاء بصوته صباح الجمعة “قيل لي إن حماسة الناس واهتمامهم أعلى مما كان عليه في الجولة الأولى، وأدعو الله أن يكون الأمر كذلك، لأنه سيكون خبرا سارا”.
وأضاف: “في المرحلة الثانية من الانتخابات يجب على الشعب أن يكون أكثر إصرارا اليوم على حسم نتائج الانتخابات وأن يكون هناك رئيس غدا”.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي أيضا الناخبين يصطفون خارج مراكز الاقتراع في وسط إيران، في حين قال مراسلو وكالة فرانس برس إن مراكز الاقتراع بدت أقل ازدحاما في العاصمة طهران.
مصدر الصورة، صور جيتي
وتأتي الانتخابات في ظل استياء شعبي من حالة الاقتصاد الإيراني الذي تأثر بالعقوبات المفروضة على البلاد.
ويتزامن ذلك أيضا مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحليف إيران في غزة، حماس، وكذلك حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى تزايد الضغوط الغربية على إيران بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ومن غير المتوقع أن يحدث الرئيس المقبل أي تحول في سياسات طهران تجاه البرنامج النووي أو أن يغير دعمها لمجموعات “الميليشيات” في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، ولكنه سوف يدير الوظائف اليومية للحكومة، وقد يؤثر على نبرة السياسات الخارجية والداخلية لإيران.
بين انتقادات بزشكيان وفرص جليلي
مصدر الصورة، صور جيتي
ورغم أن بيزيشكيان لا يعترض على الحكم الديني في إيران، فإنه تعهد باتخاذ نهج مختلف، منتقدا تصرفات شرطة الأخلاق، التي تفرض قواعد “غير أخلاقية” صارمة على النساء.
وفي مجال السياسة الخارجية، يدعو بيزيشكيان (69 عاما) إلى الحد من التوترات الدولية واستعادة الدبلوماسية النشطة والمشاركة البناءة مع العالم.
ويقول منافسوه المحافظون إنه يهدف إلى مواصلة سياسات إدارة حسن روحاني، التي يرون أنها فاشلة، في حين يشكك العديد من الناخبين في قدرته على الوفاء بوعود حملته الانتخابية.
وتعهد بيزيشكيان، الذي شغل في السابق منصب وزير الصحة، بإصلاح النظام الصحي وتحسين جودة الخدمات الطبية وخفض تكاليف العلاج.
وأكد بزشكيان على ضرورة تحسين الظروف التعليمية وزيادة جودة المدارس والجامعات، ودعا إلى أن تلعب المرأة أدوارا فعالة ومتساوية في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وكان منافسه المحافظ جليلي (58 عاما) رئيسا للمفاوضات النووية الإيرانية وأميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي. وقد عينه المرشد الأعلى ممثلا له في المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 16 عاما.
إن شعار جليلي هو “تحويل التهديدات إلى فرص”، ويقول أنصاره إنه قاوم الضغوط الغربية واتبع سياسة “صارمة ومتطلبة”، رافضًا الخضوع لمطالب الدول القوية.
وقال جليلي إن الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “لم يفد إيران على الإطلاق”.
وانتقد الاتفاق الذي قال إنه ينتهك جميع “الخطوط الحمراء” للجمهورية الإسلامية بالسماح بتفتيش المواقع النووية.
ورغم أن الرئيس الإيراني المقبل سيكون مسؤولا عن تنفيذ السياسة الحكومية التي وضعها المرشد الأعلى، الذي يملك السلطة النهائية في البلاد، فإن المحللين يقولون إن فوز جليلي في الانتخابات الرئاسية قد يبشر بتحول أكثر عدوانية في السياسة الداخلية والخارجية للجمهورية الإسلامية.