الأحد, مارس 23, 2025
الرئيسيةأخبار دوليةإسرائيل «تخفض الحرب» في غزة وفق الخطة الأميركية

إسرائيل «تخفض الحرب» في غزة وفق الخطة الأميركية

على الرغم من التصريحات المتتالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين، فإن الحرب على غزة ستستمر لفترة طويلة حتى تتحقق أهدافها المتمثلة في القضاء على قدرة حماس على الحكم والقتال، وأن الجيش يحتاج لأسابيع عديدة وربما أشهر حتى يتمكن من تحقيق ذلك. الانتقال من المرحلة الثانية إلى المرحلة الثالثة. بالنسبة للحرب، فقد أصبح من الواضح أن القيادات السياسية والعسكرية خضعت للإرادة والإدارة الأميركية، وبدأت فعلياً عملية تقصير الحرب وتقليص حجمها وزمنها ومداها.

ويفعل قادة إسرائيل ذلك بالضبط وفقاً لـ “نصيحة” الأخ الأكبر من واشنطن، والتي صيغت كخطة عمل في الاجتماعات التي أجراها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، والرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية. القوات المسلحة الأميركية تشارلز براون خلال زيارتها إلى تل أبيب قبل… أسبوعين واجتماعاتها مع مجلس قيادة الحرب ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ينزل من الطائرة في مطار بن غوريون في إسرائيل 18 كانون الأول (ديسمبر) (رويترز)

ووزع الفريقان حينها الخرائط والصور الملتقطة من الجو والمذكرات، وحددا عملية تقليص الحرب. حاول الجانب الإسرائيلي تمديد الفترة الزمنية للعمليات ومداها وعمقها، لكن أوستن وبراون والجنرالات الآخرين في فريقهم عرضوا على الجانب الإسرائيلي ثروة خبرتهم من الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان. وبضغط ناعم ونصائح عاجلة، تمكنوا من تسوية الأمر.

وبحسب التسريبات فإن الجانب الإسرائيلي كان يساوم لمدة أسبوعين، وطلب أن يبدأ الانتقال من المرحلة الثانية إلى الثالثة منتصف الشهر الجاري، إلا أن القرار الأميركي طلب بدء الانسحاب فورا، واستكماله. منتصف الشهر الجاري، ووافقت على تأجيل بدء الانسحاب من خان يونس فقط، لمدة أسبوعين. .

ويقول العارفون إن إسرائيل كانت بحاجة إلى هذا الضغط من أجل تغيير اتجاه الحرب، فالولايات المتحدة «ليست مجرد أخ أكبر فحسب»، بل قدمت لإسرائيل دعما لم يحدث في التاريخ لدولة صديقة في العالم. حربها، إذ شملت تعويضات مالية بقيمة 14.3 مليار دولار (نحو ثلث تكاليف الحرب)، وتعويضات عما فقد من ذخائر ومعدات وأسلحة (قطار جوي ضم 230 طائرة شحن، و30 سفينة شحن) تحمل عشرات الآلاف من الأطنان من الذخيرة والمعدات والأسلحة). إضافة إلى الدعم السياسي (الفيتو في مجلس الأمن وتجنيد الدول الغربية)، والدعم الإعلامي والقضائي (لمنع محاكمة جنرالات إسرائيل وقادتها السياسيين أمام المحكمة الدولية والمحاكم المحلية في الدول الغربية، بتهم تتعلق بالقتل). ارتكاب جرائم حرب).

بايدن مع بنيامين نتنياهو خلال زيارته التضامنية لإسرائيل في 18 أكتوبر (د ب أ)

ويقولون في تل أبيب إن من يقدم مثل هذا الدعم غير المسبوق «لن يقال له لا» لأي طلب، خاصة وأن واشنطن لا تزال تدعم إسرائيل في هدفها المتمثل في القضاء على قدرة حماس على الحكم، وقدرتها، إلى جانب التنظيمات الفلسطينية المسلحة الأخرى. للحكم. قتال. لكنها طلبت أن يتم ذلك من خلال “عمليات جراحية” من شأنها إزالة الخطر عن المدنيين. ويعني بذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة إلى مواقع خارج الحدود، ومن هناك القيام بعمليات ضد أهداف محددة ومحلية للقضاء على خلية مسلحة أو قادة عسكريين.

دمار وضحايا مدنيون في غزة جراء القصف الإسرائيلي (أ ف ب)

وطالب الأميركيون إسرائيل بوقف غاراتها وقصفها من بعيد، جواً وبحراً وبراً، والذي أدى إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، والتدمير الجزئي أو الكامل لغالبية المباني في قطاع غزة. وأن اغتيال قادة حماس لا يتطلب تدمير ما تبقى منها. المباني في غزة. وواشنطن تقدم هذه «النصيحة» لخدمة إسرائيل، إذ لم تعد قادرة على تجنيد العالم إلى جانبها. والحقيقة أن الولايات المتحدة ذاتها أصبحت “وحيدة ومعزولة” في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وهذا الموقف الأميركي ينطوي على قناعة بأن الأهداف السامية التي طرحتها القيادة الإسرائيلية للحرب، وهي إبادة حماس، لم تكن واقعية ولا يمكن تحقيقها. ويجب مساعدتها على النزول من هذا السقف شيئاً فشيئاً، من خلال البحث عن وسائل أخرى، وتخصيص الوقت للمفاوضات حول تبادل الأسرى، حيث التقى الرئيس جو بايدن نفسه بعائلات الأسرى الإسرائيليين ووعدهم بالقيام بذلك. الجهود الشخصية لتسريع إطلاق سراح أفراد أسرهم، ولا تريد أمريكا أن تخيب آمالهم.

جنود إسرائيليون يطلقون قذائف هاون باتجاه منطقة قريبة من الحدود مع قطاع غزة، اليوم الاثنين (إيبا)

أما قيادة الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى في تل أبيب، فقد قررت الموافقة على الموقف الأمريكي، إلى جانب القادة السياسيين القادمين من الجيش، خاصة بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

وليس أمام نتنياهو خيار سوى الموافقة أيضاً على طريقته المعروفة: فهو يدلي بتصريحات متفاخرة ترضي شركائه في اليمين المتطرف، لكنه لا يعترض على خطط الجيش. يتحدث عن خلافات مع الحلفاء المخلصين في الإدارة الأميركية، لكنه لا يتحدث عن طريقة حل هذه الخلافات. فهو يرفض الموقف الأمريكي بشأن اليوم التالي ومستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويدعم مواقف حلفائه الرافضة لحل الدولتين، ويؤكد أن الجيش الإسرائيلي هو الوحيد الذي سيتولى المهمة الأمنية في البلاد. غزة لمنع هجوم آخر من «حماس»، لكنه لا يرضخ لمطالب الحلفاء بترجمة هذا الرفض إلى واقع عملي. وسيكمل مهمة تدمير غزة بأكملها وترحيل سكان غزة إلى مصر واستعادة الاستيطان اليهودي.

إسرائيليون يحتجون ضد حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب بإسرائيل يوم السبت الماضي (أ ف ب)

وما بقي أمام نتنياهو الآن هو السعي إلى إطالة عمر حكومته بمزيد من الألاعيب، لتأجيل حتما الحرب القادمة ضده، الحرب الداخلية، التي ستحاول فيها المعارضة الإطاحة بحكومته وإقامة حكومة محايدة ومتمكنة. لجنة تحقيق في أسباب الفشل الذي أدى إلى هجوم 7 أكتوبر. والذهاب إلى انتخابات مبكرة جديدة في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات