وفي ظل إجماع الحركات الاحتجاجية، وخاصة أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يعيق عملية صفقة تبادل الأسرى، انطلقت مظاهرات، على مدار 24 ساعة يوميا، من مساء الجمعة وحتى السبت. مساءً، في مناطق مختلفة من إسرائيل. وفي الملخصات التي نشرت الأحد، أكد المنظمون أن عدد المشاركين تجاوز 40 ألفًا، وهو العدد الأكبر منذ بدء حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورفعت في هذه التظاهرات شعارات تتهم نتنياهو بالمسؤولية عن سفك الدماء الإسرائيلية في الحرب وفي الأسر، لمجرد أنه يريد ضمان استمرار حكمه. وهتف بعض المتظاهرين ضده في تل أبيب وقيصرية: “القاتل”، ورفعوا صورا له على خلفية يديه ملطختين بالدماء.
وبدأت التظاهرات، ليل الجمعة، برفع شعارات على الجسور وتقاطعات الطرق في أكثر من 60 موقعا في أنحاء إسرائيل، تحت شعار “مذنب” الذي ظهر مع صورة نتنياهو ويداه ملطختان بالدماء. واختتمت المظاهرات في القدس بالمسيرة التي انطلقت قبل خمسة أيام من قطاع غزة سيرا على الأقدام. ولدى وصولي إلى ساحة باريس في القدس الغربية، بلغ عدد المشاركين نحو 20 ألف متظاهر، بينهم معتقلون محررون من غزة وعائلات أسرى وجنود احتياط عائدين من الحرب.
بقلم يائير لابيد
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد خلال مشاركته في المسيرة: “أنا هنا معكم لأن الدولة لا تستطيع أن تتعايش مع فكرة أنهم لن يعودوا. إذا لم يعودوا إلى منازلهم، فستكون دولة إسرائيل قد خانت مواطنيها، ولا يمكن السماح بحدوث ذلك”. واتهم لابيد الحكومة بالفشل في إعادة الأطفال. ولأنها مشغولة بالبقاء في السلطة، طالب المتظاهرون نتنياهو بالاستقالة، واتهموه صراحة بالتضحية بأبنائهم.
وفي تل أبيب جرت مظاهرتان. وضمت إحداها في شارع كابلان 10 آلاف متظاهر، رفعت فيها شعارات حادة ضد الحكومة وطالبت باستقالتها والذهاب للانتخابات. كما أغلقت شارع بيغن المقابل لمقر وزارة الدفاع، حيث قامت الشرطة بتفريقهم واعتقال 7 متظاهرين. لكن الشرطة بدت أقل عنفاً من تعاملها مع المتظاهرين الأسبوع الماضي.
أما المظاهرة الثانية فكانت لعائلات الأسرى، وتضمنت 12 ألفاً تجمعوا أمام مقر وزارة الدفاع ومجلس قيادة الحرب. اجتمعت التظاهرتان. وألقى الخطاب المركزي يائير جولان، النائب السابق لرئيس أركان الجيش، والذي يترشح لرئاسة حزب العمل. وقال إن إسرائيل تشهد أقسى أزمة حكم في تاريخها بسبب الإدارة الفاشلة للحرب على غزة. وأضاف: “لقد حارب أبناؤنا في غزة وحققوا إنجازات عظيمة ضد حماس. ولكن سلوك الحكومة يهدد بتآكل هذه المكاسب؛ لأنها لا تريد حقاً إطلاق سراح السجناء”. ودعا إلى إجراء انتخابات مبكرة وإجرائها خلال 3 أشهر.
مظاهرة بالقرب من منزل نتنياهو
وفي قيسارية، تظاهر أكثر من 1500 شخص، بعد وصولهم بالقرب من منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مطالبين بإسقاطه وبالحكومة، وإجراء انتخابات فورية. وهناك ألقى دان حالوتس رئيس أركان الجيش الأسبق كلمة أكد فيها أن الشعب قادر على إسقاط الحكومة إذا تضاعف عدد المتظاهرين وأصر على التظاهر والعصيان.
كما تظاهر الآلاف في حيفا، وريحوفوت، ونيس زيونا، وبئر السبع، وكركور، ونهالال، وروشبينا، وعدد من المواقع والبلدات الأخرى ضد الحكومة، مطالبين بإجراء انتخابات، ووضع حد للتقاعس عن قضية تحرير الأسرى.
وحرصت قيادة التظاهرات على الجمع بين كلمات شخصيتين عربيتين. وفي حيفا كان أحد المتحدثين هو الدكتور بشير كركبي، مدير قسم الحساسية في مستشفى الكرمل. وقال: “الحكومة تخوض حرباً ليس فيها حرص حقيقي على الأمن ولا مصلحة حقيقية في تحرير الأسرى”. “إنها حرب انتقامية غبية تلحق ضررا كبيرا بمستقبل إسرائيل. لقد جاء لخدمة مصالح نتنياهو الشخصية ومصالح اليمين الأعمى”.
وفي بئر السبع، كان عطية الأعسم، رئيس رابطة القرى غير المعترف بها، المتحدث الرئيسي. وقال: “الحكومة تدق إسفينا بين اليهود والعرب لتغذية عقلية الحرب والعداء تجاه الفلسطينيين. ويجب على العقلاء من الجانبين إحباط هذه المؤامرة والرد عليها بالنضال المشترك من أجل السلام”.
مظاهرة عربية
وأخيراً تمكنت “فلسطينيون 48” من تنظيم مظاهرة كبيرة؛ واحتجاجاً على الحرب على غزة، بعد الاتفاق الذي توصل إليه المنظمون، قامت لجنة المتابعة العربية مع الشرطة، أمام قاضي المحكمة الجزئية. وعليه تراجعت الشرطة عن شروطها السابقة بأن تكون في مهرجان وليس مسيرة تظاهرية، وأن تكون في المنطقة الصناعية بعيدا عن الجمهور، وأن يقتصر عدد المشاركين على 700 شخص. الناس.
وبموجب الاتفاق، جرت التظاهرة على الشارع الرئيسي، من النصب التذكاري لشهداء الشعب الفلسطيني، شمال بلدة كفر كنا، مروراً بالشارع الرئيسي، ومنه إلى الملعب البلدي. وشارك فيها نحو خمسة آلاف شخص، ورفرف العلم الفلسطيني فوقها.
وقالت المتابعة، في بيان للدعوة، إن التظاهرة “تطالب بوقف الحرب الإجرامية ضد أهلنا في قطاع غزة، ضد المجاعة الرهيبة، ووقف اجتياح مدينة رفح، مع كل ما يمكن أن ينجم عن ذلك من جرائم فظيعة وغير مسبوقة، مما يشكل تصعيدا لحرب الإبادة التي تشهدها البلاد”. لقد أطلقتها إسرائيل بقيادة حكومتها الفاشية في غزة”. وجرت التظاهرة تحت شعارات “أوقفوا الحرب” و”لا لحرب الإبادة والتهجير”.
وقاد التظاهرة قيادة لجنة المتابعة رئيسها محمد بركة ورئيس اللجنة الوطنية لرؤساء الهيئات المحلية العربية مضر يونس وقيادات حركات وأحزاب المتابعة وأعضاء الكنيست. أحمد الطيبي، عايدة توما سليمان، عوفر كاسيف، ورؤساء السلطات المحلية. ولوحظ تواجد كثيف لقوات الشرطة الإسرائيلية خارج بلدة كفر كنا، ولم تسجل أي مواجهات أو اعتداءات من قبل الشرطة.