الجمعة, يوليو 4, 2025
الرئيسيةأخبار مصر"العدو الخفي" يلاحقه.. زوجة المعارض المصري طنطاوي ومحاميه ينددان بما يحدث له

“العدو الخفي” يلاحقه.. زوجة المعارض المصري طنطاوي ومحاميه ينددان بما يحدث له

قالت زوجة الصحفية والمعارضة المصرية رشا قنديل لقناة الحرة الثلاثاء، بعد يوم من منع محاميه من زيارته في السجن، “أريد أن أعرف من هو العدو الخفي لأحمد الطنطاوي الذي يأمر بكل هذه الانتهاكات ضده ومن هو فوق القانون في مصر”.

وقال نبيل الجنادي محامي الطنطاوي لـ«الحرة»: «منعنا من مقابلته في السجن رغم الحصول على إذن من النيابة العامة، بدعوى أو ادعاء أن موكلنا استنفد كافة زياراته، وهذا غير صحيح ومخالف للقانون».

وكان طنطاوي، الذي كان يأمل في الترشح ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العام الماضي، قد أدين في فبراير/شباط بارتكاب انتهاكات أثناء حملته الانتخابية. وحُكم على العضو السابق في البرلمان المصري بالسجن لمدة عام مع الأشغال الشاقة، في حكم أيدته محكمة الاستئناف.

واتهم الطنطاوي السلطات بعرقلة جهوده في الحصول على التصاريح اللازمة لخوض الانتخابات الرئاسية، تحت ذرائع مختلفة، من بينها خلل في أنظمة الكمبيوتر بمكاتب الشهر العقاري.

الانتظار لمدة أربع ساعات

وبعد أن حصل المحامون، صباح اليوم الاثنين، على إذن من النيابة العامة لزيارة طنطاوي في السجن، وصلوا إلى سجن العاشر من رمضان، الواقع بمحافظة الشرقية، شمال شرقي العاصمة القاهرة، الساعة 1:45 ظهرا، حيث قدموا الإذن، بالإضافة إلى بطاقات هويتهم، إلى الإدارة المختصة.

“وبعد ربع ساعة سلمونا التصريح والبطاقات، وأبلغونا أنهم ينتظرون التعليمات، وأننا على الأرجح سنتمكن من الزيارة. وانتظرنا في غرفة الاستراحة حتى الساعة الثالثة والنصف عصراً، عندما جاء إلينا العميد محمد، ضابط أمن منطقة السجن، واعتذر عن عدم السماح لنا بالزيارة، مدعياً ​​أن أحمد استنفد كل زياراته العادية والاستثنائية”، بحسب المحامي خالد علي.

وقال علي: «شرحنا له أن قانون السجون ولائحته التنفيذية يميز بين ثلاثة أنواع من الزيارات، لا يجب الخلط بينها، وهي الزيارة العادية لمن يقضون عقوبتهم، وهي مرتين شهريًا، ولم تتلق أسرة الطنطاوي سوى زيارة عادية واحدة طوال الشهر، وهناك أيضًا زيارات استثنائية في الأعياد والمناسبات الوطنية والدينية، وهناك أيضًا زيارة المحامين، والتي يصدر لها تصريح من النائب العام، والزيارة خاصة بين المتهم ومحاميه، ولا تحسب ضمن الزيارات العادية أو الاستثنائية التي تتمتع بها الأسر».

“الترتيب المنهجي”

وقال الناشط الحقوقي المصري معتز الفجيري لـ”الحرة” إن “هناك فجوة كبيرة في مصر بين القوانين واللوائح المنظمة للسجون وتعسف وزارة الداخلية”، معتبراً أن رفض السماح للمحامين بلقاء موكليهم “أمر ممنهج يحدث بشكل متكرر مع السجناء والمعتقلين الآخرين بشكل يومي، مما يخلق معاناة للأسر والمحامين”.

«ولكن في قضية طنطاوي تحديداً، تتعامل الدولة معه بقسوة تكشف أن القضية ككل تهدف إلى إبعاد الخصم السياسي عن أي منافسة مستقبلية، وتأديب أنصاره»، بحسب الفجري.

وتعرضت القاهرة منذ فترة طويلة لانتقادات بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، حيث تقدر جماعات حقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين ما زالوا خلف القضبان، والعديد منهم في ظروف قاسية.

وتنفي السلطات المصرية مضايقة المعتقلين، وتقول إنه لا يوجد “سجناء سياسيون” وأن الاعتقالات مرتبطة فقط بأفعال تخالف القانون الجنائي.

الطنطاوي ومن قبله.. بين القانون و«تعذيب» منافسي السيسي

تحت عنوان “لا تسامح مع منافسي الرئيس السيسي”، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن السلطات المصرية سجنت المعارض السياسي البارز أحمد الطنطاوي بتهمة “تحدي الرئيس المصري”.

وقال أحمد باشا رئيس التحرير الأسبق لجريدة روز اليوسف في تصريحات سابقة لقناة الحرة إنه “لا يوجد في مصر ما يسمى حكم سياسي، وإنما حكم قضائي يصدر في محاكمة علنية وفقاً للقانون الصحيح”.

وقال المحامي بالنقض أحمد راغب لـ”الحرة” إنه على الرغم من وجود إذن من النيابة، إلا أنه حسب قانون السجون، يتم في بعض الحالات منع الزيارة لبعض المحكوم عليهم لأسباب معينة، ومن حق المحامين اللجوء للقضاء في تلك الحالة.

ويرى راغب أن قضية طنطاوي وأنصاره هي “خلاف سياسي كان من المفترض أن يتم احتوائه سياسيا وليس تصعيده إلى القضاء”.

في حين قال الجنادي الذي حاول لقاء الطنطاوي اليوم الاثنين، مع علي، إن “زيارة المحامين تختلف عن الزيارات العائلية”، فضلاً عن أن عائلته لم تزره إلا مرة واحدة مباشرة بعد سجنه.

“تم تسجيل الزيارة ومراقبتها.”

ولم تتم زيارة طنطاوي إلا في العاشر من يونيو/حزيران الماضي، وكانت الزيارة من زوجته قنديل، ومنذ ذلك الحين لم يعرف أهله ومحاموه عنه شيئاً، بحسب الجنادي.

وقال قنديل لـ”الحرة” إن جميع السجناء لهم الحق في الزيارة مرتين شهريا، أما نحن فلا يسمح لنا بزيارته إلا مرة واحدة شهريا، وحتى ذلك يتم وفق تعليمات مشددة، وبحضور عدد من الضباط والمسؤولين داخل السجن.

وأضافت أن “إدارة السجن رفضت تنفيذ إذن النيابة بزيارة أحمد قانونيا، وهذا مخالف لما هو منصوص عليه سواء في لائحة السجن أو حقوقه القانونية المنصوص عليها، ولذلك يجد محاموه صعوبة في استكمال إجراءات الاستئناف، وهو آخر حق في التقاضي مكفول لأحمد الطنطاوي في قضية المحررات العرفية أو “التوكيلات الشعبية”.

وأضافت: “هذا أدى أيضًا إلى عدم معرفتنا ما إذا كان آمنًا، وما هي ظروف سجنه، وما إذا كان يتعرض للإساءة أو حتى ما يصل إلى التعذيب”.

وأضافت: “ما نعرفه هو أن الزيارات مسجلة ومراقب، وما نعرفه هو أن أحمد قدم بعض الطلبات التي تشير إلى أنه قد تكون الأضواء مضاءة في زنزانته 24 ساعة في اليوم، وبالتالي لن يتمكن من النوم جيدا، ولم يتمكن من الكشف عما إذا كان يُسمح له بممارسة الرياضة وإلى متى، وما إذا كان هذا يحدث أسبوعيا”، وتابعت: “لا أعتقد على الإطلاق أنه يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها السجناء الآخرون في قضايا مماثلة”.

وتنص المادة 39 من قانون تنظيم السجون رقم 396 لسنة 1956 وتعديلاته على أنه: “يجوز لمحامي المسجون أن يقابله على انفراد بشرط أن يحصل على إذن كتابي من النيابة العامة ومن قاضي التحقيق في القضايا التي يتولى التحقيق فيها، سواء كان اللقاء بناء على دعوة المسجون أو بناء على طلب المحامي”.

وقال الجندي لـ”الحرة”: “لا نعلم شيئا عن ظروف احتجازه أو ما إذا كان يتعرض لمضايقات بسبب عدم السماح لنا بزيارته، لكن بشكل عام فصل المحامي عن موكله والامتناع عن تنفيذ قرار النيابة العامة مخالف للقانون ومخالفة واضحة وصريحة في قضية أحمد الطنطاوي”.

وفي حديثها مع قناة الحرة، أعربت قنديل عن قلقها العميق “على سلامة طنطاوي وظروف سجنه، وما إذا كان يتعرض لما قد يصل إلى حد الإيذاء النفسي والعقلي والتعذيب”، مطالبة بزيارة استثنائية للاطمئنان عليه وتمكين محاميه من زيارته.

وفي 31 مايو/أيار، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء سجن طنطاوي ودعت إلى الإفراج الفوري عنه.

وقالت مارتا هورتادو، المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في بيان: “نشعر بقلق عميق إزاء قرار محكمة استئناف القاهرة في 27 مايو/أيار بتأييد الحكم بالسجن لمدة عام مع الأشغال الشاقة ضد عضو مجلس النواب السابق والمرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي و22 من أنصاره”.

وأضافت “ندعو السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن طنطاوي وكل الآخرين المعتقلين دون مبرر لممارسة حقوقهم الأساسية، وخاصة حرية الرأي والتعبير وتكوين الجمعيات”.

بيان غاضب من الأمم المتحدة بعد سجن المعارض المصري أحمد الطنطاوي

أعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن قلقها العميق إزاء سجن السياسي المصري المعارض أحمد طنطاوي، ودعت إلى الإفراج الفوري عنه.

“من هو العدو الخفي؟”

وأكد قنديل أن “زيارة المحامين لا تحسب ضمن الزيارات العائلية أو الاستثنائية، وبالتالي فإن حجة من أحيلوا للحصول على إذن لمحامي طنطاوي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحقيقة أو الواقع أو القانون أو سيادته أو لائحة السجون”.

وطالبت قنديل بمعرفة من وصفته بـ«العدو الخفي لأحمد الطنطاوي الذي أمر بكل هذه الإساءة إليه».

وقالت: “في محكمة الاستئناف رفع الطنطاوي دعوى ضد رئيس الجمهورية ووزير الداخلية واللجنة العليا للانتخابات والأمن الوطني ونيابة أمن الدولة، لذلك أريد أن أعرف من من هذه الجهات تسيء لزوجي ولها قرار عدم تطبيق القانون، ومن فوق القانون في مصر”.

مصر.. الحكم على طنطاوي «رسالة أولى»

أثار الحكم الصادر بحق المعارض المصري أحمد الطنطاوي، الذي كان ينوي الترشح في الانتخابات الرئاسية المصرية التي فاز بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالحبس، تساؤلات حول أسبابه وتوقيته، وما إذا كان دافعه قانونيا أم تقييد المعارضة.

وعن المرحلة المقبلة، قال المحامي نبيل الجنادي: «نستعد لمرحلة الاستئناف ونجهز حاليا أسباب الاستئناف لتقديمها للمحكمة، وسننتظر تحديد جلسة، وسنقدم استئنافا على تنفيذ الحكم».

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات