اعتقلت السلطات التركية 474 شخصا، الثلاثاء، بعد أعمال عنف استهدفت مصالح سورية في تركيا عقب اتهامات لرجل سوري بالتحرش بفتاة.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا عبر تويتر إن “474 شخصا اعتقلوا بعد الأعمال الاستفزازية” التي قاموا بها ضد السوريين في تركيا.
اندلعت أعمال عنف ضد متاجر وممتلكات سورية في مدينة قيصري بوسط الأناضول يوم الأحد، ثم انتشرت إلى أجزاء أخرى من البلاد.
وأضاف الوزير التركي أن 285 من أصل 474 شخصا تم اعتقالهم “بعد الحادث القبيح في قيصري” لديهم سوابق جنائية. ودعا المواطنين إلى “عدم التحول إلى محرضين”.
اشتباكات مسلحة شمال سوريا على خلفية الحادث
وانعكست أعمال العنف التي استهدفت السوريين في مدينة قيصري التركية الأحد، على مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة للسيطرة التركية.
قُتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون، في اشتباكات جرت، أمس الاثنين، بين متظاهرين سوريين مسلحين والقوات التركية في تلك المنطقة الحدودية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مئات الأشخاص تظاهروا في مختلف أنحاء المنطقة في أعقاب حملة على الشركات والممتلكات السورية في وسط تركيا حيث اتهم رجل سوري بالتحرش بطفل.
وأضاف المرصد الذي يملك شبكة مصادر داخل سوريا، أن “اشتباكات مسلحة دارت بين متظاهرين مسلحين والقوات التركية في مدينة عفرين” شمال سوريا التي تسيطر عليها تركيا.
وتحدث عن “اشتباكات بالأسلحة الرشاشة جرت بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية من جهة أخرى، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي”.
وقال في وقت لاحق إن “أربعة أشخاص قتلوا في تبادل لإطلاق النار بين المتظاهرين وحراس متمركزين في مواقع تركية”، بعد أن أعلن في البداية أن شخصًا واحدًا قتل.
وأضاف المرصد أن ثلاثة من القتلى سقطوا في مدينة عفرين، وآخر في جرابلس، كما أصيب 20 آخرون.
وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن التظاهرات “المصحوبة بالعنف” انتشرت في “مناطق واسعة” من الشريط الحدودي الذي تسيطر عليه تركيا، كما امتدت الاحتجاجات إلى أجزاء من منطقة إدلب القريبة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وحاول متظاهرون اقتحام حواجز تركية وأنزلوا الأعلام التركية، بحسب المرصد، ورد حراس الحواجز بـ”إطلاق النار لتفريقهم” في مدينة الأتارب وبلدة الأبزمو بريف حلب الغربي.
وقال المرصد إن “عناصر حرس الحدود التركي أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين الذين اقتحموا معبر جرابلس الحدودي”.
“التحرش بالأطفال”
جاءت المظاهرات بعد يوم من اندلاع أعمال عنف في تركيا يوم الأحد بعد اتهام سوري بالتحرش بطفل. واستهدف المتظاهرون الغاضبون شركات وممتلكات مملوكة لسوريين في مدينة قيصري التركية، وألقت السلطات التركية القبض على 67 شخصًا في ذلك اليوم.
أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موجة العنف الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في تركيا.
وقال “بغض النظر عن هوياتهم فإن إشعال النار في الشوارع ومنازل الناس أمر غير مقبول”، مشددا على أنه لا ينبغي استغلال خطاب الكراهية لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا إن مواطنين أتراك ألقوا القبض على المشتبه به السوري وسلموه للشرطة.
وقال يرلي كايا على منصة إكس إن السوري مشتبه به في التحرش بقريبه السوري، وأوضح أنه تم القبض على 67 شخصًا بعد الهجمات.
ودعت السلطات المحلية المواطنين إلى الهدوء، وكشفت أن الضحية طفلة سورية تبلغ من العمر خمس سنوات.
وشهدت تركيا، التي تستضيف نحو 3.2 مليون لاجئ سوري، أعمال عنف معادية للأجانب عدة مرات في السنوات الأخيرة، وعادة ما تنجم هذه الأعمال عن شائعات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.
وفي عام 2016، سيطرت تركيا، إلى جانب الفصائل السورية الموالية لها، على مناطق حدودية في شمال سوريا بعد عدة عمليات عسكرية.