زيلينسكي متفائل بشأن الوضع على الجبهة: أفضل مما كان عليه في الأشهر الثلاثة الماضية
غداة إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التقدم الروسي على الأراضي الأوكرانية «توقف»، وأن الوضع على الجبهة أفضل مما كان عليه قبل ثلاثة أشهر، حيث لم تحقق القوات الروسية أي تقدم جديد بعد سيطرتها، الماضي. وفي مدينة أفدييفكا شرقي البلاد، الشهر الماضي، أعلنت موسكو الثلاثاء، سيطرتها على قرية في شرق أوكرانيا قرب مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها.
وأعلن زيلينسكي في مقابلة مع قناة BFM TV الفرنسية وصحيفة لوموند أن كييف بدأت في بناء “أكثر من 1000 كيلومتر” من التحصينات الدفاعية على جبهة القتال في أوكرانيا. وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا طورت موقعها الاستراتيجي رغم نقص الأسلحة، لكنه أشار إلى أن الوضع قد يتغير مرة أخرى إذا لم تحصل بلاده على إمدادات جديدة.
وطلبت أوكرانيا صواريخ يصل مداها إلى 500 كيلومتر من ألمانيا في مايو/أيار. ورفضت برلين الطلب للمرة الأولى في أكتوبر ثم مرة أخرى قبل أسبوعين.
من الواضح أن المستشار الألماني أولاف شولتز رفض مرة أخرى تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز توروس. وقال شولتز في مؤتمر صحفي في برلين: “إن وضوحي قائم”. وظيفتي كمستشار ورئيس للوزراء هي أن أكون دقيقا وألا أثير أي توقعات مضللة. إجاباتي واضحة في المقابل. وسئل عما إذا كان، مثل وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، يرى مبادلة الصواريخ مع بريطانيا بدلا من التسليم المباشر كخيار.
وكان بيربوك قد وصف في وقت سابق عملية مبادلة، حيث تقوم ألمانيا بتسليم صواريخ كروز من طراز “توروس” إلى بريطانيا، وتقوم لندن بتسليم المزيد من صواريخ “ستورم شادو” من مخزوناتها إلى أوكرانيا في المقابل، “كخيار”. ولم يستبعد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مثل هذا النهج، بحسب مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونج. وشدد شولتز على أن نشر صواريخ “طوروس” ليس له ما يبرره، ولهذا السبب فإن هذه المسألة “لم تكن مباشرة ولا غير مباشرة”. وقال شولتز إنه يخشى أن تنجر ألمانيا إلى الحرب.
وقال زيلينسكي في تصريحات مصحوبة بصوت باللغة الفرنسية: “الوضع أفضل بكثير مما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية”. وأضاف: “واجهنا بعض الصعوبات بسبب نقص القذائف المدفعية والحصار الجوي والأسلحة الروسية بعيدة المدى والهجمات التي نفذتها طائرات روسية ضخمة”.
وأضاف: “لقد عملنا بطريقة فعالة للغاية… لمواجهة الطائرات الروسية. “تحسن وضعنا في الشرق وأوقفنا تقدم القوات الروسية”.
وأعطى استيلاء روسيا على أفدييفكا فرصة لقواتها لالتقاط أنفاسها في الدفاع عن المركز الإقليمي الذي تسيطر عليه في دونيتسك، على بعد 20 كيلومتراً إلى الشرق. وسيطرت القوات الروسية بعد ذلك على مجموعة من القرى قرب أفدييفكا، لكن متحدثين عسكريين أوكرانيين قالوا الأسبوع الماضي إن هذه القوات لم تحقق تقدما جديدا، وإن القوات الأوكرانية عززت مواقعها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: “في اتجاه دونيتسك، حررت وحدات من مجموعة القوات الجنوبية قرية نيفيلسكي واحتلت خطوط ومواقع أكثر ملاءمة” في المنطقة التي أعلن الكرملين ضمها عام 2022. وذكرت قناة “تيليغرام”، الاثنين، أن قناة “ديسبستات” (DeepState)، المقربة من الجيش الأوكراني ويتابعها أكثر من 680 ألف شخص، قالت إن “العدو تقدم بالقرب من نيفيلسكي”.
فيما ترددت أنباء عن دخول معارضين روس، يبدو أنهم مسلحون من أوكرانيا، إلى مدن روسية قريبة من الحدود الأوكرانية. وكتب إيليا بونوماريف، وهو عضو سابق في البرلمان الروسي ويعيش حاليًا في أوكرانيا، على تطبيق تيليجرام يوم الثلاثاء: “تقدم فيلق الحرية الروسي، وفيلق المتطوعين الروسي، والكتيبة السيبيرية إلى منطقتي كورسك وبيلغورود كجزء من عملية مشتركة.” ».
وقالت وزارة الدفاع في موسكو إنه تم صد عدة هجمات شنها مسلحون أوكرانيون. ووصف جهاز الأمن الاتحادي التقارير عن انتهاكات عبر الحدود بأنها غير صحيحة.
وأضاف بونوماريف أنه يقال إن القتال يدور في قرية تيوكينو بمنطقة كورسك. وأوضح أن معارضي بوتين سيطروا على قرية في منطقة بيلغورود.
وتأتي هذه الهجمات قبل 3 أيام من بدء الانتخابات الرئاسية الروسية التي من المتوقع أن يفوز بها الرئيس فلاديمير بوتين.
ودعا المقاتلون الملثمون الذين يرتدون الزي الأوكراني، في رسائلهم المصورة، إلى تجاهل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في روسيا الأحد المقبل.
وقال المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية، أندريه يوسوف، لمنصة “أوكراينسكا برادفا” إن الوحدات تتكون من مواطنين روس وإنهم “يتحركون بشكل مستقل تماما”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء: “هذا الصباح، أحبطت وحدات من القوات المسلحة الروسية ودائرة حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي محاولة اختراق الحدود الروسية في منطقتي بيلغورود وكورسك أطلقها نظام كييف”.
من جانبه، أكد حاكم المنطقة الروسية، رومان ستاروفويت، وقوع الهجوم، وإصابة شخص بجروح طفيفة، نافياً حدوث أي “اختراق”. وأمرت سلطات مدينة كورسك، الثلاثاء، بإغلاق المدارس بعد الهجمات التي نفذها متطوعون موالون لأوكرانيا.
وقال فيلق الحرية الروسي على تطبيق تيليغرام إن قواته “عبرت الحدود”، وأرفق إعلانه بمقطع فيديو يظهر ثلاث مركبات مدرعة تسير في الظلام على طريق ريفي. وأعلن التنظيم أنه “دمر” مدرعة عسكرية روسية في قرية تيوكينو بإقليم كورسك.
وبحلول الصباح، كان القتال بين المتطوعين الموالين لروسيا والقوات الروسية لا يزال مستمرا في منطقتي بيلغورود وكورسك، بحسب ما قال ممثل المنظمة أليكسي بارانوفسكي لوكالة فرانس برس. وأشار إلى أن القوات الروسية “فقدت مدرعات”، مبينا أن التنظيم ينوي توسيع نطاق عملياته إلى مناطق روسية أخرى.
وتحدثت “الكتيبة السيبيرية” عن “قتال عنيف” في روسيا، ودعت الروس إلى تجاهل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يومي 15 و17 مارس/آذار الجاري. وقالت الكتيبة: “لا نستطيع تغيير الوضع للأفضل إلا بحمل السلاح”.
ويأتي هذا الهجوم المسلح بعد قصف بطائرة بدون طيار أوكرانية على روسيا ليل الأحد – الاثنين، وكان أكبر هجوم بطائرة بدون طيار تشنه كييف منذ بداية الحرب، خاصة على موقعين للطاقة اندلعت فيهما حرائق في أحدهما. على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة. وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الثلاثاء، أن الجيش الروسي يفعل “ما هو ضروري” لصد جميع الهجمات الأوكرانية.
وقالت السلطات الروسية إن هجمات كييف، الثلاثاء، طالت أيضا مناطق بعيدة عن الحدود، حيث أفادت السلطات المحلية بتسجيل ضربات في مدينة أوريل الواقعة على بعد 160 كيلومترا من الحدود، وكوستوفو الواقعة على بعد 450 كيلومترا شرق العاصمة الروسية. .
وذكرت السلطات المحلية في المنطقتين أن حريقاً اندلع في مصفاة لتكرير النفط ومخزن للوقود نتيجة هذه الهجمات. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكنت ليل الاثنين-الثلاثاء من تدمير 25 طائرة مسيرة أوكرانية، منها طائرتان في أجواء منطقة موسكو، وواحدة في بريانسك ولينينغراد، و11 في بيلغورود وكورسك.
أعلنت البحرية الأوكرانية مسؤوليتها، الثلاثاء، عن تدمير “مركز قيادة” روسي مثبت على ناقلة نفط تقطعت بها السبل على برزخ كينبورن في البحر الأسود بالقرب من مصب نهر دنيبرو. وقالت البحرية إن السفينة كانت بمثابة “منصة انطلاق” للطائرات الصغيرة بدون طيار في منطقة خيرسون.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن طائرة شحن عسكرية على متنها 15 شخصا تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شمال شرق موسكو. وذكرت الوزارة أن “طائرة نقل عسكرية من طراز إيل-76 تحطمت في منطقة إيفانوفو بعد وقت قصير من إقلاعها في رحلة مقررة مسبقا”. وكان على متن الطائرة 8 أفراد من الطاقم و7 ركاب».
وأوضحت في بيان نشرته وكالات الأنباء الروسية أن الحادث وقع في منطقة إيفانوفو على بعد 200 كيلومتر شمال شرق موسكو. وأشارت إلى أن الحادث ناجم عن «حريق في أحد محركات» الطائرة، وأنها أرسلت بعثة عسكرية إلى القاعدة الجوية لفتح تحقيق فيها. تستخدم روسيا وسائل النقل الجوي والبري على نطاق واسع لنقل المعدات الحربية.
وذكر تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية أن القوات المسلحة الأوكرانية شنت، السبت الماضي، هجوما جويا بمركبة بدون طيار على منشأة صيانة “بيريف تانك” في موقع “تاغانروغ” بمنطقة روستوف في روسيا. وأشار التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة “X” إلى أن موقع “تاغانروغ” يُستخدم لإنتاج وتحديث وصيانة وإصلاح طائرة الإنذار المبكر والسيطرة المحمولة جواً A-50U Mainstay التابعة للقوات الجوية الروسية. ويتمتع الموقع أيضًا بأهمية استراتيجية أوسع بالنسبة لروسيا، لأنه يخدم أيضًا قاذفات استراتيجية بعيدة المدى وطائرات نقل، وهو مركز اختبار للجيل القادم من طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً من طراز A-100، وفقًا للتقييم. وأضاف التقييم أن استمرار تواجد الدفاع الجوي النشط المتمركز حول الموقع يدل على أهميته.
