الأربعاء, يناير 15, 2025
الرئيسيةأخبار دوليةاستشهاد 6 فلسطينيين في تفجير استهدف مسيرة إسرائيلية في الضفة الغربية

استشهاد 6 فلسطينيين في تفجير استهدف مسيرة إسرائيلية في الضفة الغربية

هل ساعد الغرب في تحويل البحار إلى أداة ابتزاز لفرض النفوذ الإيراني؟!

وفي يونيو/حزيران 2018، كانت قوات الحكومة اليمنية، بدعم من التحالف العربي، على بعد نحو أربعة كيلومترات من ميناء الحديدة على ساحل البحر الأحمر، الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي التي سيطرت على العاصمة صنعاء في عام 2018. سبتمبر 2014.

واصطدمت عملية تحرير المدينة الساحلية ومينائها الحيوي بضغوط غربية مكثفة مارستها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بذرائع إنسانية آنذاك، الأمر الذي مكنت الحوثيين من تعزيز قدراتهم وسيطرتهم، وكانت النتائج كارثية في السنوات اللاحقة. .

وفي ما يبدو أنه تطبيق للمثل العربي “ازرع ما تحصد”، أصبحت محافظة الحديدة ومينائها الحيوي اليوم قاعدة رئيسية لمهاجمة السفن التجارية وناقلات النفط الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن، في عملية إرهابية. العملية التي أربكت خطوط الشحن الدولية.

وكان المنسق العام لوحدات الحرس الثوري محمد رضا نقدي، قال إن البحر الأبيض المتوسط ​​ومضيق جبل طارق وممرات مائية أخرى قد تكون مغلقة إذا استمرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ارتكاب “الجرائم” في غزة، دون أن يوضح كيفية ذلك. هذا سيحدث.

كما وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إيران بأنها «صاحبة نفوذ خبيث تماما في المنطقة والعالم (…) ليس هناك شك في ذلك». وأضاف في تصريحات صحفية: “لديك الحوثيون وحزب الله والميليشيات المدعومة من إيران في العراق تهاجم القواعد والقوات البريطانية والأمريكية. وأيضا بالطبع (حماس)”.

سفينة حربية إيرانية مجهزة بطائرات مسيرة في المحيط الهندي تموز 2022 (أ ف ب)

ومنذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وأهداف أخرى، بدعوى دعم قطاع غزة.

لكن مسؤولين ومحللين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أكدوا أن استهداف جماعة الحوثي للشحن في البحر الأحمر لا علاقة له بأحداث غزة، إذ استهدفت الجماعة عدداً من السفن وناقلات النفط قبل سنوات من صراع غزة، الأمر الذي تدحض هذه الادعاءات وأنها مجرد شعارات لتضليل أتباعها في الداخل وليس اكتشاف أنها مجرد بيدق للنفوذ الإيراني.

تحويل البحار إلى أداة ابتزاز إيرانية

يؤكد الدكتور نجيب غلاب وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن الصراع الجيوستراتيجي بين الدول الأكثر نفوذا إضافة إلى غموض الأهداف الأمريكية يضعف المجتمع الدولي في مواجهة المخاطر التي تفرضها إيران عبر الحوثيين في البحر الأحمر.

وأشار غلاب في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «التحالف البحري الذي شكلته الولايات المتحدة (حارس الرخاء) غير قادر على الردع وربط عمله بالحماية وليس بالضغوط الفعالة المتعددة وحزمة الإجراءات العملية». لمواجهة التهديد الحوثي”.

وأضاف: “استغلت إيران مأساة غزة لفرض نفوذها على البحر الأحمر، وأصبح الحوثيون عمليا أهم ركائز أمنها القومي في صراعها مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي. وسيكون لهذا العجز تداعيات كبيرة على أمن القوس البحري الممتد من الكويت حتى قناة السويس، وستكون البحار هي الأهم. “أدوات الضغط التي تستخدمها إيران وغيرها من الحركات الإرهابية وغيرها لابتزاز المجتمع الدولي”.

من جانبه يشير الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث إلى أن هناك تعقيدات في التعامل مع مشكلة تهديد حرية الملاحة الدولية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وقال وهو ما يدحض ذلك بقوله: “جماعة الحوثي لا تمثل حكومة أو دولة معترف بها يمكنها ممارسة الضغوط”. والدولة التي تقف وراء هذه الانتهاكات هي إيران التي تسيطر على القرار الاستراتيجي لجماعة الحوثي وتزود الجماعة بالسلاح والدعم اللوجستي، لكنها تنفي وجود أي علاقة لها بالقرار الحوثي وتتنصل من المسؤولية.

ويرى بن صقر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عامل الردع الدولي فشل في منع جماعة الحوثي من ارتكاب الانتهاكات وتهديد الملاحة الدولية، وهناك خيارات محدودة أمام المجتمع الدولي لإجبار جماعة الحوثي على وقف التهديدات والهجمات». وهو اللجوء إلى وسائل القوة العسكرية، وليس فقط بطريقة دفاعية، أي التعامل مع هجمات الحوثيين ومحاولة صدها أو إحباطها. بل لا بد من التوجه إلى مصادر التهديد داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتعامل مع منصات إطلاق الصواريخ والمسيرات ومراكز السيطرة والقيادة البحرية وتدميرها بإجراءات استباقية ووقائية لمنع هذه الهجمات. “

أخطاء الغرب وحججه الضعيفة

ويرى الدكتور نجيب غلاب أن الأخطاء المتراكمة التي ارتكبتها الإدارات الديمقراطية الأمريكية منذ عهد أوباما وحتى الآن، في تدليل الحوثيين وشرعنة وجودهم والضغط عليهم لتخفيف الضغوط وإضعافهم، هي “السبب الرئيسي لما حدث”. يحدث اليوم في جنوب البحر الأحمر”.

ويشير غلاب هنا إلى “الموقف الحاسم والضغوط المكثفة للأميركيين وبريطانيا في تحرير الساحل اليمني وحتى تعزيز الحوثيين باتفاق ستوكهولم، مما أدى إلى توظيف الحوثيين من قبل إيران في أي أزمات، أي أن القرصنة الحوثية في ضوء من العجز الحالي سيكون عصا غليظة موجودة وتستخدم، وهذا هو”. رسالة إيران التي نقلتها إلى المجتمع الدولي”.

وكيل وزارة الإعلام اليمنية يحذر من أنه إذا تطورت الأحداث واندلعت صراع مسلح «فسيتأثر اليمن كثيراً وستصل المأساة إلى ذروتها (…) لعبت أخطاء أميركا المتراكمة في الملف اليمني دوراً كبيراً وهي ولا يزال مستمراً وغير قادر على اتخاذ إجراءات فعالة وضغطية على الحوثيين”.

بدوره، يرى رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر أن “الغرب الآن يحصد ما زرعه”، وقال: “الموقف الغربي هو الذي وفر الحماية لجماعة الحوثي لفرض سيطرتها على السواحل”. اليمن، وخاصة ميناء الحديدة ومنطقة مضيق باب المندب”.

وتابع: “الموقف الغربي كان أيضاً هو الذي منع قوات التحالف من فرض سيطرتها الوشيكة والمؤكدة على ميناء الحديدة، وذهبت الدول الغربية، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة إلى حد التهديد بالذهاب إلى الأمم المتحدة”. مجلس الأمن لوقف تقدم قوات التحالف باتجاه ميناء الحديدة. كان هناك يأس.” الجهود الغربية لحماية وضمان استمرار سيطرة جماعة الحوثي على السواحل اليمنية لأسباب وذرائع واهية.

وينتقد الدكتور عبد العزيز الموقف الغربي اليوم بعد أن تطور التهديد الحوثي إلى مرحلة تهديد مصالحهم وحليفتهم إسرائيل، حيث يطالبون الدول العربية بمساعدتهم في التعامل مع هذا التهديد الذي خلقته سياستهم بالأساس.

وأضاف: “الموقف السعودي الخليجي العربي الرافض للسلوك الحوثي لا يهدف بأي شكل من الأشكال إلى حماية إسرائيل أو عدوانها المستمر على شعبنا الفلسطيني في غزة. ويجب أن نتذكر أن تهديدات واعتداءات جماعة الحوثي على حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر سبقت أزمة غزة بسنوات وكانت السفن ضحية لها. وناقلات النفط التجارية والسعودية والخليجية، لكن دول العالم الغربي غضت الطرف عن هذه الهجمات لأنها لا تمس مصالحها ولا مصالح إسرائيل.

مدمرة أميركية ترد على نداءات سفن الشحن في البحر الأحمر (أ ف ب)

سياسة الاحتواء فاشلة

ويرى الدكتور غلاب أن ترك الأمور للاحتواء سيزيد الكارثة، وستتحول هذه السياسة إلى مصدر قوة ونمو الإرهاب والقرصنة وأداة لكثير من الأطراف في البحر الأحمر وغيره، منوها إلى أن “من يتبعهم وستلاحظ التهديدات الإيرانية أنها تسعى إلى عمليات القرصنة والإرهاب في البحار المحيطة بالعرب، والتي تحتوي على مصالح العالم، ناهيك عن أن الضعف والعجز يشجع الإرهابيين وغيرهم على تهديد أمن ملاحة الدولة.

ويطرح وكيل وزارة الإعلام اليمنية بعض الحلول للتعامل مع التهديد الحوثي، منها “اعتماد سياسات متكاملة وضاغطة مع حزمة من الإجراءات الداعمة للشرعية وضرب منابع القوة الحوثية، وتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، و وملاحقة أنشطتهم وقادتهم وشبكاتهم. وهذا يكفي لجعل تحرير الساحل الغربي أحد الخيارات التي لا بد منها.

ويؤكد الدكتور عبد العزيز بن صقر أن “إنهاء سيطرة جماعة الحوثي على كامل الأراضي اليمنية هو الحل الأمثل”. وقال: إن جماعة الحوثي هي ميليشيا مسلحة عقائدية وطائفية متطرفة، وجزء من استراتيجية إيران الإقليمية والدولية. وسيتم توظيف هذه المجموعة دائمًا، كما هو الحال مع الأذرع الأخرى للحرس الثوري الإيراني في لبنان والعراق وسوريا، لزعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين كلما ظهرت مصالح وحاجات سياسية. “إيراني.”

هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تؤثر بشكل مباشر على قناة السويس (أرشيف- رويترز)

وأوضح رئيس مركز الخليج للأبحاث أن “التعامل مع التهديدات الحوثية الحالية لحرية الملاحة الدولية لن يكون نهاية الأمر، وهو مجرد حل مؤقت قد لا يدوم طويلا”. لافتاً إلى أن “استمرار سيطرة جماعة الحوثي على اليمن هو التهديد الحقيقي والمستمر، وهو ما سينتج أشكالاً أخرى من الأخطار والتهديدات للأمن والاستقرار الإقليميين”.

وتابع: “إذا كانت هناك حاجة فورية لإخراج ميناء الحديدة من سيطرة الحوثيين لضمان سلامة الملاحة الدولية، فيجب على الدول الغربية التي تمتلك القدرات العسكرية القيام بهذه المهمة والتكفير عن أخطائها السابقة في توفير الحماية لليمن”. جماعة الحوثي”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات