الأحد, يوليو 6, 2025
الرئيسيةأخبار مصر"مخاوف التهجير".. هل ستدفع علاقات مصر مع إسرائيل إلى "مفترق طرق"؟

“مخاوف التهجير”.. هل ستدفع علاقات مصر مع إسرائيل إلى “مفترق طرق”؟

في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتركيزها حاليا على مناطق جنوب القطاع القريبة من الحدود المصرية، ما يزيد المخاوف من دفع آلاف الفلسطينيين إلى الفرار نحو الأراضي المصرية، أفاد موقع إخباري أمريكي أن وحذرت مصر الولايات المتحدة وإسرائيل من ظهور “قطيعة”. في العلاقات إذا تم تهجير الفلسطينيين إلى سيناء”.

ونقل موقع “أكسيوس” عن أربعة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم، إن “مصر حذرت الولايات المتحدة وإسرائيل من أنه إذا تم تهجير الفلسطينيين في غزة إلى سيناء نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، فإن ذلك قد يؤدي إلى “تمزق” “في العلاقات بين مصر وإسرائيل” ووفقا لهؤلاء المسؤولين، فإن “مصر تعتبر الحرب في غزة تهديدا لأمنها القومي وتريد منع اللاجئين الفلسطينيين من عبور الحدود إلى أراضيها”.

وحذرت مصر مرارا وتكرارا من أي محاولة إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين قسرا، أو إجبارهم على الهجرة إلى أراضيها بسبب الاعتداءات التي تتعرض لها. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عدة مرات أن بلاده “لم ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار”، وأنه “لن يكون هناك تهاون في حماية الأمن القومي”. لكن المسؤولين المصريين لم يتطرقوا إلى أي «إجراءات تتعلق بالعلاقات مع… إسرائيل».

ويزور وزير الخارجية المصري سامح شكري حاليا العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث يعقد سلسلة من اللقاءات والمباحثات مع مسؤولين وممثلين أمريكيين على خلفية تصاعد التوتر في قطاع غزة.

قال رئيس المجلس المصري للخارجية ووزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، إن المواقف المصرية في التعامل مع الأزمة الحالية في قطاع غزة “تتسم بالتدرج”، مشيرا إلى أنه بخلاف ما تضمنه وفي التقرير الأميركي فإن الطريقة التي تتبعها إسرائيل حاليا «تمثل خرقا لاتفاقيات السلام». لأنه يعرض الحدود المصرية لمشاكل واضطرابات”.

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل يتضمن بنوداً تنص على احترام كل طرف لاعتبارات الأمن القومي للطرف الآخر، مشيراً إلى أن «تعريض الحدود للاضطرابات ليس بالضرورة أن يكون مباشرة على الحدود». جزء من إسرائيل، لكن من الممكن أن يتم ذلك بشكل غير مباشر”. “مباشرة من خلال دفع الأمور إلى أزمة على الحدود”.

وأضاف وزير الخارجية المصري الأسبق أن إسرائيل “خرجت عن الوعي بمحددات المنطقة التي تقع فيها، والتي ترتكز بالأساس على السلام”، موضحا أن مصر وإسرائيل تشتركان في بناء فكرة السلام، وهي النموذج الذي تبنته فيما بعد عدة دول في المنطقة، مشددة على ضرورة “إدراك أهمية هذا السلام مع مصر بالنسبة للإسرائيليين، وأنه يمثل الأمن بالنسبة لهم، وأن الشعور بالراحة واعتادوا على التهدئة على ولا ينبغي للحدود المصرية أن تدفعها نحو التصرف بشكل أحادي، مما يهدد بتوسيع نطاق الصراع ويشكل خطراً حقيقياً على المنطقة، ويعرض السلام والأمن فيها للخطر.

وفيما يتعلق بأهمية الرسائل المصرية التي ربما وصلت إلى الأطراف الأمريكية، بحسب التقرير الذي نشره موقع أكسيوس، قال العرابي إن الدور الأمريكي “لا يزال مهما ومؤثرا في المنطقة”، مضيفا أنه يتعين على واشنطن أن تدرك ثقلها. المسؤوليات وتحملها. لأن “استقرار المنطقة يمثل مصلحة الجميع، والاستمرار في طريق الحرب لن يؤدي إلا إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها”.

السيسي خلال مباحثاته مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في دبي السبت الماضي (الرئاسة المصرية)

وفي 24 تشرين الثاني/نوفمبر، نجحت الوساطة المصرية بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة في التوصل إلى أول هدنة إنسانية في قطاع غزة بعد 48 يوما من العمليات العسكرية الإسرائيلية غير المسبوقة في القطاع. واستمرت التهدئة لمدة أسبوع، تم خلالها تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، وتزايدت وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، حيث تلعب مصر دوراً فاعلاً في تسهيل دخول المساعدات عبر معبر رفح البري. والتي تحظى بإشادة إقليمية ودولية متكررة.

وفي هذا السياق، حذّر المستشار بمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية، خالد فهمي، من “خطورة عدم تجاوب إسرائيل مع التحركات السياسية والدبلوماسية التي تقوم بها مصر لاستعادة الهدوء والاستقرار في المنطقة”، لافتاً موضحاً أن مصر دولة تدرك مسؤولياتها القانونية والإنسانية، لكنها أيضاً “لا تقبل أي ضرر على أمنها القومي الذي يمثل مشروع التهجير خطراً حقيقياً عليه”.

وأضاف فهمي لـ«الشرق الأوسط» أن مصر «لا تدعو للحرب؛ بل يتطلب السلام للجميع”. لكنه حذّر من “خطورة استمرار الأعمال الاستفزازية الإسرائيلية”، مشددا على أن هذه الإجراءات “من شأنها أن تعرض أمن المنطقة برمتها للخطر”. وأشار إلى أن السلوك الإسرائيلي المدعوم أميركيا “يرفع مستوى التوتر في المنطقة، ويهدد بفتح جبهات جديدة للصراع، كما يدفع الدول التي لها علاقات مع إسرائيل إلى إعادة النظر في تلك العلاقات”.

وجدد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، التأكيد على رفض مصر التام لسياسة التهجير القسري التي تنفذها إسرائيل لأبناء غزة داخل قطاع غزة، ومحاولات تهجير سكان قطاع غزة باتجاه سيناء، مؤكداً في بيان، الخميس، أن ذلك يعتبر «خطاً أحمر». وهو ما لن تسمح مصر بتمريره مهما كانت النتائج لأنه يمس بالأمن القومي والسيادة المصرية على كامل أراضيها”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات