الثلاثاء, يوليو 8, 2025
الرئيسيةرياضةكلهم على دين واحد وكلنا يوسف عطال..

كلهم على دين واحد وكلنا يوسف عطال..

كلهم على دين واحد وكلنا يوسف عطال..

بعد العقوبة التي فرضها عليه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بحرمانه من اللعب مع فريقه نيس لمدة 7 مباريات، وفور عودته لفريقه نيس بعد مشاركته مع المنتخب الجزائري خلال توقف الفيفا، تفاجأ اللاعب الدولي يوسف عطال باعتقاله احتياطيا من قبل النيابة العامة على ذمة التحقيق. وقبل أن يتم إطلاق سراحه مؤقتا بكفالة قدرها 80 ألف يورو، سيحاكم في 18 ديسمبر المقبل بتهمة التحريض على الكراهية فقط.

واتهم عطال في البداية بمعاداة السامية والإشادة بالإرهاب والتحريض على العنف من خلال إعادة نشر تغريدة سرعان ما حذفها، مما أثار ردود فعل كبيرة في الأوساط العامة وكرة القدم وتوتر كبير وغليان في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي وضع الضغط على القضاء الفرنسي الذي عالج الوضع. خوفاً من التصعيد وليس سعياً لتحقيق العدالة.

بدأ الأمر كله مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، مما أدى إلى مقتل وتشريد آلاف الفلسطينيين، وهو ما دفع الدولي الجزائري للتعبير عن تعاطفه من خلال إعادة نشر تغريدة داعمة للفلسطينيين. واعتبرت إدارة نادي نيس الذي يلعب له الأمر مثيرا، فأوقفته عن التدريبات مؤقتا.

بعد ذلك، أصدرت رابطة المحترفين الفرنسية عقوبة جائرة بحقه، بإيقافه عن اللعب مع فريقه سبع مباريات، بتهمة غير منصوص عليها في قائمة العقوبات، قبل أن يتم إيقافه وإيداعه السجن المؤقت بأمر من المدعي العام. على ذمة التحقيق في تهم كانت من شأنها أن تعرضه للحكم عليه بالسجن 7 سنوات والغرامة. مبلغ مالي قدره 100 ألف يورو، لكن ردود الفعل الرافضة أدت إلى إعادة صياغة التهمة ووضع اللاعب تحت المراقبة القضائية ومنعه من السفر خارج فرنسا.

كل هذا يحدث في بلد يصدع رؤوسنا بشعارات قيم الحرية والأخوة والمساواة، لكنه لا يتردد في التعامل بمعايير مزدوجة وازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالعرب والغرب والمسلمين والصهاينة. لا سيما في ظل العدوان الهمجي على أهلنا في فلسطين، علماً أن المغني الفرنسي الإسرائيلي الشهير إنريكو ماسياس دعا قبل أيام علناً إعلامياً إلى إبادة الشعب الفلسطيني، دون أن يتحرك القضاء الفرنسي، والذي بدوره أطلق قبل أيام سراح الشرطي الذي قتل المراهق الجزائري نائل بدم بارد أمام كاميرات المراقبة، فيما لم يتردد في سجن لاعب كرة قدم جزائري عبر عن تضامنه وتعاطفه مع شعب يتم إبادةه في دماء باردة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أمام أعين وآذان وسائل الإعلام الفرنسية، مما ساهم بشكل كبير في تأجيج مشاعر الكراهية والكراهية والعنصرية.

وقفز زملاء يوسف عطال في المنتخب الجزائري للتضامن مع اللاعب، مثل رياض محرز وفيغولي وسليماني وأحمد توبا، خاصة من خارج فرنسا، وانفجرت وسائل التواصل الاجتماعي من جانبها بالمنشورات والتغريدات والتعليقات العامة. وأعربوا عن غضبهم وتعاطفهم في الجزائر وخارجها، وطالبوا بدعمها. اللاعب ودفاعه وسط أجواء متوترة ومعادية تجاه العرب والمسلمين والمهاجرين الذين أصبحوا تحت رحمة قوانين جديدة تهددهم بالسجن أو الترحيل في بلد الحريات، وهو ما كشف انحياز كبير لإسرائيل وكراهية أكبر تجاه الجميع. الذي يدعم حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه واستعادة حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وفق… المواثيق والقرارات الدولية.

إن دعم الإرهاب الإسرائيلي والتحريض العلني على الكراهية من قبل السياسيين والمؤثرين والإعلاميين تهمة تطارد فرنسا وأمريكا والعديد من الدول الغربية بجميع أشكالها. أما التعاطف والتضامن مع الأبرياء الذين يدافعون عن حقهم في الحياة، فهو واجب أخلاقي في عقيدتنا، يقوم به اللاعب والمواطن العادي بالصوت والصورة والقلم واللسان والقلب. مع شعب يتمتع بتضامن عالمي كبير من دول وشعوب تعتبر الحرية والأخوة والمساواة قيما حقيقية وليست مجرد شعارات فارغة، كما تعتبر القضاء وسيلة لتحقيق العدالة، وليس أداة للقمع والمضايقة. والتمييز الذي أصبح مكشوفا، لا بد من اعتبار أن الرئيس الفرنسي ووزير الداخلية الفرنسي متهمان بارتكاب جرائم فعلية وليست افتراضية. مثل تلك الموجهة للاعب الجزائري يوسف عطال.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات