الجمعة, نوفمبر 28, 2025
الرئيسيةأخبار مصر"شرق المتوسط ​​إلى أين؟".. منشور جديد يكشف خريطة الصراع على الغاز

“شرق المتوسط ​​إلى أين؟”.. منشور جديد يكشف خريطة الصراع على الغاز

بقلم: محمد شاكر


05:00 صباحا

25/11/2025


صدرت مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب “شرق المتوسط ​​إلى أين؟” “دبلوماسية الغاز: لعبة الطاقة والتحالفات”، تأليف الدكتور أحمد السيد عبد الرازق، وتقديم السفير محمد العرابي. ويقدم الكتاب قراءة معمقة لطبيعة التحولات الجيوسياسية في منطقة شرق المتوسط، انطلاقاً من رؤية تجمع بين الخبرة الأكاديمية والممارسة الدبلوماسية.

ويرى المؤلف أن الطاقة كانت تاريخيا عاملا رئيسيا في صياغة الاستراتيجيات العالمية، خاصة بين القوى الكبرى والدول التي تسيطر على موارد الطاقة. وفي العقود الأخيرة، برز الغاز الطبيعي في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​كعامل يعيد رسم ميزان القوى ويحفز على ظهور تحالفات جديدة ذات أبعاد سياسية وأمنية واقتصادية.

ويؤكد الكاتب أن هذه الاكتشافات لم تقتصر على دول المنطقة، بل امتدت لتؤثر على سياسات القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا، فضلا عن الاتحاد الأوروبي.

ويسلط الكتاب الضوء على الطبيعة المزدوجة لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، فهي ساحة صراع وتنافس، وفي الوقت نفسه مجال واسع للتعاون والشراكات. فمن ناحية، أثارت الثروة الغازية الطموحات الدولية والإقليمية، وزادت من تعقيد الصراعات التاريخية الممتدة بين دول المنطقة. في المقابل، يقدم المؤلف تحليلاً قانونياً واقتصادياً دقيقاً يدحض فرضية أن «حرب الغاز» باتت وشيكة، مشدداً على أن التعاون الإقليمي ليس خياراً ترفيهياً، بل ضرورة لضمان الاستقرار الإقليمي وتحقيق المصالح المشتركة.

منذ منتصف القرن العشرين أصبحت الطاقة محور صراعات السلطة ومحاولات السيطرة على المناطق الغنية بها. كما تم استخدامه كأداة للردع بين القوى الكبرى. لكنها شكلت أيضاً أساساً للتعاون بين المنتجين والمستهلكين، كما يتضح من تجربة أوبك ومسار بناء نظام أمن الطاقة الأوروبي منذ تأسيس الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية (يوراتوم) عام 1957.

وفي مارس 2010، أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية عن وجود احتياطيات ضخمة من الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، تقدر بمئات المليارات من الدولارات. ورغم فرص الرخاء الاقتصادي التي تحملها هذه الاكتشافات، فإن النزاعات البحرية المتشابكة والأزمات السياسية المتعددة بين دول المنطقة تثير مخاوف من صراع جيوستراتيجي محتمل، في ظل اهتمام القوى الكبرى بهذه الموارد الحيوية.

وتضم المنطقة الممتدة بين تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل ومصر وقبرص واليونان احتياطيا يقدر بنحو 381 تريليون قدم مكعب من الغاز، مما يجعلها خامس أكبر منطقة في العالم من حيث الاحتياطيات. ومثلت اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار (1982) الإطار العام الذي ينظم استغلال هذه الموارد، رغم أنها لا تفرض التزاما مطلقا على الدول. وفي ظل هذا الإطار القانوني، شهدت المنطقة سلسلة من اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية، بدءاً من الاتفاقية المصرية القبرصية عام 2003، مروراً باتفاقيتي قبرص مع لبنان (2007) وإسرائيل (2010)، والاتفاق التركي الليبي (2019)، وصولاً إلى اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل عام 2022.

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025

رئيس المجلس الوطني للانتخابات: كل صوت في الصندوق يؤثر على نتيجة الانتخابات

أمطار وبرد وضباب.. الأرصاد تعلن حالة الطقس حتى السبت المقبل

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات