وسلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على الدور المتنامي الذي يلعبه الملياردير الأمريكي ايلون ماسك في التأثير على السياسة الدولية، خاصة بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة.
واستغل ماسك نفوذه الواسع في الولايات المتحدة لتوجيه سياسات الدول الأخرى، بالإضافة إلى علاقاته المتنامية مع اليمين المتطرف في أوروبا.
السيطرة على السياسة العالمية في يناير 2025
وفي الأيام الأولى من عام 2025، استخدم ماسك منصته X، التي تضم أكثر من 210 ملايين متابع، للتأثير على السياسة العالمية بسلسلة من المنشورات المثيرة للجدل.
وتضمنت هذه المنشورات دعوات لإطلاق سراح المتطرفين، وانتقادات حادة للقادة السياسيين في البلاد المملكة المتحدة.
دور المسك في السياسة البريطانية
ودعا ماسك إلى إطلاق سراح المتطرف البريطاني، ودعا الملك تشارلز الثالث إلى حل البرلمان البريطاني وإجراء انتخابات جديدة.
كما شن هجمات على رئيس الوزراء البريطاني ورئيس حزب العمال البريطاني، كير ستارمرمتهماً إياه بالتقاعس عن ملاحقة عصابات الاغتصاب.
بالإضافة إلى ذلك، أعاد نشر رسائل مؤيدة للعدالة فيما يتعلق بقضية هذه العصابات.
التأثير على السياسة الكندية والألمانية
وتوجه ماسك أيضًا إلى كندا، حيث أشاد بالزعيم الشعبوي بيير بويليفر. كما أعلن عن نيته إجراء محادثة مباشرة مع مرشحة حزب اليمين المتطرف في ألمانيا أليس فايدل قبل الانتخابات الألمانية.
النفوذ السياسي في الولايات المتحدة والعالم
في العام الماضي، دعم ماسك بقوة دونالد ترامب والعديد من الجمهوريين الانتخابات الامريكيةويعتبر الآن أقوى قوة سياسية تدعم سياسات الحزب الجمهوري، إضافة إلى مشاركته في اختيارات ترامب للمناصب في الإدارة الجديدة.
ومع بداية عام 2025، يُظهر ماسك قوته السياسية على الساحة العالمية، ويعزز دعم السياسيين المحافظين في الدول الكبرى المتحالفة مع الولايات المتحدة.
التمويل السياسي والدعم لليمين المتطرف في أوروبا
من ناحية أخرى، أثيرت تكهنات حول نية ماسك تقديم الدعم المالي للسياسيين المحافظين في الخارج، بعد أن أصبح أكبر مانح سياسي في الولايات المتحدة، حيث أنفق 277 مليون دولار في انتخابات 2024.
في مقابلة حصرية مع السياسي البريطاني نايجل فاراج فلوريداناقش ماسك تقديم تبرعات تصل إلى 100 مليون دولار لحزب فاراج.
انتقادات وتحفظات على توجهاته السياسية
وعلى الرغم من هذا التأثير الكبير، تعرض ماسك لانتقادات شديدة بسبب دعمه لبعض الشخصيات اليمينية المتطرفة، مثل تومي روبنسون، المعروف بتصريحاته المثيرة للجدل ضد الإسلام.
وأثارت هذه المواقف قلق الحكومات الأوروبية، إذ وجهت إليها اتهامات الحكومة الألمانية ويحاول ماسك التأثير على نتائج الانتخابات الألمانية المقبلة من خلال دعم حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي صنفته المخابرات الألمانية على أنه حزب متطرف.
بين النجاح السياسي والنقد
ولا تزال تحركات ماسك السياسية تثير الجدل على الساحة العالمية، إذ يواصل تعزيز نفوذه السياسي عبر منصاته الرقمية ودعمه لإيديولوجيات اليمين المتطرف، مما جعله محط اهتمام وانتقاد في الوقت نفسه.