شهدت الأحداث في سوريا، الأحد الماضي، تحولاً جذرياً عندما أعلن التلفزيون الرسمي السوري، سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وفر إلى روسيا، ودخول فصائل المعارضة السورية إلى دمشق، بعد اشتباكات عنيفة بين الفصائل والجيش السوري استمرت 12 يوماً.
ويخشى الكثيرون الآن أن يضطروا إلى العودة مع قيام الدول الأوروبية بإعادة النظر في سياسات اللجوء الخاصة بالسوريين في ضوء هذه التطورات.
مشاعر الفرح والخوف
وعلى إثر ذلك، شعر نجم الموسى، وهو سوري مقيم في العاصمة اليونانية أثينا، بسعادة غامرة وهو يتابع أخبار سقوط نظام الرئيس السوري. بشار الأسد على شاشة التلفزيون، بحسب رويترز.
لكن سرعان ما أعقبته مخاوف وتساؤلات حول ما إذا كان سقوط الأسد يعني أنه سيضطر هو وعائلته إلى العودة إلى سوريا سوريا التي فروا منها منذ تسع سنوات
وفي السياق نفسه، قال الموسى، المحامي الذي يعمل طاهياً في أثينا والذي يتابع الأخبار، مذهولاً بما يسمع ويرى على مدار الأيام: «في البداية كنا سعداء لأننا رأينا … الشيء الوحيد الذي أسعدنا هو أننا رأينا الأشخاص الذين كانوا سجناء، وكيف خرجوا وتم إطلاق سراحهم بعد ذلك”. لم تكن مسجونة لسنوات طويلة، لكن ما يحدث لا يريحنا عندما نرى الأشكال التي كنا نخاف منها عندما غادرنا سوريا”.
بداية الحرب وآثارها الكارثية
ومن الجدير بالذكر أن الحرب السورية اندلعت الحرب في عام 2011 بين القوات الحكومية وجماعات المعارضة المختلفة، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتدمير مدن بأكملها.
ودفعت الصراعات ملايين السوريين إلى الفرار، حيث لجأ الكثيرون إلى البلدان المجاورة أو عبروا البحار بحثاً عن حياة أفضل.
بين العودة إلى سوريا والتأقلم مع الشتات
رغم عودة آلاف اللاجئين من تركيالبنان إلى سوريا هذا الأسبوع، لكن آراء اللاجئين في أوروبا تعكس صورة مختلفة. بالنسبة للكثيرين، العودة تعني التخلي عن حياة جديدة عملوا على بنائها.
الموسى وزوجته بشرى البقاعي، اللذان غادرا دمشق عام 2015 مع طفليهما، يعيشان الآن في اليونان ولديهما خمسة أطفال.
التحديات القانونية والقرارات المتأخرة
وفقا للبيانات الاتحاد الأوروبيبلغت طلبات اللجوء المقدمة من السوريين ذروتها في عامي 2015 و2016، لكنها تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2020 و2023 بسبب الزلازل والصعوبات الاقتصادية.
ومع سقوط نظام الأسد، علقت دول مثل اليونان وألمانيا النظر في الأمر طلبات اللجوءوقد أثار هذا القلق لدى العديد من اللاجئين.
ولاحقا، أشار طارق العويس، المتحدث باسم منظمة “برو أزول”، إلى أن تعليق الطلبات قد يواجه تحديات قانونية بسبب القيود الزمنية المفروضة على معالجة طلبات اللجوء.
مستقبل مجهول
بالرغم من سقوط نظام الأسدومع ذلك، فإن عدم اليقين بشأن استقرار سوريا يجعل من الصعب على اللاجئين التفكير في العودة.
إن استمرار غياب البنية التحتية والخدمات الأساسية يعزز مخاوفهم ويؤجل أملهم في العودة إلى وطن يمكنهم من خلاله بناء مستقبل مستقر.