مع التغيرات السياسية الكبيرة التي تشهدها سوريا بعد تحريرها من نظام بشار الأسد، يتساءل الكثيرون… سوريون سكان مصر يفكرون في العودة إلى وطنهم.
ويحدث هذا التحول الكبير تغييرات في العديد من القطاعات الاقتصادية، وخاصة في سوق العقارات.
ومن المناطق التي تأثرت بشكل واضح بهذا التغيير منطقة السادس من أكتوبر، والتي شهدت في السنوات الأخيرة تدفقًا كبيرًا للعائلات السورية المستوطنة هناك، مما أثر بشكل مباشر على حركة سوق العقارات، خاصة فيما يتعلق بالإيجارات والسكن. أسعار العقارات.
انهيار أسعار العقارات بعد خروج السوريين من مصر
وقال أحد السماسرة في منطقة السادس من أكتوبر، إن خروج السوريين من المنطقة سيؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار العقارات وإيجاراتها، وذلك بسبب انتشارهم الواسع في هذه المنطقة التي أصبحت مجتمعاً سكنياً حيوياً بالنسبة لهم .
وأوضح الوسيط أن التواجد الكثيف للعائلات السورية في مدينة 6 تشرين الأول كان له تأثير كبير على السوق المحلية، حيث شهدت أسعار الإيجارات ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة نتيجة الإقبال الكبير من قبل العائلات السورية على الوحدات السكنية.
وأشار الوسيط إلى أن التأثير الأكبر سيكون على الإيجارات، إذ من المتوقع أن تشهد تراجعاً كبيراً بعد مغادرة عدد كبير من العائلات السورية المنطقة، ما سيساهم في خفض الأسعار بشكل كبير، خاصة في ظل المنافسة الكبيرة على المتاح. الوحدات السكنية.
وأضاف أن هذا التغيير سيؤدي إلى وفرة في المعروض من العقارات، مما سيسمح للمستأجرين المحليين بالحصول على صفقات أفضل بأسعار أقل.
وأكد أن الفترة الحالية تشهد استقرارا نسبيا في أسعار العقارات والإيجارات في منطقة أكتوبر، مع استمرار النشاط العقاري بشكل طبيعي، لكن مع تزايد احتمالات التغيير الكبير في المستقبل القريب نتيجة هذا التحول الديموغرافي المحتمل.
وأوضح أنه رغم استقرار الأسعار في الوقت الحالي، إلا أن التوقعات تشير إلى حدوث انخفاض قادم في الأسعار في حال خروج عدد كبير من العوائل السورية، ما سيؤثر بشكل كبير على العرض والطلب.
مع تزايد الحديث عن عودة السوريين إلى بلدهم مع تغيرات الوضع السياسي في سوريا، يبدو أن سوق العقارات في منطقة السادس من أكتوبر سيشهد تحولاً كبيراً خلال الفترة المقبلة. وسيعكس هذا التغيير التوازن بين العرض والطلب في السوق العقاري، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار وزيادة الفرص للمستأجرين.
السمسار: من المتوقع أن تنخفض الأسعار في 6 أكتوبر
وقال سمسار آخر في منطقة السادس من أكتوبر، إن هناك إقبالاً كبيراً على العقارات في المنطقة من قبل السوريين الذين استقروا فيها خلال السنوات الماضية، وإن هذا الطلب كان له أثر واضح في ارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات بشكل كبير.
وأوضح أن السوريين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المنطقة، ويبحثون عن وحدات سكنية للإيجار أو الشراء، ما ساهم في خلق حركة طلب نشطة.
ومع التغيرات السياسية المتوقعة في سوريا، فمن المرجح أن يشهد سوق العقارات في المنطقة انخفاضاً كبيراً في الأسعار.
وأكد الوسيط أن التوقعات تشير إلى أن الأسعار قد تنخفض بنسبة تصل إلى 30% في ظل رحيل العديد من العائلات السورية، ما سيؤدي إلى وفرة المعروض العقاري.
وأضاف أن هذا الانخفاض في الأسعار سيؤثر بشكل كبير على حركة سوق العقارات في 6 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، حيث سيتراجع الطلب بشكل كبير نتيجة رحيل هذا العدد الكبير من المقيمين السوريين.
وأوضح أن هذا التحول سيؤدي إلى تغيير في ميزان العرض والطلب، مما سيسهم في خفض الأسعار بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل زيادة المعروض من الوحدات السكنية.
ولا يتوقع رئيس القطاع التجاري في “جذور” مغادرة السوريين في أي وقت قريب
من جانبه، قال معتز شلبي الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري في شركة جذور، إنه لا يتوقع أن يغادر السوريون مصر في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الوضع في سوريا يحتاج إلى وقت طويل حتى يستقر قبل أن يتمكن السوريون من التفكير في الأمر. العودة إلى وطنهم.
وأوضح شلبي أن الوضع في سوريا معقد للغاية، ولا يمكن أن تتحقق تلك العودة إلا بعد سنوات طويلة من الاستقرار والأمان في البلاد، وهو ما يبدو بعيد المنال في الوقت الحاضر.
وأضاف في تصريحات لـ«الجمهور» أن السوريين الذين بدأوا مشاريع تجارية أو استثمارية في مصر لن يتخلوا في كثير من الأحيان عن أعمالهم بسهولة، لكن من المتوقع أن يستمروا في أنشطتهم الاقتصادية في مصر بسبب الاستقرار النسبي الذي توفره البلاد مقارنة بالوضع الحالي. الظروف في سوريا.
وأضاف شلبي أن العديد من السوريين الذين بدأوا مشاريع تجارية واستثمارية في مصر لا يتخلون عن عملهم بسهولة، لكن من المتوقع أن يبقوا في مصر لمواصلة العمل وتوسيع مشاريعهم، خاصة في ظل الاستقرار النسبي الذي توفره مصر مقارنة بالظروف. في بلادهم.