06:44 صباحا
الاثنين 2 ديسمبر 2024
كتب – محمد شاكر :
تعاقدت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، على نشر الأعمال الكاملة للأكاديمي والمترجم والناقد الأدبي البارز الدكتور سليمان العطار، والذي يعد أحد أهم الأدباء في العالم. أبرز المفكرين والمثقفين المصريين الذين ساهموا بشكل كبير في تطور الفكر العربي الحديث.
تميز سليمان العطار بفكره العميق، وأسلوبه النقدي، واهتمامه الخاص بقراءة التراث وإعادة النظر فيه من خلال رؤية معاصرة تواكب تحديات العصر. ورغم أنه كان بعيدًا عن الأضواء والشهرة، إلا أن تأثيره العلمي والإنساني كان واسع النطاق.
نشأ سليمان العطار تحت التأثر العميق بعبد العزيز الأهواني الذي كان له الفضل في إدخال الدراسات الأندلسية وتطويرها إلى مصر والعالم العربي. ورأى العطار في الأهواني نموذجا للمثقف الذي كرس حياته للعلم، فشبهه بأرسطو الذي اعتبر طلابه كتبه الحية.
ويرى العطار أن التراث يشكل عنصرا أساسيا في الهوية العربية، لكنه يعارض تقديس هذا التراث دون فحص أو نقد.
ويرى العطار أن فهم التراث بعمق واستخدامه بذكاء يمكن أن يساهم في بناء مستقبل مزدهر، من خلال تجاوز الرؤية المحدودة للتاريخ والتراث والبحث عن طرق لدمج الماضي في سياق العصر الحديث.
ودعا العطار إلى نشر قيم الحوار وقبول الآخر ونبذ التطرف الفكري والتعصب. ورفض الركود والتنميط الفكري، وسعى إلى تجديد الفكر العربي من خلال انتقاد النصوص التقليدية وتحريرها من القدسية التي تحول دون تطورها.
كانت مساهمات العطار في النقد الأدبي عميقة ومتعددة. وفي كتابه “مقدمة في تاريخ الأدب العربي: دراسة في بنية العقل العربي” الذي أعاد تحريره الدكتور قحطان فرج الله بعنوان: “عقلان وثقافتان/دراسة في بنية العقل عند العرب”، تناول العطار الجذور الفكرية التي ساهمت في تشويه الهوية الثقافية للعرب.
وكان للخيال مكانة خاصة في فكر العطار، حيث اعتبره أداة لخلق المعرفة والابتكار. وقد درس العطار نظرية الخيال عند ابن عربي، في كتابه “الخيال والشعر في الصوفية الأندلسية”، و”نظرية الخيال ومذكراته عند ابن عربي”، ووصفها بأنها وسيلة لتحريك تنظيم التصوف. الابتكار وتجاوز الركود الفكري.
وقام العطار بترجمة أعمال أدبية عالمية مثل: “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز، و”دون كيشوت” لثيرفانتس، وصنفت كأحد أهم وأنضج الترجمات لهذا العمل الفريد. وسعى العطار من خلال هذه الترجمات إلى تعزيز الفهم الشامل للثقافة الإنسانية والتواصل مع التجارب الإنسانية. مشترك.
ورأى في ترجمة هذه الأعمال جسراً بين الثقافة العربية والثقافات العالمية، وتعزيزاً لقدرة المثقف العربي على التفاعل مع العالم الحديث.
كما رأى العطار أن إعادة قراءة التراث العربي أمر حيوي لتحقيق التقدم الحضاري، واعتبر أن مشاكل الهوية الثقافية العربية ترتبط بشكل كبير بتقديس التراث دون دراسة نقدية أو محاولة تجديد.
وانتقد العطار حالة التشرذم الثقافي في العالم العربي، ودعا إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية والمناطقية. وقدم العطار رؤية تتجاوز التحليل السطحي للتاريخ، وتدعو إلى دراسة العوامل التي أدت إلى التشرذم العربي، ومحاولة استعادة الوحدة الثقافية من خلال فهم أعمق وأشمل للتراث. وله العديد من الدراسات والمؤلفات. الإبداع في مجال الروايات (رواية سبعة أيام، ورواية عصابة سرقة الآثار) ومجموعة قصصية (لن تدخل النساء النار).