وافقت وزارة الخارجية الأميركية على صفقة بيع “محتملة” لصواريخ تاو الموجهة المضادة للدروع للسعودية، في صفقة تبلغ قيمتها نحو 440 مليون دولار.
وتشمل الصفقة المحتملة 500 صاروخ TOW 2A و500 صاروخ TOW 2B، بما في ذلك سبعة صواريخ من كلا الطرازين لاختبار ما قبل الشراء، بالإضافة إلى معدات الدعم ذات الصلة، وفقًا لوكالة التعاون الدفاعي التابعة للبنتاغون الأمريكي.
وتعتبر الخطوة السعودية مهمة على صعيد تطوير المملكة لقدراتها الدفاعية، نظرا لدقة هذه الصواريخ في إصابة الأهداف، إضافة إلى قدراتها التدميرية الهائلة، بحسب الخبراء.
وفي مقابلة مع بي بي سي، قال اللواء ياسر هاشم، الباحث في معهد شؤون الأمن والدفاع العالمي، إن “هذه الكمية المعقولة من الصواريخ تهدف إلى رفع القدرات الدفاعية للقوات البرية السعودية”.
وشدد هاشم على أن صواريخ تاو “سلاح عالي الدقة وذو كفاءة عالية مقارنة بالعديد من الأسلحة الأخرى حول العالم”.
وأشار إلى أن “هذه الصفقة تأتي في إطار الموافقات المتتالية من الخارجية الأمريكية خلال الشهر الجاري سواء لصواريخ مثل صواريخ هيلفاير أو صواريخ سايدويندر وكلاهما صواريخ جو أرض تستخدم أيضا ضمن إطار العمليات الدفاعية.”
ماذا نعرف عن صواريخ التاو؟
اسم TOW هو في الأساس اختصار يجمع بين الأحرف الثلاثة الأولى من الكلمات “تم إطلاق الأنبوب، والتتبع البصري، وتوجيه رابط الأوامر السلكي”، مما يعني أن الصاروخ “يتم إطلاقه بواسطة قاذفة أنبوبية، ويستخدم التتبع البصري، ويتم توجيهه بواسطة قاذفة أنبوبية”. wire”، قبل أن يتطور إلى أن يصبح التوجيه لاسلكيًا.
ويقوم مشغل الصاروخ برؤية الهدف وتتبعه من خلال أنظمة الرؤية التلسكوبية، قبل إرسال إشارات التوجيه إلى نظام التحكم المثبت على متن الصاروخ.
وهناك ثلاثة نماذج أساسية لصواريخ تاو هي: “أ” و”ب” و”ج”، قبل أن يضاف النموذج “د” لاحقا، والذي تم تطويره في الثمانينات ويعرف أيضا باسم “تاو-2”.
ويصل مدى صواريخ تاو إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات (3750 مترا)، ويمكن حملها على الكتف أو على المركبات أو في طائرات الهليكوبتر. ويمكن أيضًا تثبيت هذه الصواريخ على الأرض عبر حامل ثلاثي الأرجل.
ويمكن لصواريخ تاو أن تحمل رؤوساً حربية يتراوح وزنها بين ثلاثة وستة كيلوغرامات.
هذه الصواريخ قادرة على اختراق الدروع المعدنية التي يصل سمكها إلى 43 سم. كما أنها قادرة على تدمير التحصينات الميدانية والمخابئ والبرمائيات.
دخلت صواريخ تاو الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1970، واستخدمت لاحقا في جيوش عدد من الدول الغربية والعربية أيضا.
وتمكن صواريخ تاو القوات البرية التي تمتلكها من مواجهة مدرعات ومركبات العدو بغض النظر عن البيئة أو الظروف.
وهي صواريخ سهلة الاستخدام، ويعود الطلب الكبير على هذه الصواريخ إلى سهولة استخدامها.
ولا تعتبر الأهداف المتحركة صعبة على الإطلاق بالنسبة لصواريخ تاو، التي يمكنها إصابة هدف يتحرك بسرعة 80 كيلومترا في الساعة، بحسب الخبراء.
والشركة المصنعة لصواريخ تاو هي شركة رايثيون وهي شركة أمريكية متخصصة في الأنظمة الدفاعية. وهي واحدة من أكبر شركات الدفاع في العالم وأكبر منتج للصواريخ الموجهة في العالم.
وزودت شركة رايثيون الجيش الأمريكي وجيوش أخرى بأكثر من 700 ألف صاروخ تاو، بحسب موقع ديفينس بوست المتخصص بأخبار صفقات الأسلحة العالمية.
أهمية صواريخ التاو للسعودية
ولا تبيع الولايات المتحدة صواريخ تاو وغيرها من الأسلحة الدفاعية المتقدمة إلا “لشركاء الأمن الدوليين فقط بعد مراجعات مطولة من قبل السلطات الرسمية المعنية. ويجب على وزارة الخارجية الأميركية الموافقة على جميع طلبات الأسلحة التي تتضمن محتوى أميركيا، وتتلقى الوزارة توجيهات من البيت الأبيض”. بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وذكرت وكالة التعاون الدفاعي التابعة للبنتاغون أن الصفقة المحتملة مع السعودية تدعم السياسة الخارجية الأمريكية وأهداف الأمن القومي الأمريكي من خلال “تحسين أمن دولة شريكة تمثل قوة للاستقرار والتقدم في منطقة الخليج”.
وقالت الوكالة في بيانها إن هذه الصفقة “تعمل على تحسين قدرات السعودية في مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال تعزيز دفاعاتها الداخلية”، مشيرة إلى أن هذه الصفقة لن تغير التوازن العسكري في المنطقة.
وفي حديثه لبي بي سي، قال الخبير العسكري ياسر هاشم، إن “هذه الصفقة ليست استراتيجية، لكنها تأتي بعد فترة من توقف صفقات الأسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية – والتي بدأت مع مجيء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن”. – على خلفية الأزمة اليمنية”.
وأضاف هاشم: “أعتقد أنه بعد استقرار الهدنة وهدوء الجبهة مع اليمن فإن هذه الصفقة تأتي في إطار السياسة الأمريكية كخطوة نحو عودة التعاون العسكري مع السعودية”.
وأضاف الخبير العسكري: “لكنها تظل جميعها صفقات دفاعية بالدرجة الأولى حتى الآن”.
“يوفر نظام صواريخ تاو حلاً دفاعيًا قويًا ضد التهديد المدرع، سواء كان ذلك التهديد قادمًا من دول مجاورة أو جماعات مسلحة، وباستخدام هذه الصواريخ، يمكن للمملكة العربية السعودية تعزيز دفاعاتها الأرضية بنظام ردع فعال ضد أي توغلات مدرعة محتملة”. “، بحسب موقع “ارمي ريكوتيون” المتخصص في الشؤون العسكرية.