يستعد الاقتصاد المصري لعدد من العقود الآجلة الإيجابية والسلبية في نفس الوقت، بعد الخطوات الجريئة التي اتخذها البنك المركزي بتخفيض العملة إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 50 جنيها للدولار، ورفع أسعار الفائدة بمقدار 600 أساس نقاط.
وتأتي التدفقات الدولارية المتوقعة للاقتصاد المصري على رأس العقود الآجلة الإيجابية، والتي دعا الخبراء إلى إدارتها بشكل جيد حتى تؤتي ثمارها على الاقتصاد العام، بينما جاء ارتفاع معدل التضخم كأبرز العقود الآجلة السلبية التي تأتي على الاقتصاد المصري. الاقتصاد نتيجة انخفاض قيمة العملة.
ومن المتوقع أن تحصل مصر على تمويل قدره 3 مليارات دولار من البنك الدولي، ضمن حزمة تمويلية من صندوق النقد الدولي للبلاد بقيمة متوقعة 20 مليار دولار. بحسب وزير المالية المصري محمد معيط.
واتفقت مصر وصندوق النقد الدولي على زيادة قيمة برنامج التمويل إلى 8 مليارات دولار من 3 مليارات دولار، بالإضافة إلى نحو 1 إلى 1.2 مليار دولار من برنامج الاستدامة التابع للصندوق.
وبالنظر إلى حجم التمويل المتوقع من رأس الحكمة، والبالغ 35 مليار دولار، بالإضافة إلى نحو 20 مليار دولار من حزم التمويل من الصندوق، فإن مصر قد تصل بعد ذلك إلى حد سد الفجوة الدولارية، التي يقدرها البعض بنحو 50 مليار دولار.
وأعلن البنك المركزي المصري، الأسبوع الماضي، رفع أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس والسماح لسعر الصرف بالتحرك وفق آليات السوق، ليصل سعر صرف الدولار إلى متوسط 49.5 جنيه في البنوك التجارية بعد أن استقر عند مستوى 49.5 جنيه. 30.9 جنيهًا لمدة عام تقريبًا.
وقال معيط إنه تم الإفراج عن بضائع بقيمة 13 مليار دولار منذ الأول من يناير وحتى الآن.
ومن المتوقع أن يستمر الطلب على الدولار حتى يتم الإفراج عن البضائع المحتجزة في الجمارك والموانئ المصرية، منذ الأسبوع الماضي وحتى الآن، والتي يقدرها البعض بنحو 8 مليارات دولار.
وفي الوقت نفسه، لم تستجب أسعار السلع والمنتجات بشكل فوري؛ مع العلم أن «السلع والمنتجات المعروضة حالياً هي بسعر الدولار في السوق السوداء عندما كان 70 جنيهاً.. قبل التعويم الأخير». وبحسب شعبان طه، تاجر الأجهزة المنزلية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بمجرد نفاذ المخزون سيتم تسعير المنتجات الجديدة بالسعر الجديد.
لكن عماد قناوي، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية ورئيس شعبة المستوردين، أوضح أن “المنتج والتاجر عليهم مسؤولية أخلاقية واجتماعية ووطنية.. عندما يرتفع الدولار “كان مرتفعا، قام الجميع بتقييم منتجه بالدولار كتحوط للحفاظ على رأس ماله، وعندما انخفض الدولار، قام بتقييم منتجه بالجنيه المصري كتحوط”. حفاظاً على رأس ماله.
وشدد قناوي في تصريح صحفي، اليوم الأحد، على أن تأثيرات قرارات البنك المركزي ستكون إيجابية على الاقتصاد وعلى معدلات التضخم، خاصة أن القرارات تساهم في عودة العملات الأجنبية من السوق السوداء إلى مكانتها في الجهاز المصرفي وغياب سعر الصرف الموازي سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد المصري”. ».
برنامج الأطروحات
وبينما تستعد مصر للتخارج من بعض الشركات لترك مساحة أكبر للقطاع الخاص، وهو الإطار الذي أكد عليه صندوق النقد الدولي، أكد معيط أن الحكومة ستمضي في برنامجها للتخارج من بعض الأصول ضمن تنفيذ ملكية الدولة وثيقة السياسة وفقا للاتفاق مع الصندوق، موضحة أن الخزانة العامة للدولة ستحصل على نصف عائدات أي مقترحات أو صفقات استثمارية، وهناك نقاش حكومي لتطبيق هذه القاعدة على صفقة رأس الحكمة مع الإمارات العربية المتحدة.
وقال معيط إن البرنامج المقترح يأتي تنفيذا لسياسة الدولة ويهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص. وأضاف أن مصر لا تخطط لإصدار سندات دولية حتى نهاية العام المالي الحالي، موضحا أن المستثمرين عادوا لشراء أذون الخزانة المصرية بعد الإجراءات التي أعلنها البنك المركزي الأسبوع الماضي.
تضخم اقتصادي
في الوقت الذي ينتظر فيه الاقتصاد المصري مؤشرات إيجابية تدفعه نحو النمو المستدام، بعد اتفاق رأس الحكمة والتعويم القسري والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، جاءت معدلات التضخم خلال شهر فبراير أعلى من التوقعات حيث قفزت إلى 35.7 بالمئة. لتنهي سلسلة التراجعات التي بدأت منذ أكتوبر الماضي، من 29.8 بالمئة في يناير، مدفوعة بشكل رئيسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات.
وتأتي الزيادة في التضخم قبل الارتفاع المتوقع نتيجة لانخفاض قيمة العملة الأسبوع الماضي. بينما تراجع معدل التضخم في مصر عن مستواه التاريخي البالغ 38 بالمئة في سبتمبر/أيلول.
وأرجعت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الأحد، أسباب الارتفاع إلى “ارتفاع أسعار مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (25.0 بالمئة)، ومجموعة الحبوب والخبز بنسبة (14.2 بالمئة)، ومجموعة الأسماك بنسبة (14.2 بالمئة)، ومجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (25.0 بالمئة)، ومجموعة الحبوب والخبز بنسبة (14.2 بالمئة)، ومجموعة الأسماك بنسبة (14.2 بالمئة). ومجموعة المأكولات البحرية بنسبة (11.5 بالمئة)، ومجموعة الألبان والأجبان والبيض. بنسبة (12.8%)، ومجموعة الزيوت والدهون بنسبة (14.1%)…”.
توقع محلل المخاطر بشركة النيل للتأجير المالي، زاهر خليف، أن “يستمر معدل التضخم في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، نتيجة انخفاض قيمة الجنيه”. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «بيانات التضخم لشهر فبراير جاءت أكثر من المتوقع، مدفوعة بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشروبات نتيجة توقعات المنتجين بتخفيض قيمة العملة المصرية أمام الدولار بعد مباحثات واجتماعات مع صندوق النقد الدولي». المسؤولين…”
وعن أزمة الدولار وهل تم حلها بعد صفقة رأس الحكمة، قال خليف: “لا أعتقد أن أزمة الدولار في مصر يمكن حلها بمجرد التوقيع على صفقة مثل رأس الحكمة، إلا إذا تم صرف هذه الأموال بالشكل الصحيح”. مستغلة، وما لم تبحث الدولة عن حلول جذرية لهذه المشكلة، خاصة بعد… تأثير التوترات الجيوسياسية على قناة السويس، أحد أهم مصادر العملة الصعبة في مصر”.
وفيما يتعلق بالحلول الجذرية لأزمة الدولار، أكد أنها يجب أن “تتضمن تنويع مصادر الدولار وتوطين الصناعات، خاصة أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية منها: الموقع الجغرافي على سبيل المثال، وتوافر العمالة الماهرة، وقلة العمالة”. التكاليف…”، مشيراً إلى أهمية تعزيز صرف العملات. محلي.
فيما أكد رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة “نحن الآن في وضع حرج ووقت حرج وعلى الجميع دعم الدولة والتخلي عن المصالح الشخصية الضيقة.. إذا لم نساعد ونتخلى عن الضيقة المصالح والمنافع الشخصية، سنكون أول ضحايا الفشل الاقتصادي”.